د. حسين كامل بهاء: الرضاعة الطبيعية تنمي ذكاء الطفل
د. محمد معبد: الفراعنة أكدوا على حقوق الطفل في الحب والرضاعة الطبيعية
الجعضيض والسريس والعسل الأبيض والتعرض لأشعة الشمس تعطي مناعة ضد السرطان
كتب: جرجس وهيب
تحت رعاية الدكتور "أمين لطفي" -القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف- أقام قسم طب الأطفال بكلية الطب بالجامعة، المؤتمر العلمي الثالث لطب الأطفال تحت عنوان "اهتمامات طبيب الأطفال"، بحضور الدكتور "حسين كامل بهاء الدين" -رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال- ولفيف من الأساتذة ورؤساء الأقسام والباحثين في مجال طب الأطفال من الجامعات المصرية والقوات المسلحة والشرطة، حيث ناقش المؤتمر كل ما هو جديد في مجال طب الأطفال في الألفية الثالثة.
وأكد الدكتور "حسين كامل بهاء الدين" -خلال محاضرته- أن تزويد قوة المعرفة لدى الطفل وذكائه هو البداية من الرضاعة الطبيعية، حيث أكدت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة جدًا بين مدة الرضاعة ونسبة الذكاء، ومزايا لبن الأم فهو الحصن المنيع لجهاز المناعة عند الأطفال، وأن الألبان الأخرى مثل لبن الأبقار لا تحل محل لبن الأم، وأن أهم عوامل تنمية ذكاء الطفل وتقويته هو الرضاعة الطبيعية، حيث أن ذكاء الطفل قابل للزيادة مثل تربية العضلات والذاكرة، ولابد من الاهتمام بها منذ الطفولة المبكرة في الست سنوات الذهبية الأولى في حياة الطفل، فالذكاء العاطفي مثلًا من ثلاث شهور إلى ثمانية عشر شهرًا، أما الذكاء اللغوي فمن ست سنوات إلى سبع سنوات الأولى يبدأ في تعلم اللغة وأكثر من لغة، ويتفوق فيها، كذلك الذكاء الرياضي والموسوعي والحركي والموسيقي والعملي والاجتماعي .
وأثبت العلم أيضًا أن القلب قوة للفهم وليس لضخ الدم فقط، فالقلب والمخ هما أساسيان في المعرفة، والقلب أهم وأشمل في مجال المعرفة حيث يفرز هرمونات وناقلات إشارات عصبية وله مجال مغناطيسي يؤثر على المخ بأكثر من 60 مرة من تأثير المخ، فالإنسان له دماغين أحدهما في المخ والآخر في القلب، والتعليم أصبح له مفهوم جيد من حيث الأدوات والوسائل، ولم يعد تقليديًا إنما له وسائل مبتكرة ومتعددة وأخطأ القانون عندما حدد أول سنوات التعليم بست سنوات فالفترة الذهبية للطفل قبل ذلك لإستثمار ذكار الطفل وضبط المعرفة عنده .
وأضاف الدكتور "محمد معبد" -رئيس قسم طب الأطفال بكلية الطب بجامعة بني سويف ورئيس المؤتمر- أن المؤتمر ناقش أبحاثًا عديدة، نوقشت فيها قضايا مختلفة مثل الزواج المبكر في سن أقل من 20 عامًا ومخاطره على الطفل والأم، حيث وجد من خلال الدراسة أن الحالة الصحية والغذائية للأطفال من أمهات أقل من 20 سنة لهم تأخر في النمو والوزن، ويظهر عليهم الكساح وقصر القامة وإنخفاض نسبة الزنك والحديد والأنيميا .
ونصحت الدراسات التي قدمها الأساتذة من أطباء الأطفال في هذا المؤتمر، بضرورة زيادة التثقيف الصحي لبيان مخاطر الزواج المبكر والحمل المبكر، واتخاذ الدولة الإجراءات القانونية لتأخير سن الزواج للوصول إلى مجتمع أفضل صحيًا للأمهات والأبناء.
