CET 00:00:00 - 10/03/2009

المصري افندي

بقلم: عماد توماس
من أكثر ما يثير شجونى هو العمل التطوعى فى مصر، خاصة فى منظمات العمل الاهلى او الجمعيات الخيرية أو المنظمات غير الحكومية التى لا تهدف للربح، فتجد ان بعض من الأفراد ينضمون لها ، ربما لأن لديهم وقت فراغ قاتل، أو حماسة شبابية سرعان ما تفتر، أو نية حسنة لا تستمر طويلا !!
ومع مرور الوقت تبحث عن هؤلاء تجدهم انقسموا ألى فريقين الأول: بعض منهم  استولوا على مناصبها ولن يتركوها الا اذا زلزلت الأرض ، الثانى: ذهب بعيدا وكل علاقته بالأمر أن يظهر فى احتفال عام أو مؤتمر سنوى

وبحسب تعريف ندوة التطوع  التى انعقدت ببيروت. فهو "نوع من الاختيار الحر للعمل، وقناعة لمشاركة الأفراد طواعية في العمل من واقع الشعور بالمسؤوليه"
فأنت لست مجبرا للانخراط فى هيئة او جماعة ما، لكنك بمحض اراداتك تنضم لكيان ما لتساعد فى العمل بقناعة وقيمة هذا الدور وشعورك بالمسؤولية

والعمل التطوعى ذو فائدة كبرى فى حالات الكوارث الطبيعية ومساعدة اللاجئين واعمال الاغاثة الانسانية ومساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة لكننا فى هذا المقال لا نتحدث عن هذا النوع من العمل التطوعى، لكننا نتحدث عن العمل التطوعى فى منظمات المجتمع المدنى كما اوضحنا فى بداية المقال.

ومن آفات العمل التطوعى فى مصر، تحميل المتطوع أكثر مما يحتمل، ولأن المتطوع لدية من المشغوليات ما يكفيه، فالتوقع أنه لن يقوم بالعمل على أكمل وجه ربما لضعف مؤهلاته، ولن يستطيع أحد محاسبته فيما بعد على اعتبار أنه متطوع.

كما أن المتطوع لن تجده عندما تريده فهو يتواجد فى الأوقات المناسبة له، اما اذا كان هناك ارتباط ما لديه (عمل رسمى- دراسة-امتحانات...)  فانة بالطبع يؤجل عمله التطوعى حتى الانتهاء من اولوياتة ، ولن يكون لدية الحماسة اللازمة للعمل والجدية على ادائة واتقانه-على إعتبار أنه متطوع.، كما ان عملية المتابعة مع المتطوع صعبة التحقيق وربما تكلف أكثر من قيمة انجاز العمل، وقد يشعر المتطوع فى وقت ما، شعوره بعدم الانتماء للجماعة، أو شعور الجماعة بعدم انتماء المتطوع لها.

يالاضافة الى ان المتطوع قد يكون فى مكان بعيد، وبالتالى مصاريف انتقاله قد تكون عائقا امام تواجده فى المناسبات الخاصة. ولا يجب تحميله مصاريف مادية اكثر مما يحتمل، فى ظل تبرعه بوقته وجهده فى العمل التطوعى
وهناك من يتطوعون بالوكالة، او من يناضلون بواسطة آخرين، فيوكلون اخرين نيابة عنهم ، ولا يتحملون عناء ومشقة النضال.

ولعل أسوأ تجربة للعمل التطوعى الادارى فى مصر نموذج نادى الزمالك الرياضى، فرغم  ان نادى الزمالك يملك مجموعة من أفضل اللاعبين فى مصر على المستوى الفردى المهارى، وفى ذات الوقت مجموعة من أفشل اللاعبين على المستوى الجماعى الخططى، إلا أنه يعانى من تخبط ادارى واضح نتيجة تعدد مجالس الإدارات للنادى، وتكون النتيجة أن يخرج عليك بعض من مجلس الادارة  بأنهم متطوعون، وكأنهم يقدمون خدمة مجانية لا يحاسبون عليها إن أخطاؤا فى ادارتها وفى حق الجماهير الغفيرة.

واذا كان البعض يردد أن أزمة نادى الزمالك، هى نتيجة للفشل الادارى وسوء حالة اللاعبين وتغير الأجهزة الفنية، فنحن نرَ  أن الحل ينبع من نزع فتيل فكرة العمل التطوعى فى إدارة النادى، والعمل على خصصة النادى وكل الأندية الرياضية فى مصر، وطرح الأسهم للاكتتتاب العام، ولعل النموذج الناجع لشركات البترول فى الرياضة مثل نادى انبى ، وبتروجيت يرجع إلى الادارة الحاسمة وعدم التدخل فى العمل بدعوى التطوع.

الخلاصة، نرَ ان ثقافة العمل التطوعى الجاد غير متواجدة بصورة كبيرة فى مصر، ولذلك نرَ أن الحل هو الانتقال الى العمل المؤسسى الكامل الذى يعتمد على مسؤليات محددة لأفراد منتخبين بقيمة أجر معقولة، وبالتالى يكون هناك محاسبة لجدية واتقان العمل، حتى نبتعد عن التبريرات الجاهزة فى كونه "متطوع لا يعمل بأجر" !!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق