CET 00:00:00 - 12/06/2009

المصري افندي

بقلم: مايكل فارس
كيف تعامل الآخرين؟ أهلك، أصدقائك، زملائك، مَن لا تعرفهم أساسًا وفرضت الظروف على أن تعاملهم، كيف تعاملهم دون أن تخسرهم؟ سؤال يحتاج لكثير من الإجابات ولكني اهتديت لكتاب وجدت فيه بعض من ضالتي فقررت أن أطرح جزء من أفكاره على القراء على أمل أن يفيدهم مثلما أفادني.. كتاب صحة العلاقات للدكتور "أوسم وصفي" عالج فيه كيف يكون للشخص علاقات سوية متكاملة مع الآخرين.. وقد اختلطت أفكار الكتاب مع أفكار قراءاتي  السابقة ليتولد عنهم مزيج من أفكار أخرى رأيت أنها قد تفيد القارئ ومنها:

◄القبول غير المشروط:
جوع الإنسان الأساسي هو للقبول من الآخرين لذلك يفعل الناس أي شيء ليحصلوا على هذا القبول.. وهو ما أكده "جلال أمين" في كتابه (ماذا حدث للمصريين؟) فقال أن مطلب الإنسان في كل مكان وزمان هو الشعور بأنه "ذو قيمة" وهو المطلب شديد الصِلة بحاجة الإنسان للقبول من الغير، فالإنسان يستمد شعوره بأنه ذو قيمة من نظرة الناس إليه ورأيهم فيه وموقفهم منه..

والسؤال إذًا: ما الذي يحدد نظرة الناس إليَّ ورأيهم وموقفهم مني؟ الناجح مقبول من الناس؛ لكن هذا الحب الذي تكدره الغيرة والحقد من الآخرين أو الخوف من فقدان النجاح في يوم من الأيام فيتبخر معه القبول والشعور بالقيمة.. والإنسان الذي يفعل أشياء كثيرة لإرضاء الآخرين لو سأل نفسه (تٌرىَ هل سيحبونني لو لم أفعل كل ما أفعله؟ فكل الأشياء -الغني والجمال والنجاح وخدمة الآخرين والتدين وغيرها- تجلب للإنسان لذة الإحساس بالقبول والقيمة لكن لكون هذا القبول مشروط حتى وإن كان هذا الشرط غير معلن فإن هذا القبول يشوبه إحساس دفين بعدم الآمان، أما القبول غير المشروط هو أن تستطيع أن تحب الآخر لو لم يفعل شيئًا يبرر القبول.

◄ سؤال: تغيير الآخرين أم قبولهم؟
محاولة تغيير الآخر من أهم العوائق في سيبل القبول غير المشروط لأن عند محاولة التغيير فهذا يحمل رسالة ضمنية بعدم القبول.. لذا ما هو الطريق  لتغيير الآخرين للأفضل دون خسارتهم مع قبولهم كما هم دون شروط؟

* يجب أن نرى ما وراء سلوك الآخرين وندرب أنفسنا على هذا السؤال.. ما هو الاحتياج؟ وما هو الصراع الكامن وراء هذه السلوكيات السيئة التي تتعبنا من الآخرين؟ ما الذي يجعل هذا الشخص يتصرف بهذه الطريقة؟ ما هو الجوع الذي بداخله؟ ماذا عن إحساسه بالأمان؟ ما الذي يخاف منه؟ ما الذي يحاول أن يحصل عليه؟ ما الذي يحاول أن يثبته؟ وعلينا إدراك هذه المعادلة وهي (حسن ح . س . ن).
 حالة (ح)..... سلوك  س) ....  نتائج (ن)  أي أن هناك حالة يصل إليها الفرد توصله إلى سلوك معين يتخذه في الموفق وبعدها يعطي نتيجة معينة (لذا علينا أن نراعي الحالة النفسية وراء هذا السلوك، فإن كنّا لا نقبل السلوك السيئ فيجب أن نتعامل بحب وقبول مع الشخص صاحب السلوك لندرك الحالة التي يمر بها والاحتياج الذي ربما يكون قد أدى لهذا السلوك حتى يمكننا أن نساعده ليتغير)

* الغفران هو أقوى دليل على القبول غير المشروط.. فحجم ما عند الإنسان من قبول غير مشروط للآخر يُقاس بموقفة عندما يخطئ الآخر، فخطأ الإنسان يجرده من كل دواعي القبول ويجعله في حالة الاحتياج الكامل للنعمة والقبول غير المشروط وهو أيضًا اختبار فعلي أمام الذي يدعي بأنه لديه قبول غير مشروط للآخرين.
* التعامل مع السقطات والنكسات........ يزداد احتياج الإنسان للقبول في حالة الفشل والإحباط، لذا فهذا هو الوقت المناسب لتقبل الآخر وتُشعره بذلك.
*التدريب على قبول المختلفين عنّا في السلوك الاجتماعي كالملبس والمظهر وطريقة الكلام والعادات الاجتماعية أو المستوى الاجتماعي وبالذات من هم أقلية في المجتمع الذي نعيش فيه لأن هؤلاء محتاجون بصفة خاصة لقبولنا.
*ملاحظة: احتياج الآخر للقبول خصوصًا عندما يدخل لمجتمع جديد....... فعندما ينتقل الشخص لمدرسة أو كلية أو مدينة أو عمل جديد يكون في احتياج مُلح أن يكون مقبولاً لدى المجموعة الجديدة وهذه فرصة أن نقدم الحب والقبول للآخرين في وقت احتياجهم.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق