بقلم: عبد صموئيل فارس
بعد التنويه الذي قام به الرئيس الأمريكي بجامعة القاهرة عن وضع الأقباط في مصر قام العديد من المسئولين الأقباط بمحاولة نفي تهمة أننا مضطهدون أو أن يكون لنا حقوق، فكل شيء داخل أرض المحروسة بخير ولا توجد أي مشكلة تُذكر، وأن ما قيل هو ادعاءات لا أساس لها من الصحة يروجها بعض الصهاينة وعملاء أمريكا.
وأغرب ما في هذه التصريحات هو ما يردده دائمًا في هذا الشأن وكيل المجلس الملي العام، والذي هو أيضًا عضو بمجلس الشورى بالتعيين وعضو مكتب السياسات، وكل هذه المناصب حصل عليها لقربه من قداسة البابا ليس إلا، فمن المفترض أن أي مشكلة تعاني منها الكنيسة أو الأقباط هذا من اختصاص المجلس الملي ورجاله، ولكن كيف سيتحدث وكيل المجلس أو سيتحرك وهو بهذه المناصب؟
إذًا هو داخل المجلس فقد دوره كما فقدها في كل المناصب الذي يتولاها، فهو مجرد ديكور للتواجد القبطي داخل النظام، وحيث أن الرجل أيضًا من طابور رجال الأعمال الحاكم فهو يحمي البيزنس الخاص به وليذهب الأقباط إلى الجحيم بمشاكلهم، أليس من المفترض على الأقل أن يلتزم الصمت؟ لكن لا؛ فيخرج علينا بين الحين والآخر بتصريحاته الوردية "كله تمام"! فهذا الرجل إن كان قد أفاد من وجهة نظر البعض الكنيسة من الناحية الإقتصادية؛ فهو للأسف أضر بها من الناحية السياسية والإجتماعية هو ومن على شاكلته من رجال النظام المحسوبين أنهم أقباط.
ولكن ماهو رد الفعل المنتظر تجاه تصريحات أوباما وتلميحاته للوضع القبطي في الداخل؟
من وجهة نظري وقراءة للأحداث وحيث أن النظام يُجهد أي تيار لا يخدم مصالحه؛ فهو يعرف طبيعة الأقباط وأنهم مسالمين لأبعد حدود ولسان حالهم امشي جنب الحيط، فسيكون الرد بشن حرب نفسية عن طريق موجة عنف متفرقه داخل البلاد ضد الأقباط بالإشتراك مع حلفاء الظل جماعة الإخوان وبتنفيذ من التنظيمات المتطرفة داخل الشارع المصري؛ وذلك لإسكات أي صوت أو مبادرات تطالب بحقوق للأقباط، أو أن تحاول أي جهة أن تفتح هذا الملف، والكارثة أن يستجيب نشطاء حقوق الإنسان والمدافعين عن القضية القبطية سواء في الداخل أو الخارج لهذا الإبتزاز.
هذا ليس استنتاج عابر لكنه حقيقة ينتهجها النظام منذ ثورة يوليو 52، وكانت أحداث مدينة الأسكندرية في عام 2005 خير شاهد على هذه النظرية وهذا الاسلوب الإرهابي المتطرف الذي يُبذل من أجله جهود جبارة في إقصاء الأقباط من الحياة العامة بصورة كلية.
في كل الأحوا ل ستقع اعتداءات شئنا أم أبينا، فطبيعة الشارع والوضع القائم يؤكد هذا، ولكن أن نرضخ ونقف صامتين هو العار كل العار بعينه؛ فليتأهب الجميع لما هو قادم.
ناشط قبطي وباحث بمركز الدراسات العلمانية والهيئات القبطية |