CET 00:00:00 - 10/03/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
نزل عم مسعود من علبة السلامون –الأتوبيس- مهرولاً لبيته طلباً للراحة بعد يوم شاق –ليس في العمل الذي يعاني فيه من الكسل والملل بل من الأتوبيس والزحام وخشية السرقة من اللئام- وعند وصوله لم يحتاج لطرق الباب فقد كانت الست ابتسام مجتمعة مع سيدات العمارة (المثقفة منهن والجاهلة، التخينة والرفيعة، الهادية الندية والشرسة المفترية) فدخل ناظراً للأرض وألقى التحية وحينها تفرقن جميعهن كلاً إلى بيتها وبعدها وجد ابتسام بتقوله (ها فين الجمعية، ومالك متبهدل كدة ليه يا راجل؟) فأجابها هيكون من إيه يعني؟ من الأتوبيس ربنا يرحمنا منه بقى، فقاطعته قائلة: ليه هتجيب العربية المرسيدس ولا الكارو، فقالها والدهشة تعلو وجهه ليه ميرجعوش الحمير تاني وسيلة مواصلات لعامة الشعب، وهتبقى حلوة وسهلة ورخيصة وكل واحد حر في حماره ولا حد يزنقه ولا يقعد عليه.
فنظر إليه ابنه الكبير "فرحان" (وهو خريج تجارة سنة ٢٠٠٤ وطبعاً معاه شهادة خبرة خمس سنين تخصص بطالة قسم طاولة ودومنة في قهوة السعادة اللي على أول شارعهم) وقال في نفسه ياااااه لو أنا حمار مكنش دة بقى حالي!!

ويكمل: الحمار دة معزز مكرم، يتولد جحش صغنن وكله فرحان بيه لا بيدرس ويطلع عينه ولا يتخرج ويستنى الوظيفة لأنها جاهزة ليه من أول ما يكبر ويشد حيله، وبياكل أحسن أكل وبيجيله لغاية عنده يجي خمسين كيلو برسيم، ودلوقتي في الأماكن السياحية تلاقي صاحبه يأتي به في فخر وزهو ويقدمه للسائحات الفاتنات لتركبه وتلف بيه حوالين الهرم وهي فوقيه أخر انشكاح والساعة تعملها بتاع خمسين دولار كمان، ويصرخ ويقول (آآآآه يا ريتني كنت حمار).

يعني في الأخر تلاقي الحمار بياكل ويشرب ويشتغل ويحمل على ظهره أجمل الفتيات ويتجوز من بنت خالته ولا جارته الحمارة المسمسمة والجوازة مش بتكلفه كتير، أما أنا بلا عمل ولا وظيفة ولا سكن ولا راتب ولا جواز ووصلت لسن صعبة، وكمان عايزين يصدروا قانون يعاقب على التحرش بالسجن، طيب أنا أعمل إيه؟!! وتعالى صوته يا ريتني كنت حمار...
فنظر إليه أبوه سعيد وأمه ابتسام ويلطمونه على وجهه ليستفيق وأحضرت أمه كوز ماء لترش به وجهه، وقالتله سلامتك يا ضنايا أنت سيد الحمير كلها، يوووه أقصد أنت زينة الشباب وبكرة تتعدل وتبقى موظف أد الدنيا.
عادي في بلادي: يفضل المواطن يسأل نفسه إيه الفرق بينه وبين الحمار، وفي الأخر يحقد عالحمار ويتمنى يبقى زيه.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق