CET 23:57:52 - 10/06/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
جلس المواطن المقهور في بلاد "أجري غور" يتأمل كالعادة حاله الأغبر ويتحسر على حظه الأعسر ويبكي حاله من غير ما يتحرك خطوة قدامه.
*جلس أمام شاشة التليفزيون فسمع تصريحات "بهلول المسئول" اللي كلامه كله مكرر ومحفوظ وخلقته اللي عامله زي الكوز وكلامه اللي مالوش أي عوزة زي الشلن الممسوح تمام، لكن كان المختلف زي كل مرة هو حاجة واحدة بس وهي لون البدلة والكرافت اللي طالع يغيظ بيهم المواطن المقهور ويطلع له لسانه ويقول (موت بغيظك يا مقهور... وهغير في بدلي وساعاتي وأنت تقعد قدام الشاشة يوماتي تحسدني على حالي وحياتي من غير ما تتحرك وتغير حياتك أو حتى تحاول تحسن أحوالك...... وأنا هفضل مغرور وفي أيدي مقاليد الأمور وأنت دايمًا هتفضل مقهور وعلى حالك محسور وهطلع لك لساني علطول وأقلك "أجري غور".

* قرر المواطن المقهور أنه يتابع السياسة ويفهم اللي بيجرى حواليه من أحداث وأمور ، فقال لمراته: افتحي لنا التليفزيون نتفرج على أوباما الخواجة المسئول بدل ما إحنا زهقنا من تصريحات بهلول المسئول بتاعنا، يمكن أوباما المسئول دة يكون رجل تمام ويقول أحلى كلام، كلام يدخل الدماغ ومعقول... وفعلاً كلام مسئول مش بهلول، ويمكن يتكلم عن العلاوة والترقيات والناس بتوع المعاشات والطلبة في الجامعات اللي بيخرجوا مش بيلاقوا شغلانات وغيره وغيره من مشاكل وأزمات.

ووسط ما هو بيتفرج لقى مراته بتبحلق في الشاشة، فاستغرب وقال لها مالك يا سنية متنحة في الشاشة وكأنهم هيوزعوا هدايا فورية على اللي هيركز في الخطاب، قومي هاتي الشاي يا ولية، فبصت من فوق لتحت وقالت له : أهو دة اللي أنت فالح فيه، هاتي الشاي.... هاتي الأكل لغاية ما كرشك كبر ودلدل على ركبك وكمان طبق على مراوحك ومبقتش قادر تشيل نفسك، فرد بغيظ وقال لها : لا وأنتي الصادقة مبقتش قادر أشيلك بعد ما بقتي مربع، فقالتله: لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك، شوف أوباما وخفته.... غزال في مشيته، فقال لها وأنتي شوفي مراته ورقتها وخفتها، ونسي المواطن المقهور في بلاد "أجري غور" الخطاب والسياسة والعلاوة ودخل في خناقة مع قدره الست سنية.....

* قعد المواطن المقهور يكمل قهره وغلبه ويسمع نشرة الأحزان (نشرة الأخبار) وسمع أن أنفلونزا الخنازير بدأت تصيب العباد بعد ما انتشرت في البلاد وبهلول المسئول جهز مقابر للمصابين بدل ما يجهز مستشفى وعلاج مبتكر ومتين.
بالنهاية قرر المواطن المقهور (وطبعًا لأول مرة في حياته ياخد قرار) أنه يقفل التليفزيون وأخد برشامة الضغط وراح يكمل لعب الجيم مع ابنه على الكمبيوتر اللي بيدفع أقساطه. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق