بقلم: د. وجيه رؤوف
المعروف عنّا نحن المصريون إننا في عز أزماتنا وآلامنا نخرج منها ببعض القفشات أو كالقول الشهير (رأيت الطير يرقص ألمًا من الذبح)، وأعود فأتذكر ذلك المشهد الجميل للممثل يهودي الجنسية "استفان روستي" في أحد الأفلام الشهيرة وكان يقوم بدور زعيم عصابة وإذ في أحد المواقف الهجومية يحاول فرد من أفراد العصابة إنقاذه فيطلق النار لتخطئ المرغوب في إصابته وتصيب "استفان روستي" فيطلق قولته الشهيرة: نشنت يا فالح وتأتيني هذه القصة على ذكرى خبر مقتل أحد الإخوة المسلمين في حادثة الهجوم على دير أبو فانا.
ولقد حاول الكثيرون إلصاق هذه التهمة بالرهبان ليصلوا إلى نوع من التسوية القسرية على حساب الرهبان، ولكنها لم تفلح ولن تفلح للأسباب الآتية:
*أولاً: هذا الرجل الذي استشهد كان يعمل بالدير أي بينه وبين الرهبان عيش وملح وعدس كمان ولا يمكن أن يعتدي عليه الرهبان لأنه من عمال الدير.
*ثانيًا: الرهبان لا يملكون أسلحة، للدفاع وسلاحهم الوحيد هو الصليب اللي اتخطفوا وانضربوا واتكسرت أرجلهم من أجل حبهم في الصليب وحبهم الكبير للملك المسيح.
ثالثًا: قد تم الهجوم على الدير أكثر من مرة سابقة ولو أطلقت من الدير طلقة رصاص واحدة لتم اعتقال كل الرهبان بتهمة التخطيط للاستيلاء على الحكم وتكدير الأمن العام.
إذًا ما حدث، حدث على غرار (نشنت يا فالح) وهيه جات كدة لكن لا مانع من استغلال هذه القصة لتمرير الإتاوات من المسئولين الأشاوس، وقد كنت يومًا أجلس مع أحد الضباط المحترمين أثناء فتنة طائفية حدثت قريبًا في أحد البلاد ولم يكن هذا الضابط من المسئولين عن الأمن في تلك البلد ولكن كنّا نتناقش معًا فقال لي بالحرف الواحد: المصيبة مش الفتنة اللي حصلت ولكن المصيبة في التعتيم على الفتنة هناك مشكلة تحدث وتزداد وهناك احتقان ينموا ورجال الدولة يصرحون بأن الدنيا ربيع والجو بديع وقفل لي على كل المواضيع.
لأ دة غلط لابد من إيجاد الحلول والقوانين لوأد هذه الفتن, هذا شيء جديد علينا وهناك يد خفيه تحرك هذه الأحداث, هذا ما قاله لي هذا الضابط المحترم الجريء وأنا احترمه واحترم ما قاله ونأتي إلى شيء آخر أود أن تركزوا معي فيه:
فأن يقال أن الرهبان قد قتلوا هذا الرجل وهو قول كاذب ومشكوك فيه ولكنه لا يمر مرور الكرام، ففي هذا القول رسالة غير مباشرة مفادها أنه إذا هاجمك مجرم وأراد قتلك فليس من حقك أن تدافع عن نفسك حتى لو معك سلاح!
هنا فلنتوقف أيها السادة ونسأل سؤالاً: إذا كنت في بيتك وفي منزلك وهاجمك مجرم وأراد قتلك ومعك سلاح هل تدافع عن نفسك أم لا؟؟ في عُرف هؤلاء يبقى لا... طب أعمل إيه يا إخواننا؟؟
الإجابة تقوله: أنا بحبك وبموت فيك قطعني حتت وارميني للقطط!!
شفتم بقى الموضوع قلب كوميديا درامية أزاي وممكن تضحكوا ما هو شر البلية ما يضحك ولكنني أقول لكل مسئول: تذكر بأن الله ليس بغافل عمّا تعملون، وأطلب أن تضع نفسك مكان غيرك وتحكم بالعدل, لا نريد أيها السادة إلا العدل, العدل للجميع.
أنا مؤمن بأن الكثيرين من إخوتي المسلمون الأحرار يوافقونني الرأي في هذا الموضوع ومنهم الكثيرون ذوي الآراء الحرة البناءة، ولكن للأسف لا يأخذوا الفرصة لإظهار هذه الآراء
ويومًا ما تكلمت مع أحد الصحفيين المسلمين الأحرار فإذا به يهمس في أذني: تفتكر يا دكتور لو أن في أول هجوم على الدير المسئولين عن الأمن اتخذوا إجراء شديد تفتكر كانت الأحداث دي أتكررت؟؟ تفتكر يا دكتور في حادث الإسكندرية لما القاتل اللي معاه سيف حاولوا المصليين يمسكوه فإذا بأمين الشرطة يطلق النار في الهواء ليطلق سراح القاتل!! وإيه رأيك لما مسئول الأمن في العديسات يخاطب القس في الكنيسة قائلاً: إحنا هنا مش علشان نحرسكم إحنا هنا علشان نمنعكم من الصلاة!!
هو طبعًا مطلوب مننا دايمًا نقول أنا بحبك وبموت فيك قطعني حتت وارميني للقطط، ولكن أنا عن نفسي ماليش تعليق غير بدل ما أقول: قطعني حتت وارميني للقطط، هأقول: القول الكريم القائل: اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمي. |