CET 00:00:00 - 08/06/2009

حوارات وتحقيقات

*كأس العالم للشباب بطولة دولية ولم تستغلها مصر للترويج السياحي.
*مصر لديها أضعاف ما تملكه أسبانيا من سواحل ولكنها أهدرت ذلك بغابات خرسانية!
*المواطن المصري بسلوكياته الخاطئة من أسباب تراجع السياحة.
حوار: هاني دانيال - خاص الأقباط متحدون


يتعرض قطاع السياحة للعديد من الأزمات والمشكلات ورغم تعاقب العديد من الوزراء على منصب وزير السياحة إلا أنه لم تصل مصر للمكانة التي تستحقها، ويعتبر الخبراء المتخصصين في مجال السياحة أن سعادة المسئولين المصريين بوصول 12 مليون سائح في العام أمر غير معقول لأن مصر تملك الكثير من الإمكانيات والتي تؤهلها لزيادة أضعاف هذا الرقم.

ألتقى "الأقباط متحدون" مع الخبير السياحي "وائل كرم" ورئيس مؤسسة "منف للتنمية السياحية والثقافية والبيئية" والذي أكد لنا أن السياحة المصرية لا يتم استغلالها بالشكل الكافي وأن مصر لا تستغل الأحداث القومية والدينية لزيادة عدد السياح، وقدم زيارة العائلة المقدسة وبطولة كأس العالم للشباب كنماذج لم تستغل بعد.
دعا كرم إلى تغيير سلوكيات المصريين في التعامل مع الأجانب، وطالب وزارة السياحة بتعديل تعاملها مع الأجانب والتفرقة بينهم حسب المكان القادمين منه من أجل زيادة عدد الليالي السياحية.
وانتقد كرم الغابات الخرسانية المنتشرة في الساحل الشمالي بطريقة لا تستغل كل الإمكانيات الموجودة في مصر، والدعوة لإعادة المناطق المهمشة سياحيًا مصل العين السخنة ورأس سدر وسهل حشيش.

* لماذا ترى السياحة في مكانة لا تستحقها مصر؟
زيارة رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر تمر بعدة محافظات،من شمال سيناء مرورًا بالدلتا والقاهرة الكبرى ثم الصعيد، ومن أجل زيارة هذه المناطق نحن بحاجة إلى أسبوعين وإذا حضر 100 ألف شخص لقضاء 15 ليلة وكل شخص صرف 1000 دولار فهذا معناه ارتفاع دخل السياحة من خلال مليون ونصف دولار خلال أسبوعين وعدم استغلال هذا الحدث بالشكل اللائق أمر في غاية السوء، فلا يوجد تسويق لهذا الحدث سواء من شركات السياحة أو الوزارة نفسها وهذا له مردود سيء على السياحة بشكل عام.

*ما السبب في ذلك؟
السبب يرجع إلى غياب التسويق وعدم وضع هذا الحدث على الخريطة السياحة لمصر.

*ولكن الدولة تصرف الملايين على تطوير المساجد والكنائس الأثرية؟
الدولة اهتمت مؤخرًا بالسياحة الدينية وتم ترميم العديد من المساجد والكنائس الأثرية، ولكن هذا لا يقدم النتيجة المنتظرة لغياب التسويق، فالسائح خارج مصر لا يعلم عما يوجد هنا... ربما يسمع عن الأهرامات أو أبو الهول ولا يعرف المزيد والتسويق المنظم عليه عبء تقديم مصر بشكل جيد للعالم.