ناقش المؤتمر أيضًا أمراض الكلى في الأطفال، وأمراض القلب، وطب الأطفال في مصر الفرعونية، وأمراض سوء التغذية، وكل ما هو جديد في مجال طب الأطفال خاصة بكليات الطب والجمعية المصرية لطب الأطفال .
فبالنسبة لأمراض الكلى عند الأطفال يعرف مبكرًا من العيوب الخلقية بالأعضاء التناسلية للطفل وتأخر النمو، إضافة إلى الإصابة بالأمراض الحادة مثل الأمراض المعوية والنزيف والتأكد عن طريق التحاليل المناسبة، والأشعات الخاصة بالجهاز البولي، ومن أهم العيوب الخلقية للكلى أن تكون على شكل حدوة الحصان، وكلما كان الاكتشاف مبكرًا كلما كان العلاج والسيطرة عليه أسرع.
والأم التي تقوم بإرضاع طفلها طبيعيًا وتبرعت له بكلية فتناسق الأنسجة وسمفونية التلاحم بين الأم والإبن تقوي ثبات الكلى وعدم طردها .
والفراعنة قديمًا أكدوا على حقوق الطفل في الحب والرضاعة الطبيعية لتقوية جهاز المناعة، حيث أن للطفل حديث الولادة مناعة ضعيفة ولديه نقص في بعض مكوناتها، وهناك أجسام مناعية منقولة للطفل قبل ولادته بثلاثة أشهر، وأخرى منقولة له من خلال الرضاعة الطبيعية، ليكتمل الجهاز المناعي للطفل بالتدريج كما أكدته الدراسات الحديثة. وعرف الفراعنة أيضًا ختان الذكور دون الإناث، فلم يقوموا بختانهن، وكان الكتبة دائمًا يكتبون للوالدين حبو أطفالكم واهتمو بهم. وهذا ما أكدته الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الطفل، والتي تتمثل في حق الطفل في الحب وحقه في الرعاية الصحية في إعلان الولادة وفي حق الأنثى في عدم الختان والتغذية السليمة والتعليم المبكر والترفيه والتربية النفسية والاجتماعية، والحق في الأمان، ولابد من الإهتمام بالنظام الغذائي الصحيح بصفة عامة حيث وجد أن الجعضيض والسريس والشيكوريا والعسل الأبيض، مع التعرض لأشعة الشمس تعطي صحة جيدة، ومناعة جيدة من الأمراض خاصة السرطانية منها .
وأصدر المؤتمر عدة توصيات أكدت على ضرورة الاهتمام بالسنوات الست الذهبية الأولى من حياة الطفل، ودعم قدراته البدنية والذهنية، والاهتمام بالعناصر الغذائية الهامة للطفل الرضيع مثل فيتاميني (أ) و(د) وعنصري الحديد والزنك، والاهتمام بالدراسات والأبحاث التي تهتم بصحة البيئة كالأبحاث التي تدور حول تأثير الزواج المبكر والإنجاب المبكر والمتأخر على الأطفال، والاهتمام بإنشاء عيادات مشتركة موحدة بين الأطباء والجراحين في مختلف تخصصات الأطفال مثل كلى الأطفال والمسالك والأعصاب وجراحات الأعصاب، والاهتمام بجودة المستشفيات وتوفير الوسائل اللازمة للحصول على مؤشرات الجودة العالية، والاهتمام بتدريب شباب الأطباء على كيفية التعامل مع الحالات الحرجة، وكيفية قراءة وترجمة التحاليل والفحوصات المختلفة مثل قراءة غازات الدم.
وإفساح المجال للطلبة وحديثي التخرج على الإشتراك بأبحاثهم في المؤتمرات، وضرورة اهتمام الدولة وتدعيمها للمؤتمرات العلمية والبحث العلمي، ونشر الأبحاث التي عرضت في المؤتمر وفي جميع المؤتمرات التي تعقد في جمهورية مصر العربية على الشبكة العنكبوتية، ونشر هذه التوصيات في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وعلى الشبكة العنكبوتية. |