ثقافة الـ (الستار أكاديمي)

بقلم: منال بولس
أعلم أنه سيتهمني البعض وخاصة الشباب بالتخلف والرجعية، والبعض الآخر بإثارتي موضوع سطحي أو دون المستوى لأنه لا يهم الشأن القبطي في شيء...... ولكني سأرد على الجانبين، فأنا للعلم لازلت شابة وتجذبني كثيرًا هذه النوعية من البرامج لِما لها من أهمية في المجال الفني وصناعة النجوم.
فأنا كغيري أقدر الفن لما له من دور فعال في رقي الشعوب والسمو بمشاعرها، وأما عن مناقشة هذا الموضوع مع إنه من وجهه نظر البعض بعيدًا كل البعد عن مشاكل الأقباط فدعوني أقول لهم: أن هذا البرنامج يبث عبر قناة فضائية عربية ويشاهده ملايين من الشباب من الجنسين باختلاف ميولهم وعقائدهم... ومنهم من هو مولع بهذه النوعية من البرامج وبأبطالها! فهي ثقافة مفروضة على واقعنا أبينا أم رضينا ويتأثر بها شبابنا وشاباتنا في مرحلة عمرية معينة، فلذا لابد من الحديث عنها ومناقشتها.
أما عن سبب مناقشتها الآن: فهو ما هالني رؤيته هذا العام عند مشاهدتي ليوميات هذا الـ (الستار) وهو الكم الهائل من التصرفات الغير منضبطة من قبل هؤلاء الشباب والشابات المشاركين بالمسابقة، فما أكثره العناق وما أكثرها القبلات بين الجنسين!

فقد نشأت ثنائيات وباتت المعاملة بينهم (آسفة في التعبير) هي أشبه بمعاملة الأزواج! فأنا كأم لا أتخيل أنه في يوم ما سيكون جسد أبنتي مباح هكذا لشخص -حتى وإن كان خطيبها- فعلاقات الجسد هذه ليست من المفروض أن تتم إلا في إطار الزواج -اعتقد أن هذا هو الوضع الطبيعي- فما بالكم بشخص غريب عنها؟!!
وإن كانت بعض المجتمعات العربية ترى أن مثل هذه التعاملات والعلاقات هي أمر طبيعي ولكن في ثقافتنا المصرية القبطية هذا أمر لا يليق, حتى بين الأخ وأخته هناك بعض الضوابط فما بالكم بمجموعة من الأغراب؟

صدقوني أنا لست ضد هذه البرامج بل على العكس تمامًا وإنما هدفي هو بعض الضوابط على هؤلاء الشباب أبطال هذه البرامج، فهم يحملون ثقافة لجيل كامل فيجب أن يكونوا قدوة وعلى قدر كاف من المسئولية. وهنا يأتي أيضًا دور القائمين على مثل هذه البرامج فيجب عليهم أن يتحلو بالوعي ويضعوا ضوابط وحدود للمعاملات بين الطلاب والطالبات فهم ارتضوا أن يتحملوا مسئولية تقديم رسالة فنية وفي نفس الوقت مسئولية تقديم ثقافة لجيل بأكمله وعليهم أن يكونوا على قدر هذه المسئولية.
في النهاية لقد شارف هذا الموسم الستار أكاديمي على الانتهاء ولكننا نأمل خيرًا في المواسم المقبلة منه.