CET 00:00:00 - 09/06/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدي جورج
ألقى الرئيس الأمريكي بارك أوباما خطابًا يوم الخميس الماضي 4 يونيو بجامعة القاهرة، وقد كان الجميع في العالم في انتظار هذا الخطاب وخصوصًا في العالمين العربي والإسلامي، وقد كنا نحن أيضًا كأقباط لنا هدف واحد وهو العيش بسلام وأمان وبحقوق مواطنة كاملة في بلدنا مصر في انتظار مثل هذا الخطاب أيضًا.
وفي خطاب أوباما الذي ركز فيه على سبع موضوعات تحدث أوباما في الموضوع الخامس عن الحريات الدينية وضرورة تمتع الجميع بها في اختيار العقيدة والدين، وجاء ذكره للموارنة في لبنان والأقباط في مصر كمثال للتعددية التي يجب الحفاظ عليها.
وأقول أنا هنا أن ذكر أوباما السريع في خطابه يجب علينا ألا نأخذه بتهويل ونظن أن كل مشاكلنا في طريقها للحل، ويجب أيضًا ألا نأخذه بتهوين ونقلل من شانه.

أقول بدون تهويل للآتي:
1- لأن هذه الإشارة السريعة للأقباط في خطاب أوباما لن تعني تغيير أوضاعنا بين ليلة وضحاها، فالطريق لنوال حقوقنا شاق وطويل وهذه الخطوة هي مجرد خطوة بسيطة تقول أن المجتمع الدولي وخصوصًا دول العالم الحر يتذكر قضيتنا، وبالتالي فهناك أمل في الحصول على دعمهم لنوال حقوقنا.
2- إن الإعلام المصري والعربي تجاهل هذه النقطة من خطاب أوباما وتجاهلتها الحكومة المصرية، بل أن بعض المسئولين قد استنكروا تشبيهه للأقباط بأنهم أقلية قائلين أنهم مواطنون يتمتعون بالمساواة والمواطنة الكاملة مثلهم مثل المسلمين.
3- إن هناك الكثير من الوجوه القبطية خرجت ناقدة ومستنكرة تشبيه أوباما لنا بالأقليات الأخرى ومطالبته بالحفاظ على وجودنا بمصر حتى من باب التعددية الدينية، وهم بذلك يزايدون على الدولة في مواقفها ويساعدونها في تجاهلها للمشكلة القبطية.
وهم بأسلوبهم هذا لم يستطيعوا إن يفرضوا أو أن يتوصلوا مع الدولة لأي حلول تضمن لنا العيش بمواطنة كاملة غير منقوصة، وأيضًا برفضهم مفهوم الأقلية فهم يرفضون ضغط المجتمع الدولي على النظام المصري لكي نتمتع بما تتمتع به الأقليات في العالم أجمع كحقنا في العيش بأمن وأمان في وطننا وحقنا في ممارسة شعائرنا وبناء كنائسنا والتعلم بلغتنا القبطية والحفاظ على ثقافتنا وعاداتنا الخاصة بنا وغيرها من الحقوق الأخرى. فلماذا لا يتركوا المجتمع الدولي يضغط على النظام كي يحترم حقوق الأقليات في مصر كالأقباط والشيعة والبهائيين أم إن كل هؤلاء ليسوا بأقليات عددية على الأقل!؟

وأقول بدون تهوين لأن:
1- هذه هي أول مرة يقوم زائر أجنبي لمصر والزائر هذه المرة ليس زائر عادي بل هو رئيس القوة العظمى الأولى ويذكر للمسئولين المصريين وفي عقر دارهم أن هناك قطاع كبير من الشعب المصري يعانى من التمييز ضده.
2- هذا الخطاب الذي تم نقله للعالم أجمع سيصل بالقضية القبطية إلى الرأي العام العالمي فى جميع دول العالم الذي سيتعرف على الأقباط وعلى مشكلتهم وقضيتهم مع الوقت.
وكذلك سيتيح للمواطنين المسلمين المصريين المخدوعين بالإعلام الحكومي القائل بأنه لا توجد مشكلة قبطية سيتيح لهم التعرف مع الوقت على حجم معاناة شركائهم في الوطن مما سيسهل حل هذه المشكلة لأنه لا حل لمشكلتنا إلا بتفهم جميع المواطنين لحجم معاناتنا.
3- هذا هو مطلبنا أن توضع القضية القبطية في بؤرة الإهتمام العالمي عمومًا والاهتمام الأمريكي خصوصًا وهذا هو ما حدث من خلال هذا الخطاب، وهذا يعتبر نجاح للمنظمات القبطية والنشطاء الأقباط في كل مكان خصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث استطاعوا تكوين ما يشبه اللوبي الكفيل بإيصال رسالتنا ومعاناتنا إلى صناع القرار هناك وهؤلاء أوصلوها إلى مؤسسة الرئاسة الأمريكية.
وهذا العمل يجب إن يكون نبراس لكل المنظمات والنشطاء الأقباط في كل دول العالم الحر كبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا واستراليا وغيرها كي يحاول الأقباط فيها فعل مثل ما فعله الأقباط في أمريكا.
مجدي جورج
Magdigeorge2005@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق