CET 00:00:00 - 08/06/2009

مساحة رأي

بقلم: كميل حليم
الحياة مراحل وأيضا القضايا، ولاشك إن القضية القبطية تدخل طورا ومنعطفا جديدا بعدما تكللت جهود الأقباط بالداخل والخارج بالنجاح، بعدما أوصلوا صوتهم للعالم أجمع، وشعر العالم بمعاناتهم رغم كل ما بذلته الحكومة المصرية طوال الأعوام السابقة من تستر وتعتيم على تلك القضية بكافة الطرق والوسائل والفرقعات.

وبعد كلمات باراك أوباما الصريحة فى خطابه التاريخى الفارق بجامعة القاهرة، والذى يعد بمثابة اعتراف صريح من رئيس أكبر دولة فى العالم بعلمه بالقضية وأبعادها، بالإضافة إلى بيان البرلمان الأوروبى العام الماضى وبيان الكونجرس الأمريكى رقم 1303 لعام 2008، والمطروح حاليا تحت رقم 200 لسنة 2009 بعلمهم جميعاُ بالمشكلة القبطية عن ظهر قلب.

لا شك أنه قد تكللت مجهودات الأقباط بالنجاح فى تبصير العالم بمشاكلهم وقضاياهم، وهو بمثابة تتويج لتضافر جهود جميع النشطاء الأقباط بالداخل والخارج من شوقى كراس وعدلى أبادير وغيرهم المئات الآخرون الذين لم يكلوا أو يملوا يوماً لكى يصل صوت الأقباط للعالم وهاهو قد وصل.

إن تلك الأحداث والبيانات تعد ختاما للمرحلة الأولى من القضية القبطية، ألا وهى تبصير العالم بالقضية القبطية ورفع الأغطية والحجب عن أهم القضايا الطائفية التى يعانى منها ملايين البشر فى الشرق الأوسط، والتى استغلها النظام فى مصر أسوأ استغلال لتفكيك الوحدة الوطنية وشغل الجماهير عن مساوئه وصرفهم عن همومهم وأوجاعهم الحقيقية التى باتت تنخر فى عظام كل مصرى مسلم وقبطى على حد سواء.

يجب أن يتوجه الأقباط بالداخل والخارج بخطى ثابتة ومدروسة نحو المرحلة التالية من القضية القبطية، بعدما انتهت مرحلة الشكوى والبكاء والصراخ، ويجب أن تتوحد وتتكاثف الجهود الصادقة المخلصة ليظهروا قوتهم السياسية الحقيقية حتى يرغموا ذلك النظام أو غيره على حل مشاكلهم بشكل عادل.

فمن حق الناس فى كل البلاد أن يمارسوا ديانتهم على أساس ما تمليه عليهم عقولهم وضمائرهم وقلوبهم وأرواحهم، فتلك هى السماحة الدينية الحقيقية، وهى مهمة لكى تزدهر جميع الأديان، ولكن ما زالت تلقى الصعوبات البالغة التى لابد أن نزللها جميعاً، فليس التدين أن يرفض الشخص دين الآخر أو تسفيهه أو تجريحه، بل إن قمة التدين هو قبول الآخر لمعتقدات الغير واحترامها، فذلك هو التسامح الحقيقى فى أجلى صورة بل إنه قمة الإيمان.

التنوع الدينى يثرى الشعوب ويشجع الجميع على إثبات أنه قدوة حسنة للآخر، فالتعدد الدينى إضافة صحية للمجتمعات الطامحة للتقدم والرقى، ويجب أن نبحث سويا عن الطرق السليمة لحماية تلك العقائد كالمارونيين فى لبنان والأقباط فى مصر.
- يجب على أقباط مصر أن يبادروا بالخطوات الثابتة للمشاركة السياسية الفاعلة والبعد عن السلبية السياسية تحت دعوى الإحباط واليأس، فالأقباط فى مصر قادرون على تكوين تكتل سياسى قوى مؤثر فى نتائج ومجريات الحياة الانتخابية المصرية تحترمه كل القوى السياسية على الساحة.
- يجب التحالف مع الآخرين من المظلومين والمهمشين فى مصر كالمرأة والليبراليين والأقليات الأخرى المهضومة حقوقهم فى مصر.
- الدفاع المشترك عن قضايا حقوق الإنسان وأحوال المرأة المصرية التى تعد نصف المجتمع وتحسين أوضاع الشعب المصرى ككل بمحاربة الفساد بيد واحدة مسلمين وأقباط لرفع الظلم عن الجميع والقضاء على مظاهر التعذيب التى تطال كرامة الجميع.
- دمج مطالب الأقباط بمطالب الشعب المصرى ككل والعمل على تحسين التعليم والصحة لنتشارك فى بناء مجتمع أكثر تحضراً يلفظ ذاتياً كافة الدعوات المتطرفة من منظور علمى وثقافى راقٍ ينبع من وطنية مصرية حقيقية منزهة ونزيهة عن أى مطالب طائفية أو مصالح شخصية ضيقة.

أقولها صادقاً لقد انتهت مرحلة الشكوى والبكاء للأقباط وبدأت مرحلة العمل والبناء على تحقيق المساواة والمواطنة الكاملة لكل أبناء مصر.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق