CET 00:00:00 - 16/06/2009

المصري افندي

بقلم: عماد توماس
رحل عن عالمنا منذ 17 عام شهيد الكلمة المناضل فرج فودة، رحل بجسده.. لكن تبقت روحه الخالدة من خلال كلماته التي سطرها في العديد من الكتب التي كشفت مدعى الإسلام السياسي مثل الحقيقة الغائبة، الطائفية إلى أين؟ نكون أو لا نكون، حتى لا يكون كلامًا في الهواء، حوار حول العلمانية، قبل السقوط.

من أقواله الخالدة: "مصر في حاجة إلى عشرة كتاب يخافون على وطنهم أكثر مما يخافون على أنفسهم، ساعتها سوف يتغير وجه مصر، وقبلها لن يتغير أبدًا" وقال أيضًا: "إن انتماء الوطن للمواطن، هو المدخل لانتماء المواطن للوطن"، هذا هو فرج فودة الذي اختار الوطن ملاذًا له، ودعا للتكاتف والتضامن من أجل وطن أرقى وحياة سياسية أنقى ومستقبل أبقى، فرج فودة الذي دعا أن تكون حرية الفكر والعقيدة بلا حدود أو قيود.
اعتقد طيور الظلام والإظلام أنهم بقتله قد نالوا منه ولم يتصوروا أن تلاميذه ومحبيه سائرون على دربه، لقد اعتقدوا أنهم أنهوا قصته بمقتله لكنهم تناسوا أنه وإن مات يتكلم بعد من خلال كتبه ومقالاته التي ما زلت تتداول عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة.
شن الظلاميون حربًا شعواء لإرغامه على السكوت، لكن لم يخشى في الحق لومة لائم، كانت جريمته أنه نادى بالعَلمانية التي اعتبرها البعض تهمة وسُبة في جبينه، نادى بفصل الدين عن السياسة، نادى بالتفكير في زمن التكفير، آمن بأن العقل يسبق النقل، كانت جريمته أنه اختار الوطن ومصالحه فوق عقيدته، مع أنه لم يكن أقل حرصًا على عقيدته من المتشدقين بها، لم يحمل سيفًا لمحاربة خصومه لكنه حمل القلم سلاحًا ليكتب ويواجه خصومه، اجتهد في تفسير النص الديني مؤمنًا بأنه "إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر الاجتهاد"، حاول دراسة التاريخ والاستفادة من دروسه بأسلوب عصري، مواجهًا قوى الغلو والتطرف متوجها للحاضر ومستشرفًا أفاق المستقبل، آمن بالآخر وحقه في الحياة مواطنًا من الدرجة الأولى يتمتع بكافة حقوق المواطنة، قبل أن توضع في المادة الأولى في الدستور.

مات فرج فوده واقفًا ليعلن للعالم أن الأقوياء لا يتراجعون عن مبادئهم، وأن الروح لا تفنى، والكلمة لا تموت، والحب لا يزول، والسماحة تسع الجميع، والوطن ليس حكرًا على مجموعه من المواطنين، إنه مثل المسيح الذي اعتقد اليهود أنهم قتلوه وأنهوا سيرته وحياته، لكنه حي بروحه ورسالته التي تبعها جمعًا غفيرًا من البشر.
إننا في ذكراك الـ 17 احتفينا واحتفلنا بك يا فرج، التقى المحبين بك لا للعزاء لكن للفرح والابتهاج، فكان يوم عُرس الوطنيين والتنويريين، اجتمعوا على هديك... ليسيروا على دربك مجددين العهد بوطنيتك.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق