CET 00:00:00 - 10/06/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
أهي قصة للأطفال ؟ ..لأ , للشباب ؟.. لأ , للشيوخ ؟... لأ . هي قصة والسلام . تعتبروها قصة حقيقية .. جايز , أو وهمية .. ربما , تقيّموها قصة فكاهية ..إنتم ومزاجكم, أو قصة درامية .. إنتم وحالتكم العاطفية . المهم في الموضوع أن الصداقة أصبحت غير موجودة .. يعني أسطورة !!!! وغلاوتكم عندي هو ده سبب كتابة قصتي  دي ...!

أحببتها جدا ً ... كنت أقف علي ناصية شارعنا أترقبها وهي رايحة المدرسة ... صبية حلوة ... شعرها أصفر ... عيونها زُرق ... شايلة شنطتها بطريقة مُميزة , وكأن ثقافة وعلوم العالم القديم  والحديث بين ذراعيها. كنت أتمني منها نظرة مقصودة أو غير مقصودة ... المهم عندي إنها شافتني ... لمحة منها ليّ كانت بالدنيا كلها ... كنت في الثانوية العامة ... هي كانت أقل مني بسنة ... كنت ساكن أول الشارع ... هي كانت ساكنة في آخر الشارع . كل يوم نفس الموال طيلة سنوات المدرسة الثانوية ...
كان دايما بعد ما تعدي ألاقي صاحبي من الطفولة جاي وراها بخمس دقائق ... كان ساكن فوق شقتهم في آخر الشارع . كنت أحكي له كل حاجة ... كان الوحيد اللي بيشجعني عليها ... كان فعلا مخلص ليّ ... وحاسس بيّ ... كنت أتلهف أسمع أخبارها منه بحكم أنها جارته ... كثيرا كنت أروح عنده ... أملي أقابلها علي السلم صدفة ... لكن ولا مرة ألاقيها ... وكأن الأرض تنشق وتبلعها ... كنت أقابل إخواتها فقط وهم يلعبون الكورة في الحارة ... كنت ألزق نفسي وألعب معاهم آملا ً أن أراها ولو  لمحة ... أرجع إلي بيتي حزين لكن كلمات صديقي تعزيني ثاتي يوم ويقول لي أصلها كانت هي ومامتها بيعزوا في إبن بنت خالة خال عمة أمها . كنت أصدقه ... الحب أعمي , ما حولتش ولا مرة أتتبع وراه صحة سلسلة النسب . المهم هي بخير . كان دايما بيقول لي ... تتصور يا صديقي لما أشوفها تحاول تجيب سيرتك , بس أنا كنت أتجاهلها ... أصرخ فيه وأقول له ليه ؟ يرد عليّ ...أصل البنات عايزة الواد اللي يتقل عليها . صدقته أصله مخلص وأمين معايا ... كنا بنذاكر مع بعض ... نأخذ دروس خصوصية مع بعض ... لنا هوايات مشتركة مع بعض ... كنا نتبادل الكتب في الأجازة الصيفية مع بعض . فعلا كانت صداقة متينة بينا وبين بعض . 

السنة قربت تنتهي ... أنا شايف أنه مافيش أي تقدم في علاقتي بالصبية ... قلت لصاحبي فكرة ... هكتب لها كل يوم جواب ... وعليك إنت تسلمها ليها ... وعشان  إنه  صديقي ,  إستجاب لطلبي بسرعة ... وقال لي عشان خاطر الصداقة اللي بيني وبينك أنا هجازف بحياتي وهقوم بالعملية دي . راح سألني سؤال : هو إنت عرفت إزاي  إنها بتحبك ؟؟ قلت له ... هي دايما لما تقرب مني تحضن شنطتها بين ذراعيها ..!! قال لي هو ده دليل حبها ليك ؟؟ ... قلت بثقة ... طبعــــــــا ...!! رد وقالي ...عجايب !!!!! 

كل يوم أكتب رسالة للصبية و صديقي يوصلها ليها... أنتظر منها رد ... مافيش رد ... يوم ورا يوم ... وصديقي يقول لي ... واضح أنها هيمانة في الرسائل , عشان بتختفي بسرعة بعد ما تستلم مني رسالتك ... أنبسط أنا ... وأفرح أنا ... وأهيم أنا ... حتي وجدت نفسي أدخل الإمتحانات , وأنجح  وأدخل كلية الصيدلة , وصديقي يدخل كلية الشرطة . وتمر الأيام والسنين والصبية في دماغي ... أصلي حبيتها أووي ... تخرج صاحبي قبلي بسنة , وفي مرة قال لي أنا هتجوز ... فرحت له ... أصله صديق العمر لازم أفرح له . قلت له إمتي الفرح ؟... قال لي الفرح هيكون علي الضيق عشان أبن ست أبوها خال عمة أبوها توفي . قلت له ألف مبروووك يا صديق العمر . وبرضه ما حاولتش أتتبع وراه صحة سلسلة نسب قريبه إللي مات ..!!! 

خلصت دراستي وإشتغلت في إجزخانتين , واحدة الصبح والثانية بالليل . قابلني بالصدفة ... قلت له أنا لازم أزورك ... قال وماله و أنا لي عندك مفاجأة جميلة ... قلت له أكيد عن الصبية ... قال لي برافووو عن الصبية إياها ... في الميعاد صابعي كان علي جرس بابه ... إنفتح الباب ورحب بي صديقي العزيز ... أدخلني حجرة الصالون ... وأخذنا نسترجع أيام الصبا ... حاولت أجيب سيرة الصبية , كان دايما يزحلق الكلام ... مرة واحدة لقيتها قدامي واقفة ... بس المرة دي من غير شنطة المدرسة ... جميلة أوووي ... الشعر الأصفر هو هو ... العيون الزُرق هي هي ... حضنت صديقي وقبلته ... قلت له فعلا إنت صديق العمر ... أشكرك علي المفاجأة الجميلة  إللي قلت لي عليها ... قال لي إيه رأيك ؟؟ الصبية أصبحت أم بنتي هنية ... ولأول مرة أتتبع وراه سلسلة النسب ...  نظرت إليها ... لاحظت انها لا تدرك شيء ... خرجت بعد ما رحبت بي وجعلتني أداعب إبنتها هنية ...
 
نظر إلي صاحبي وقال لي أصل الستات تحب الواد الخفيف الحرك  ... قلت له : نظريتك ماكنتش كده ... كنت بتقول البنات عايزة الواد الثقيل . ضحك بصوت خافت ... وقال لي أسكت وطي صوتك ده إنت طلعت فِتك ! ... (طلعني أنا اللي فِتك.. عجبي !!) .... المهم شربت فنجان المقلب وخرجت من عنده ما شاءالله فِتـك بس  فَشنك علي الفاضي لا يصيب ولا يهش ولا ينش.
 ونصيحة للشباب , واجه الصبية بحبك طالما نيتك طاهرة ... ولو هي مش رايداك علي الأقل هتشوفلك واحدة تهواك  .!! 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٢٨ تعليق