كتب: جرجس بشرى
واصل أقباط "المنيا" لليوم الثاني على التوالي، اعتصامهم أمام مبنى المحافظة؛ إحتجاجًا على الاضطهاد الواقع على الأقباط في "مصر" واستهداف دور عبادتهم، مطالبين بفتح الكنائس المغلقة وتقديم الجناة في حوادث العنف الطائفي إلى المحاكمة العاجلة، وبالإفراج عن الأقباط المعتقلين.
كانت جموع غفيرة من الأقباط من أماكن متفرقة بمحافظة "المنيا"، قد احتشدوا أمام مبنى المحافظة بعد أن جابوا الشوارع، وقاموا بالصلاة أمام مبنى المحافظة، وإنضم إليهم في التظاهرة عدد من المسلمين المعتدلين، تضامنًا معهم في مطالبهم المشروعة، مندَّدين بحوادث العنف ضد الأقباط وحرق كنائسهم وممتلكاتهم، وأكَّد بعضهم أنهم سيبيتون مع إخوانهم الأقباط حتى تُستجاب وتنفِّذ الحكومة مطالبهم.
وفي حديث خاص لـ"الأقباط متحدون"، قال "أحمد راضي"- أحد المسلمين المتضامنين مع الأقباط في التظاهرة- إنه أتى مع عائلته للتضامن مع المسيحيين الذين يُقتلون ويُضربون في كل مكان، موضحًا أن ما يحدث مع المسيحيين لا يُرضي أحد، ولابد أن يقفوا معهم ومع حقوقهم، مطالبًا الحكومة بإعدام هؤلاء البلطجية حتى تهدأ الأمور، وتساءل: لماذا تسكت الحكومة على عقابهم؟ ولماذا يتم تهديد الأقباط وحرق كنائسهم؟ رغم أنه من المفترض أن نحمي الكنائس كما نحمي الجوامع.
وأشار "عمر عبد السلام"- أحد المسلمين المتواجدين بالتظاهرة- إلى أن الحكومة متواطئة مع المجرمين الذين يعتدون على الأقباط وكنائسهم وممتلكاتهم، مؤكِّدًا أن الأقباط إخوة للمسلمين، وإنهم يعيشون معًا ولم يروا منهم شرًا، كما أن مصيرهم واحد "ولو خربت ها تخرب على الكل".
وأضاف "عبد السلام": يجب وضع قوانين شديدة لمحاكمة قتلة الأقباط والمعتدين على كنائسهم، مطالبًا بفتح جميع الكنائس المغلقة، ومؤكدًا أن الفتنة ستتكرَّر طالما أن الجناة لم يحاسبوا حسابًا رادعًا وعسيرًا، كما أن هذه الجرائم تؤكد أن هناك بقايا للنظام السابق في الحكومة يجب تطهير "مصر" منهم، لكي تعيش في سلام. وقال: "نحن مع الأقباط وسنظل معهم في هذه المظاهرة حتى تُستجاب مطالبهم، وقد رأيت صليبًا منيرًا يعلو مبنى المحافظة ليلة أمس".
هذا وقد أدان المتظاهرون أمس في تظاهراتهم صمت محافظ "المنيا" وتجاهل منظمات حقوق الإنسان الدولية لمطالبهم، وأكَّد الناشطان "أسامة حلمي" و"أمير فخري"، وهما من المنظمين للتظاهرة، أن الاعتصامات ستظل مفتوحة ولن تنفض إلا بعد تنفيذ المطالب على أرض الواقع. |