بقلم: أماني موسى
بعد ذيوع خبر الانتشار لجميع أنواع الأنفلونزا اللي هتصيب العباد بكل البلاد وخصوصًا المحروسة اللي بقيت موكوسة، والإعلام بيحذر والخبير بينصح وحتى الغفير، وخصوصًا "بهلول المسئول" اللي طلع بيضحك ويقول (أنا حذرتكم وإن انتشر المرض أنا مش مسئول وقد أعذر مَن ذنذر).
وفضل ينصح ويقول إياكم وتربية الطيور لأنها هتضاعف من خطر أنفلونزا الخنازير، أينعم إحنا مموتناش الطيور ودبحنا الخنازير خنزور خنزور، ومع ذلك المرض انتشر والدور عليك أنت وهوا يا حلو يا قمور.........
وأول ما سمع "سيد أفندي انتكة" الكلام دة اتخض وانزعج وقام غسل إيده وزاد شكه و وسواسه اللي ملازمه علطول، وتاني يوم راح شغله وهو حاطط الكمامة وفضل يصرخ ويزعق في جيرانه اللي رامين القمامة قدام كل بيت كعلامة جودة وفضل يقول (يا ناس ألبسوا الكمامة واهتموا بنضافتكم ونضافة بيوتكم واتخلصوا من القمامة... دة الحاجات دي أول خطوات الإصابة) ولكن الناس في الشارع كالعادة فضلوا يمصمصوا في شفايفهم ويتعجبوا ويبصوا له كأنه مجنون ويستمروا في رمي القمامة ويمشوا، وراح كمّل طريقه لشغله وهو محسور كأنه يا عيني بيدن في مالطة!!
المهم أنه لما وصل الشغل وأصحابه سعيد وهنية شافوه بالكمامة قعدوا يضحكوا عليه، وراحت هنية بحركة شقية حبت بيها تغيظه طلعت ديك صاحي من تحت المكتب وقالتله: متخفش يا سيد، دة مش مصري ولا فيه أنفلونزا طيور.. دة صيني مستورد ولا بيدن ولا بيكاكي ولا بيتشاقى خالص.
وراح "سيد أفندي انتكة" بص لهم بقرف وقال لهم: أنتوا فعلاً تستاهلوا تصريحات "بهلول المسئول" والمقابر الجماعية اللي هتلم العجوزة والصبية، لأنكم شعب غير مسئول ومبقاش يفهم من كتر أكل الفول، الموضوع فعلاً خطير ولازم نهتم ونفهم، أنتوا بتضحكوا طول الوقت لغاية ما بقيتوا أضحوكة العالم، الشعب مستخف بالمرض والمسئولين بيطهروا المترو بالديتول والبيرسول!!!
حالتكم بقت تغم بين شعب جاهل ومسئولين مش مسئولين، عليه العوض فيكي يا بلد.
فردت هنية وقالت له باستخفاف: وماله يا خويا طول عمرنا معروف عننا خفة الدم وأننا شعب ابن نكتة....
فقال لها: ودلوقتي بقى معروف عننا خفة الدم والعقل كمان، ولما إحنا شعب ابن نكتة، أبونا بقى مين؟ وإلا هنبقى ولاد حرام أو ولاد شوارع مجهولي الأب والأم؟!!!!
واختتم عم سعيد المناقشة دي وقال له: يا عم سيبها على الله... أنت بتتكلم في إيه؟، روح شوف العشوائيات اللي معندهمش لا وعي ولا نضافة ولا أبسط إمكانيات الحياة، يعني رايحين رايحين، لو حد منهم اتصاب هياخد في طريقه كل اللي حواليه.
ويطلعلنا كل يوم بهلول ومسئول ويقول: خدوا بالكم من الزحام والنضافة، طيب نعمل إيه في المترو والأتوبيس والزحمة المميتة؟ نموّت حبة من الناس عشان نخف الزحام؟!!! أما النضافة اللي بيطالبونا بيها، فحدث ولا حرج.... شالوا الزبالين من المناطق وسايبين العشوائيات عايش فيها الإنسان في ألفة متناهية مع الحيوانات والحشرات!!!!
ياعم إحنا محاصرين من إهمال مسئولين وغباء شعب وأنفلونزا طيور وخنازير والبقاء لله، والله يرحمنا بقى كنا شعب طيب وأمير!!
عادي في بلادي: يتحد الشعب والمسئولين في عدم المسئولية لمواجهة الأزمات، بل ينتظرون في استسلام الممات، وأهي كلها موتة ومش هتفرق. |