مصر ستترجم الى العربية مؤلفات لكاتبين اسرائيليين لدعم ترشيحه لمنصب اليونيسكو
دافع وزير الثقافة المصري، فاروق حسني عن نفسه ضد ما اعتبرته اسرائيل 'عداء للسامية' عندما هدد بحرق كتب عبرية في جامعة الاسكندرية.
وقال في تصريحات لصحيفة 'ديلي تلغراف' البريطانية ان عباراته فهمت 'خارج سياقها'. وقال 'لم اقصد ما قلت'.
واضاف حسني قائلا انه سيعمل مع اسرائيل وسيزورها حالة انتخابه مديرا لمنظمة التربية والثقافة والعلوم 'يونيسكو' التابعة للامم المتحدة.
واكد ان عمل المنظمة قائم على 'بناء العلاقات الدولية الجيدة وبناء السلام بين الامم'، مشيرا الى ان اسرائيل هي عضو مما يعني ان هناك ظروفا قد تتطلب زيارة اسرائيل، انا لست معاديا لاسرائيل او اليهود او لاي احد'.
وتقول الصحيفة ان حسني يعتبر المرشح الاقوى للوظيفة لكنه يواجه حملة اعلامية تتهمه بالعداء للسامية يقودها عدد من المثقفين اليهود في فرنسا وعلى رأسهم برنارد هنري ليفي وايلي ويزل، الحائز على جائزة نوبل واحد الناشطين في مجال احياء الهولوكوست. وتدعم الجامعة العربية حملة حسني لتولي المنصب.
وكان ليفي قد كتب رسالة الى صحيفة 'لوموند' قال فيها ان حسني ليس مؤهلا لتسلم 'اهم منصب ومسؤولية ثقافية على وجه البسيطة'.
وكتب ليفي قائلا ان 'فاروق حسني هو الرجل المضاد للسلم والحوار والثقافة وهو رجل خطير يقوم باشعال الارواح والقلوب'. واضافت الصحيفة ان الجدل حول ترشيح حسني تحول الى حالة تم من خلالها استخدام طبيعة العلاقة بين الغرب والعالم الاسلامي.
وقدم حسني نفسه على انه شخص ليبرالي وانه سيتصرف بطريقة مختلفة حالة انتخابه مديرا للمنظمة. وقام يوم الاربعاء بالسفر للعاصمة الفرنسية باريس من اجل بدء حملته الانتخابية.
وقبل البدء بالحملة كان ترشيحه موضوع جدل ويقال انه كان موضوعا لنقاش بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيــــامين نتنياهو حيث قال الاخير ان السفارات الاسرائيلية ستمتنع عن الحملات السلبية ضد ترشيح حسني.
فيما اعتذر الاخير عن تصريح قال انه كان ردا على سؤال من احد نواب الاخوان المسلمين حول الكتب العبرية في جامعة الاسكندرية التي قال انه سيحرقها.
ويدافع حسني عن نفسه الان بقوله ان التصريحات جاءت ردا على اتهامه بالتطبيع مع اسرائيل من الاسلاميين.
ويقول 'عندما سئلت إلا توجد كتب اسرائيلية تهاجم الاسلام؟ قلت لا توجد كتب اسرائيلية تهاجم الاسلام في مكتباتنا'.
ويضيف انه طلب من النائب الاخواني انه حالة عثوره على اي كتاب يهاجم الاسلام وانه متأكد بعدم وجودها ليحرقها. واكد ان الحديث كان بينه وبين النائب في 'ممر البرلمان'. وقال ان صحافيا مترصدا به كان موجودا والتقط الحوار ونشره بطريقة غير صحيحة.
وترى الصحيفة ان حسني يعمل وزيرا للثقافة منذ عشرين عــــاما او اكثر وهو فنان يتحدث بعدد من اللغات الاوروبية وكان يمكن ان يكون الخيار الطبيعي لو لم يكن الامر متعلقا بمواقفه السياسية السابقة.
وفي البداية رفضت اسرائيل الترشيح لكنها الان تراجعت لانها اعتبرت ان الرفض سيؤثر على تعاون مصر في المجال الامني وضبط الحدود مع مصر.
والقى حسني باللائمة على كتب وافلام مثل شفرة دافنشي لانها اثارت غضب الاسلاميين. وكان الوزير قد منع ثلاثة كتب اصدرتها الوزارة لانها 'اباحية' وذلك عام 2002. وقام فوق هذا بعزل المسؤولين عن نشرها.
واشارت الصحيفة ان حسني كان مجبرا على تقديم تنازلات، بحسب المدافعين عنه وانه اتخذ مواقف جريئة من الحجاب. لكن محررا في ملحق ثقافي نقلت عنه الصحيفة قال ان حسني 'جرى خائفا' من المتشددين.
واضاف ان حسني تطوع للقيام بأعمال واتخاذ مواقف لم تطلب منه للظهور بمظهر انه اكثر تطرفا من المتطرفين. ودعا حسني في المقابلة الى الالتفات للتعليم خاصة المرأة وان لديه رؤية جديدة للمركز حالة انتخابه.
وقال انه كان ضد التطبيع ولكنه سيدعمه حالة حصول تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، مؤكدا انه دعا فنانا يهوديا لتقديم عرض موسيقي في القاهرة. وختم قائلا انه سيعمل على نشر حرية التعبير والدفاع عنها ليس في بلد معين ولكن في كل مكان.
الى ذلك اعلن مسؤول رفيع في وزارة الثقافة الخميس لوكالة 'فرانس برس' ان مصر تعتزم التعاقد مع احدى دور النشر الاوروبية لترجمة مؤلفات للكاتبين الاسرائيليين عاموس عوز وديفيد غروسمان الى العربية.
وقال مدير المشروع القومي للترجمة جابر عصفور 'امل ان يتم التعاقد قبل بداية تموز (يوليو) مع الناشرين الفرنسيين او البريطانيين ولكن من دون المرور على الناشرين الاسرائيليين'.
واوضح عصفور ان وزير الثقافة فاروق حسني المرشح لمنصب مدير عام منظمة اليونيسكو، وافق على ذلك.
يذكر ان مصر هي اول دولة ابرمت معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979 ولكن المثقفين المصريين يرفضون اي تطبيع للعلاقات مع اسرائيل.
وقال عصفور 'لا يمكننا التعامل مباشرة مع الناشرين الاسرائيليين لان هذا سيثير عاصفة من الاحتجاجات في مصر والعالم العربي ولذلك قررنا التفاوض مع دور نشر اوروبية'.
واضاف انه ينتظر ردودا من الناشرين الاوروبيين للحصول على حقوق الترجمة من الانكليزية او الفرنسية لاعمال لروائيين مثل عوز وغروسمان وهما قريبان من معسكر السلام في اسرائيل.
واشار الى ان من بين الاعمال التي قد يتم اختيارها للترجمة مجموعات قصصية لعوز او 'الريح الصفراء' لغروسمان او اعمال من المدرسة التي يطلق عليها 'المؤرخون الجدد' في اسرائيل مثل توم سيغيف وآفي سريم.
وقررت اسرائيل رفع اعتراضها على ترشيح فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونيسكو.
ولكن الملحقة الثقافية للسفارة الاسرائيلية في القاهرة بني شاروني قالت لوكالة 'فرانس برس'، 'سلمت لوزارة الثقافة (المصرية) قوائم بكتب اسرائيلية تمت ترجمتها بالفعل الى العربية من دون ان احصل على اي اجابة، فلا يوجد تعاون مطلقا'.
واضافت ان 'كل اعمال نجيب محفوط ترجمت في اسرائيل'، واعربت عن اسفها لرفض الروائي المصري علاء الاسواني عروضا من ناشرين اسرائيليين لترجمة اهم اعماله 'عمارة يعقوبيان' الى العبرية. |