*كثير من المناسبات تضيع ولا يتم استغلالها سياحيًا بشكل جيد.. لماذا؟
كما أوضحت المشكلة في غياب التسويق، فعلى سبيل المثال مصر ستقوم بتنظيم كأس العالم للشباب في سبتمبر المقبل، ورغم أنه حدث عالمي إلا أنه لم يستغل حتى الآن بالشكل الكافي وكل ما قامت به الحكومة هو وضع إعلانات في ميادان القاهرة والإسكندرية فقط، بينما المطلوب هو التسويق الخارجي والوصول إلى مشجعي الدول المشاركة في البطولة لإغرائهم بزيارة مصر من أجل تشجيع منتخباتهم ووضع برامج سياحية مناسبة لهم، ثم اللجوء إلى السياح من خارج الدول المشاركة في البطولة ووضع إعلانات عن مصر في جميع القنوات الرياضية الأجنبية واستغلال السياحة المتنوعة الموجودة لدينا، فمصر تمتلك سياحة تاريخية ودينية وترفيهية وغوص وجولف، السياحة العلاجية، الصحاري وغيرها من الأنواع التي سيجد أي سائح في أي دولة ما يريدها به.

*مَن المسئول عن ذلك؟
ربما غياب التخطيط وعدم وجود إعلام سياحي متخصص يبرز إيجابيات السياحة المصرية والتركيز على المناطق المختلفة بشكل يجذب السياح، بالإضافة إلى غياب الدور الإعلامي في الدعاية لمصر خارج مصر والسفارات المصرية بالخارج لابد أن تقوم بالتعاون مع وزارة الإعلام وتنشيط برامج سياحية مختلفة من أجل ترويج مصر عالميًا لعرض مصر.

*والحكومة ماذا تفعل لتسويق المنتج السياحي المصري؟
وزارة السياحة تعمل على تسويق مصر سياحيًا من خلال القوافل التي تجوب بعض المعارض والتركيز على بورصة برلين وروما ولندن، ورغم أهمية هذه البورصات إلا أن هذه الخطوات وحدها لا تكفي لتسويق المنتج السياحي المصري، أضف إلى ذلك المناطق السياحية المهمشة مثل رأس سدر، العين السخنة، وسهل أبو حشيش والساحل الشمالي.

* رغم كل القرى السياحية الموجودة بالساحل الشمالي لا يظل ضمن المناطق المهمشة؟
بالطبع، لأنه الحكومة عملت على نشر غابة من الخرسانة في الساحل الشمالي وتشييد العديد من القرى السياحية والوحدات السكنية على حساب المظهر العام، فعلى سبيل المثال أسبانيا لا تملك ربع ما تملكه مصر من ساحل على البحر المتوسط ولا تملك إلا مصارعة الثيران كدعاية لها ونحن لا نستثمر هذا الساحل واكتفينا بتشييد عمارات ووحدات سكنية يتم استغلالها طول فترة الصيف فقط، أي ربما يستغلها المواطنين شهر أو اثنان أو ثلاثة أشهر في أكثر الظروف وبقية شهور العام تظل مغلقة، ألا يوجد إهدار لهذا الساحل مثل هذا؟!

* وماذا عن العين السخنة ورأس سدر؟
إنهما يملكان مكان خلاب وطبيعة ساحرة، وتتمتع هذه المناطق بالشواطئ الجميلة والمناخ الرائع ولكن ينقص هذه المناطق وجود مطار، فهل من المعقول أن يتم إجبار أي سائح قادم من شرم الشيخ أو الغردقة بالشارتر على الوصول إلى هذه المناطق من خلال الأتوبيس ليقطع مسافة 300 أو 400 كم برًا، بالإضافة إلى عدم وجود أي مستشفيات أو عيادات متخصصة لحماية السائح ومواجهة أي ظرف طارئ، فلا يوجد في هذه المناطق إلا مستشفى واحد به طبيبان على الأكثر، أضف إلى ذلك غياب المولات أو الأماكن الترفيهية أو البنية التحتية بشكل عام ومع ذلك لم تهتم الحكومة بتزويد هذه المناطق بما تحتاجها بشكل أساسي!

*وماذا عن قدرات مصر وترتيبها عالميًا في المجال السياحي؟
طبقًا لأخر الأرقام والإحصاءات مصر ترتيبها الـ 66 من إجمالي 134 دولة حسب الأطر والنظام التشريعي 58، والبنية التحتية 69، والبنية التقنية 87، والموارد البشرية 82، ويسبقنا في دول الشرق الأوسط إسرائيل في المركز الـ 35، قطر 37، تونس 39، الإمارات 40، الأردن 53، وتركيا 54.

*هل هناك جهات يمكن أن تعاون وزارة السياحة في الترويج والتسويق؟
المواطن باعتباره تعود عليها السياحة بالنفع عليه أن يكون أكثر ايجابيًا خاصة وأن معاملة المصري للسائح الأجنبي معاملة لا تليق، فكل هدف المصري هو انتزاع أكبر مبلغ ممكن من جيب السائح، فالتاكسي الذي يستخدمه المواطن لمسافة ما بمبلغ 10 جنيه يطلب السائق من الأجنبي عن نفس المسافة 50 أو 100 جنيه، والسلعة التي يكون ثمنها قرش يطلب المصري من الأجنبي 100 قرش من الأجنبي وهكذا.... مما يعطي ذلك انطباعًا سيئًا لمصر، وأعتقد إن مَن ساعد على ذلك هي وزارة السياحة من خلال تقديم عروض وأسعار للمصريين في الفنادق تختلف عن الأسعار المقدمة للأجانب، بل تقدم الفنادق أسعار للقادمين من الدول العربية وشرق أوربا وغرب أوربا وهي تناقض غريب نادرًا ما تجده في أي دولة في العالم، بالإضافة إلى السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها المصريين داخل الفنادق والاستغلال السيئ للفنادق والخدمات الموجودة مما يعطي انطباعًا سلبيًا عن العالم.
كذلك الإعلام لا يفيد السياحة ولا يلقي الضوء على المناطق السياحية الموجودة، كذلك لم يتم تسليط الضوء على السياحة الداخلية، فمصر لديها مناطق مختلفة تناسب كل الفئات والطبقات الاجتماعية ولم يتم إحصاء هذه المناطق والترويج لها.

*هل مصر تستغل ثرواتها الأثرية والتاريخية فقط؟
بالعكس مصر بها مدينة تحتوي على ثلث آثار العالم وهي مدينة الأقصر، ومع ذلك لا يتم تسويق هذه المناطق جيدًا بينما دول أخرى لا تملك مثل هذه المناطق ولكنها تحاول جذب السياح مثل المغرب التي يوجد مبنى بها منذ عام 1934 وقامت بتحويطه بالأسوار وأطلقت عليه اسم الأثر، والجزائر نفس الأمر لديها مكان لم يمر على تأسيسه أكثر من 100 عام ومع ذلك يقومون بالترويج له ونحن نملك الكثير ولا نعرف كيف يتم تسويقه!

*تأثر السياحة بالأزمات.. هل هناك استعداد قبل مرور الأزمة أم بعدها؟
نحن مررنا بالعديد من الأزمات مثل الإرهاب والأزمة الاقتصادية العالمية وأنفلونزا الطيور والخنازير ولكننا نفاجئ بها ولا نستطيع التغلب عليها بشكل كبير.

*هناك مَن ينقد أسلوب تعامل الحكومة مع الأزمات من خلال تقليل الأسعار على حساب الجودة؟
بالطبع هذا خطأ، فمصر تتبع مبدأ "بيع رخيص تكسب كتير" وهذا خطأ لأن السائح المنتظر ليس كما هو مطلوب في الخريطة بل تقليل الأسعار يجذب شرائح معينة من السياح وينفقون أقل من نظرائهم وبالتالي العائد السياحي يقل عن المتوقع، وكل هذا يكون على حساب الجودة والخدمة والحل هو مواجهة الأزمة بمزيد من الحملات التسويقية وزيادة ثقة السائح الأجنبي في مصر وأهمية ما تقدمه مصر للأجانب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق