CET 00:00:00 - 15/06/2009

المصري افندي

بقلم: إسحق إبراهيم
ترددت كثيرًا قبل تناول هذه الظاهرة لكن وجدت من الضروري التنبيه لها والتحذير من مخاطرها، حيث اعتادت بعض القنوات الفضائية والصحف إستضافة بعض المفكرين الأقباط كما يطلقون عليهم، وعادة ما يكونوا من أصحاب الصوت العالي سواء المكفرتية والمؤمنين بنظرية المؤامرة والعمالة أو راغبي الشهرة والمهووسين بالظهور الإعلامي.

الحوار الديالوج كما نعرفه يتم خلاله تبادل الآراء بهدود ونظام، كل مشارك يعرض وجهه نظره ويقدم الأدلة والبراهين التي تؤكدها دون التتفيه أو التقليل من وجهه النظر الأخرى أو توجيه الإتهامات لصاحبها بالعمالة أو فساد الذمم، فالحوار يكون بناءً من أجل التوصل إلى مشترك يفيد الموضوع محل الحوار. أما حوار المنولوج هو حوار من طرف واحد، فكل مشارك يريد أن يثبت فوزه على الطرف الآخر بأي طريقة سواء بعلو الصوت أو توجيه الإتهامات جزافًا أو حتى بالشوشرة على الرأي الآخر، فالهدف هنا الانتصار فى هذه المعركة حتى لو على حساب القضية محل المناقشة.

تستخدم بعض القنوات الفضائية وعدد من مقدمي البرامج النوع الثاني من الحوار، ذلك لأسباب كثيرة، من أبرزها جذب الجماهير وتسخين الحوار ولفت الإنتباه إلى البرنامج، وكذلك منها ما يتم بسوء نية، والغرض منه تشويه القضية وإعطاء صورة غير حقيقية عنها.
والغريب أن رموز الأقباط كما يسمون أنفسهم يقبلون على هذه البرامج، ويوافقون على الظهور ولعب الدور المرسوم لهم بكفاءة فائقة، فالمذيع ينصب دوره على إشعال الحوار وتسخينه ويتولى الضيوف الباقي، نجد صراعًا لا حوارًا، كل منهم يجنب القضية الأساسية وهي مشاكل وهموم ومعاناة الأقباط لينبري إلى الطرف الآخر للإجهاز عليه.

لقد تابعت خلال الأسبوع الماضي برنامجًا استضاف مستشارًا نشيطًا لكنه أدمن الظهور الإعلامي على حساب قضيته، فضعفت حجته وبدأ يفقد مصداقيته، وكان الضيف الآخر نائبًا سابقًا بالبرلمان تحول خلافه مع قيادات الكنيسة إلى عداء للقضية القبطية وتحالف مع التيارات الإسلامية، فصار تابع لها والاتهامات عنده جاهزة سواء بالعمالة أو الحصول على أموال من الخارج أو الخيانة. وبطبيعة الحال ما أسعد المتعصبين والمتطرفين بحوار الديوك.
Ishak_assaad@yahoo.com

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق