CET 00:00:00 - 11/05/2011

الكلام المباح

كتبت: ميرفت عياد

في بداية حديثي أقدم تعزياتي القلبية لشهداء حادث إمبابة الغاشم.. بل إلى جميع الأبرياء الذين سفكت دمائهم غدرًا.. أقدم دموعًا ممزوجة بدماء قلب يحترق من شدة ما يحدث في بلادي الحبيبة مصر.. التي تخيلت أنها ستتنفس عبير الحرية.. بعد الثورة الشعبية السلمية الجميلة.. الثورة التي قام بها شباب برئ نقي.. أذهل العالم كله من قوة إيمانه بقضيته الوطنية..

والحقيقة وأنا أتابع أحداث إمبابة المؤسفة.. تذكرت الفيلم الكوميدي "سر طاقية الإخفاء" للراحل الفنان "عبد المنعم إبراهيم".. لأن في الحقيقة "شر البلية ما يضحك".. فقد كان الفنان "توفيق الدقن" في الفيلم يرتدى طاقية الإخفاء فوق رأسه.. ويفعل بها الأفاعيل، فيجعل الناس يضربون بعضهم بعضًا.. ويجعل الأشياء تطير وتسقط فوق رؤؤسهم.. ويسرق وينهب بها محلات الذهب.. ثم يعود ويخلعها.. ويعيش بينهم كحمل وديع.

وهذا هو ما حدث في حادث كنيسة إمبابة المأساوي.. فالحياة اضطربت في هذا الحي فجأة.. وانطلقت قوى الشر من مكمنها.. لتؤدي إلى قتل وإصابة العديد من الأشخاص.. وحرق الكنيسة والمحلات والمنازل.. وفي كل الأحوال كان الفاعل يرتدي طاقية الإخفاء.. حتى لا يراه أحد.. ثم يعود ويخلع طاقيته.. ليجلس في مجالس الصلح العرفية.. وفور أن تهدأ الأمور.. يبدأ في غسل طاقيته التي تلطخت من دماء الأبرياء.. حتى لا يؤثر هذا على كفاءة الاختفاء.. ويلبسها ليرتكب بها جريمة جديدة في مكان آخر.. وهكذا تتكرر الوقائع.

"العلبة دي فيها فيل".. هذه العبارة التي اضطر إلى قولها الفنان "عبد المنعم إبراهيم" ذلك الشخص المسالم طيب القلب.. من جراء بطش وظلم الفنان "توفيق الدقن".. رغم عدم منطقيتها.. إنما تدل على غياب منطق قوة الظلم والجبروت الغاشم، الذي لا يرى غير مصالحة.. ولا يريد في الدنيا غير نفسه.. ولا يتمتع غير بقتل المسالمين.. والشرب من دماء الأبرياء.. لأن هذا يشعره بنشوة القتل..

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. إلى متى سيظل مفعول سر طاقية الإخفاء مستمرًا؟.. إلى متى يتسلسل هذا الشخص في وضح النهار ليرتكب جرائمه؟ وهو على يقين من أن عين العدالة لن تراه..

وهنا أريد أن أؤكد إذا كانت عيون العدالة الأرضية عاجزة عن الرؤية.. ويدها قصيرة لا تستطيع أن تطول لتمسك بالمجرمين.. فإن عدالة السماء ترى ما يعجز الإنسان عن رؤيته.. وحين تطبق لا تستطيع أي قوة في العالم أن تمنعها.. لهذا نحن في انتظار عدالة السماء..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق