بقلم: ميرفت عياد في إحدى الأمسيات، قرَّرت أن أصفي ذهني من أعباء العمل والأحداث الدامية التي تمر بها "مصر" في تلك المرحلة الانتقالية التي أتمنى من الله أن تنتهي سريعًا.. ويعود إلى "مصر" أمنها وسلامها ووحدتها ودفئها.. فقرَّرت أن أمسك أحد الكتب.. وإذا بي أتصفح كتابًا للشاعر الجميل "نزار قباني"، وفيما أنا أقرأ، لفتت انتباهي تلك الأبيات..
من ترى يرسل للناس المطر؟ من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟ من ترى يصلبهم فوق الشجر؟ من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟ ويموتوا كالبقر؟ فكلما فكرت أن أتركهم فاضت دموعي كغمامة وتوكلت على الله وقررت أن أركب الشعب من الآن إلى يوم القيامة
وهنا تذكَّرت ما كتبه الشاعر الجميل "محمود درويش" في إحدى قصائده، حينما قال: سأمنحكم حق أن تخدموني.. وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم.. وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي..
ولا أخفيكم سرًا أنني تعجَّبت من قدرة هؤلاء الشعراء على وصف المشاعر الدفينة للإنسان.. فهذه الأبيات إن دلَّت إنما تدل على كم النرجسية والذاتية التي يتمتع بها الحاكم الديكتاتور.. الذي يتخيَّل أن البلاد وُجدت له.. والشعوب خُلقت من أجله.. لدرجة أنه يتحدث عنهم بصفة الملكية.. نعم فنراه دائمًا يقول "شعبي".. وليس "شعب مصر"!..
وأحب أن أطمئن من يأتي على كرسي الحكم.. بأن الشعب المصري انتفض من رقاده.. ولن يستعبد بعد اليوم.. وكتب فوق جبينه بحروف من نور لن يمحيها الزمن كلمات الزعيم "أحمد عرابي": "لقد خلقنا الله أحرارًا وليس تراثًا أو عقارًا.. فوالله الذي لا إله إلا هو فإننا لن نستعبد بعد اليوم".
لن نسمح لأحد أن يجلدنا.. أو يرغمنا على الحياة كالمواشي والبقر.. لن يقدر أحد بعد اليوم أن يصلبنا فوق الشجر.. أو يحرمنا من مياه المطر.. لن نركب بعد اليوم.. ولن نعلق فوق جدرانا سوى علم "مصر".. لتظل "مصر فوق الجميع".. فالكل إلى زوال.. ولكن "مصر" باقية.. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |