بقلم: فيولا فهمي
لا تتوقف إنجازات النظام المصري عند حدود، فخياله السياسي دائم التحليق في عنان السماء، وإبداعاته تنال قبولاً وتجد ارتياحًا من جميع القوى السياسية التي تعاني دائمًا من أعراض إنهاك القوى.
وتلك الإنجازات تتعدد.. فتجد على سبيل المثال بدلاً من أن يُعاقب الضباط على استخدام العنف وأساليب العذاب تنظم وزارة الداخلية دورات تدريبية شكلية لحقوق الإنسان، وبدلاً من أن يوحد التعليم ويضع شروط وضوابط للمجانية التي أبلت المجتمع بجميع الآفات الدراسية يلجأ إلى ترسيخ التمييز الطبقي والطائفي في التعليم، وبدلاً من أن يوافق على تأسيس الأحزاب الجادة لانتعاش الحياة السياسية تراه يساند أحزاب المسارح الهزلية وأراجوزات الموالد الشعبية، وبدلاً من أن يفسح المجال أمام المعارضين تجده ينتهج أسلوب العصابات ويمنع المظاهرات ويتحرش بالمتظاهرات، وبدلاً من أن يهتم بتوصيل شبكات المياة والصرف الصحي والكهرباء لجميع السكان اعتبر أن وقوع الملايين "تحت" خط الفقر هو أحد مظاهر الاهتمام بالبنية "التحتية"! وبدلاً من استغلال أمطار السماء في ازدهار الثروة الزراعية تصحرت الأراضي وأمطرت السماء صخور على رؤوس سكانها، وبدلاً من أن يقدم نواب الحزب الوطني في البرلمان نموذجًا على الديمقراطية والليبرالية تجدهم يزايدون على أصحاب التيارات الدينية.
هذه ليست كل إنجازات النظام وحكومته.. وإنما تفجرت العبقرية في مواجهة الأزمات الوبائية والفيروسية وأصبح الحل هو لصق استيكرات في وسائل المواصلات والإعلان عن حملة وهمية لتطهير وسائل المواصلات، والاعتماد على تهدئة الناس دون تنفيذ إجراءات وقائية، وأخيرًا تخصيص أراضي في جميع المحافظات لحفر مقابر جماعية!!
بهذه البساطة تتعامل الحكومة الإليكترونية مع فيروس عنيد اجتاح العالم في شهور قليلة وأصاب المئات وأودى بحياة العشرات، فهي دائمًا سبّاقة في استخدام كافة أساليب التعذيب لدفن المواطنين سواء أموات وأحياء. |