بقلم: زهير دعيم
في مقال نشره البروفيسور لطفي منصور حول استقالته من عضوية المجمع قال : "غير أَنَّ الوزير غالب مجادلة توجه إليّ وطلب أن أعدل عن استقالتي، وتلبية لطلبه بقيت في المجمع الذي لم أعتبره هيئة سليمة منذ البداية......... فالدكتورة الينور صايغ، نائبة رئيس المجمع ارتكبت العديد من الأخطاء في كلمتها، وهو أمر لا يدعو للفخر في أقل تقدير، ثم إن البروفيسور قيس فرو لا يستطيع أن يقول جملة واحدة صحيحة من الناحية اللغوية، وقد ارتكب عشرات الأخطاء" .
أما انا فأقول : لقد جاء استنتاجك البروفيسور الغالي متأخرًا ، ومتأخرًا جدًا ، فمنذ أن رأى هذا المَجمَع النّور بل قل المُجمَّع وهو سِقط ...لم ير النور ، لقد حُبِلَ به في الظلام والديجور والضباب السديميّ !!!، حُبل به في الغُرف المقفلة ، وانتهاز الفُرَص ، ومنها الفرصة الأخيرة كما حدث في جوائز الإبداع الأخيرة؟!!!!
جاء ليرضي شريحة ولونًا ...جاء من فراغ وفي فراغ ليغدق على البعض أملا ومنصبًا .
وضاع الأمل...ضاع في رحاب العمل ، ضاع في صحراء ملأى بالسّراب .
ضاع الأمل على أمل أن تحيى الرميم وتحيى العِظام !!!ولكن هيهاتِ .
قالوا مجمع للغة العربية ، ولكن الفعل قَسَمَ هو الذي انتصر وسيطر وهيمن وسطا ، تقاسموا الكعكة وحبة الكرز والوظائف ، بل استحدثوا وظائف جديدة ، غذّوها من ضريبتي وضريبتك .
ضحكت كثيرًا حتى وقعت " من طولي " يوم قرأت عن تأسيس هذا المجمع ...تأسيس "إيـــــه وهبــــاب إيــــه "كما يقول إخوتي المصريين ..انه تعيييييييين.
ضحكت لهذه التعيينات ، وقلت وقتها مُعقِّبًا بالبنط العريض في احد المواقع العنكبوتية في البلاد ..انها مهزلة.
يا عالًم يا هو ...مجمع اللغة العربية في القاهرة أكله الغبار ، وشرب عليه الزمن ، وما جاء بجديد ، فالشّاطر والمشطور والكامخ بينهما مات وظلّ الساندويش حيًّا يُرزق ، والكظيمة التي سألت عنها الجليل والكرمل والمُثلّث فما وجدت مَنْ سمع بها ، ظلّت في قاموسنا ووجداننا ترمسا ....امّا الأوابد فبقيت على حالها والزحّافات ظلت تزحف وتحبو ، وما عمل هذا المجمع القاهري الا الندرة على جعل لغتنا حضارية تجاري التقدم والتطور ، وظلت يا رعاكم الله " مكانك عد " فيها مائة اسم للأسد ومائة للناقة وألف للنكاح والمباضعة والمواقعة والوطء و.....
من يسمع منّا اليوم بمجمع اللغة العربية في القاهرة او دمشق ...لقد غابا ...ماتا...انتحرا.
ويولد لنا مجمع في إسرائيل ، وتفاءل البسطاء ، وتلمّظ المنتفعون قائلين " جاءت " الرزقة" ..ها هي خشبة النجاة تطفو في حيفا ، وستنقذ اللغة العربية من الغرق .
وقهقه البعض وصلّى ان " يطوله طرطوشة" .
لقد صدق الرب يسوع حين قال : ان البيت الذي يُبنى على الصّخر يصمد أمام العاصفة ، أمّا ذاك الذي يُبنى على الرمل فيسقط ، ويكون سقوطه عظيمًا.
ماذا فعل هذا المَجْمع للأدباء ؟!!
ماذا فعل هذا المجمع للكليات والمعاهد والمدارس ؟!!
بل ماذا فعل هذا المجمع للغة العربية حين يقول بروفيسورنا المحترم عشرات الأخطاء..أخطاء في عقر المجمع ..جريمة نكراء وايّم الحقّ.
لقد صال البعض وجال حاملا لقبا هنا ولقبا هناك : فهذا رئيس – وللحق لا اعرفه- وذاك نائب رئيس وتلك سكرتيرة كما رؤساء روابط الأدباء الخوالي والكلّ له سعره وثمنه.
البروفيسور لطفي منصور ، ما دام انّ هذا المَجْمَع قد وُلِد ميتًا ، فيجب ان يُدفَن حالا والا زكم الأنوف والنفوس والآفاق ، أليس كذلك ؟!!! |