قال الكاتب الصحفي "عادل حمودة"، في مقال له بعنوان " إعلان جمهورية "العوا" الفاشية"، إن "سليم العوا" تورَّط ذات يوم على الهواء مباشرة، في إتهام الأقباط بتخزين السلاح في الأديرة والكنائس، معتمدًا على معلومات "مصاطب"، فتسبَّب في فتنة دينية سبقت حرائق طائفية، مشيرًا إلى أن الكلمة غير المسئولة قنبلة موقوتة. وأشار "حمودة" إلى أنهم تفاءلوا بتولي "العوا" الدفاع عن رجل أعمال قبطي هو "منير غبور"، متصورين أن ذلك نوع من التسامح والاعتذار عما بدر منه، لكن الأمر لم يزد عن كونه "أكل عيش"، على حد قوله. موضحًا أنه عرف أن ابنه "أحمد" تخرَّج في كلية الصيدلة جامعة "القاهرة" وعُيِّن معيدًا فيها، ثم أخذ أجازة بدون راتب وسافر إلي الولايات المتحدة، وظل يجدِّد الإجازة عدة سنوات حتى قدَّم استقالته واستقر هناك بحثًا عن "الجرين كارد"، الذي ربما حصل عليه تمهيدًا للجنسية، وحلف يمين الولاء للدولة الأمريكية ليكون مستعدًا لتأدية الخدمة العسكرية، وقتال المسلمين في "العراق" أو "أفغانستان" أو "مصر" أو "السعودية" إذا دعت الضرورات التي تبيح المحظورات! وأوضح "حمودة"، أن "العوا" قد نصّب نفسه قاضيًا على منصة الوطنية، يمنح وسام الشرف لمن يشاء، ويسقط الجنسية عمن يشاء، معتبرًا أن هذه نفس قاعدة الفرز الشخصية التي خلقت النازية والفاشية والديكتاتورية من "أدولف هتلر" إلي "حسني مبارك". مؤكِّدًا أنهم كانوا يواجهون الفساد في عز سطوة النظام السابق ويخرجون من نيابة ليدخلوا في جناية، دون أن يسمعوا صوت "العوا"، أو ينتظرون دفاعه، أو يتوقعون تعاطفه مع القضايا العامة التي يتبنونها ويُحاكمون بسببها. لافتًا إلى أنه كان يعترض على المحاكمات العسكرية عندما كان يقف أمامها زبائنه من الإخوان المسلمين، ويقبلها عندما يُحال إليها الليبراليون، ولم يسمعوا منه موقفًا واحدًا معارضًا للنظام الراحل، ولم يقرأوا له كلمة واحدة ضده، وكان كل ما يشغله ديانة "وفاء قسطنطين"، التي استهلكت جهده وعرقه وسهره، ولم يتردَّد في مواجهة قرارات البابا، دون أن يحسب حساب يوم سيحتاج فيه لأصوات الأقباط، ويضطر أن يعلن قبوله برئيس جمهورية قبطي أو درزي.. وتساءل: هل غيرت مبادئك الدينية مقابل منصب دنيوي زائل، ولو كان منصب رئيس الجمهورية؟!! وطالب "حمودة" "العوا" بعدم المزايدة عليهم، مشيرًا إلى أن حساب المواقف الوطنية ليس بالصوت العالي، ولا بأثر رجعي، ولا بالاستهزاء من حرية الاختلاف التي صدعهم بقبولها علنًا "بينما ما في القلب في القلب"، على حد تعبيره. وقال "حمودة" موجهًا حديثه لـ"العوا": "لم ننتظر سقوط عرش.. ولا نزول جيش.. كي نخرج للناس مؤيدين ومتحمسين ومضحين.. ونتحداك أن تكون قد قدمت للوطن واحدًا علي مائة مما قدمنا، ونتحداك أن تكون قد انحزت للثورة قبلنا.. أو وجدت من يخيفك بالانتقام مثلنا، لكنه.. غرور المسابح الذي جعلك تحكم دون أن تعرف.. وتتكلم قبل أن تسمع.. وتعلو فوق الناس قبل أن يأتوا بك رئيسا.. استغفر الله.. ولو كنت شجاعا وقلت إنك تختلف معنا في الأفكار لصفقنا لك.. ولو كنت جريئا وقلت إن الليبرالية التي ننادي بها لنا ولك ولأمثالك لا تتوافق مع الدولة الدينية التي ترشح نفسك علي مبادئها.. لأتينا لك بموسيقي حسب الله.. تعزف لك: ماما زمانها جايا.. نقصد بماما مصر كي لا تفهمنا غلط.. لكنك.. تلف وتدور.. وتعجز عن التعبير عما يدور في رأسك بصراحة وجرأة.. وتكتفي بالسخرية.. وهي موهبة جماعية لشعب مصر.. لا تنفرد بها.. ويسهل أن نتفوق عليك فيها.. وفي حضور شاهد هو المهندس طارق الملط.. المتحدث الرسمي باسم حزب الوسط قلت: "باعتين لي بنت محجبة علشان أوافق".. كل ما رأيته من الصحفية النشطة هو أنها محجبة؟.. لماذا لم تفكر في اختبار عقلها وبراعتها قبل أن تنظر إلي ملابسها؟.. ثم "هو انت ما كنتش حتوافق لو لم تكن محجبة؟".. كشفك عقلك الباطن.. وفضح زيف قبولك للآخر." وأوضح "حمودة" أنهم لا يتدخلون في حرية أحد، وأضاف: "لسنا عليهم بمسيطر.. من شاء فليؤمن ومن شاء فليخرج من هدومه"، مشيرًا إلى أنهم لا يؤمنون بالتصنيف الذي يشغله ولا بالتقسيم الذي يسيره، وليسوا من محترفي التقية، وما في قلوبهم على أقلامهم. متمنيًا ألا تُقلب الجمهورية في حالة وصول "العوا" إليها، إلي خلافة عثمانية، يصبح فيها أميرًا للمؤمنين، ويرقد على عشر مخدات من الحرير، وبجانبه الجواري والعبيد، وأمامه مسرور السياف الذي ينتظر إشارة منه ليطيح برقبة كل من يراه مختلفًا معه دون أن يسمع دفاعه أو يقرأ أوراقه.. وقال: "إنها أيام سوداء تنتظر هذا الوطن.. باعدها الله عنا.. وحمانا من شرها"، "إننا نحمد الله أنه أظهرك على حقيقتك قبل أن نتورط في انتخابك.. لن ينتخبك مواطن يؤمن بالحرية.. ويؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل.. ويؤمن بحق القبطي في وطنه مثل المسلم تماما.. ويؤمن بعدم التصنيف بين أفراد الشعب الواحد على أسس شخصية". وتساءل "حمودة": "سمعنا أنك رفضت من قبل ترشحك للرئاسة قائلا: "هو أنا عارف أدير مكتبي المكون من عشرة أفراد؟".. لو صح ذلك.. فكيف تجرأت وقررت أن تدير أمة بها أكثر من 85 مليون شخص لتكون مسئولا عن طعامهم وشرابهم وتعليمهم وصحتهم ومستقبل أولادهم؟!!! يبدو أن التعليم الراقي لا يعجبك، فقد سمعنا أيضًا أنك تعتبر رئيس الجمهورية الذي يجيد الإنجليزية منافيًا للكرامة الوطنية.. بذمتك ده كلام؟ وأشار "حمودة" إلى قول "العوا" بأنه لا يعنيه هدم المسجد الأقصي، معتبرًا أن ذلك يعبِّر عن ضعف عربي واستسلام لغطرسة عدو متجبر. وأكّد "حمودة" في نهاية مقاله، أن النقد الذاتي والاختلاف وقبول الآخر شيء مخالف لطبيعة المدرسة السياسية التي تعلم وتربى فيها "العوا"- على حد قوله- والتي لم يجرؤ على القفز من فوق أسوارها، وقناعتها بالتفوق والتميز والاستعلاء، وهي صفات تصنع الفاشية التي لا مكان لها في دنيا الديمقراطية، وهزيمتها آتية لا ريب، مهما طال الزمن أو قصر. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت | عدد التعليقات: ٢٥ تعليق |