تعاني مجلة «فوربز» للاثرياء من تراجع توزيعها ودخلها الاعلاني، وتبحث عن خفض النفقات وتمويل جديد من زبائنها الاكثر دخلاً في العالم بعد نحو 18 شهراً من أزمة الائتمان التي ضربت زبائنها وقراء موقعها.
وتقارن صحيفة «نيويورك تايمز» بين ما اصاب «فوربز» وغيرها من مجلات النخبة وتشير الى ان دورية الاغنياء كانت اقل تضرراً من «فورتشن» التي تراجعت ارباحها العام الماضي الى 276 مليون دولار و «بيزنيس ويك» التي ربحت فقط 236 مليوناً في حين حققت «فوربز» 338 مليوناً واصبحت «كوندي نست» مهددة بالاقفال.
وكان بيرتي تشارلز فوربز اسس المجلة العام 1917، من دخله الاسبوعي البالغ 25 دولاراً، «لاشاعة الفرح والسرور بين الاثرياء»، كما قال في حينه. لكن الجيل الثالث من احفاده يعاني اليوم للاحتفاظ بالفرحة على محياهم قبل توزيع البسمة والامل على القراء، خصوصاً مع تراجع توزيع المجلة الى ما دون مليون نسخة وانخفاض عدد الصفحات الاعلانية 15 في المئة في الربع الاول من السنة.
ويؤمن موقع «فوربز» دخلاً اعلانيا يقدر بحوالى 70 مليون دولار. وكان الملكون يرفضون طرح اسهم في المجلة للبيع حفاظاً على استقلالها، اضافة الى الاحتفاظ بالموظفين مهما كانت الظروف، لكنهم اضطروا مطلع السنة الى انهاء خدمات 10 في المئة من الطاقم البالغ الف شخص بعدما كانوا اضطروا قبل سنتين الى اصدار حقوق ضمن لها حوالى 300 مليون دولار، بعدما قُدرت قيمة الشركة الناشرة بنحو 750 مليون دولار، لا تساوي حالياً اكثر من نصف المبلغ.
ويقول الاخوان ستيف وتيم فوربز، اللذان يديران الشركة الآن، «ان العام الماضي كان صعباً جداً خصوصاً مع الهزة التي اصابت الرأسمالية».
ويرفض تيم، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي، تعديل المبادئ التي ترتكز عليها المجلة. ويقول «ان الازمة لن تغير اهدافنا... قد نحني امام الريح لكننا سنبقى»، على رغم ان الاخوين ينفقان عليها من ثروة العائلة الخاصة.
وكان الاخوان اضطرا في العام 2007 الى بيع قصر فخم جداً في طنجة اشتراه والدهما مالكوم لاستضافة الاثرياء ومسؤولي كبار الشركات الاعلانية وزينه بعشرات من اللوحات النادرة والتحف، بينها بعض ممتلكات القيصر الروسي الاخير، وبيعت مع القصر بمبلغ 27 مليون دولار.
واشارت «نيويورك تايمز» الى ان الخسائر التي تحملتها الشركة والعائلة، بدءاً بفقاعة «الدوت كوم» ثم ازمة الائتمان، اصبحت تهدد مصيرها وقد تقودها للاستعانة باموال رأسمالية كان المؤسس يرفضها «كي لا تفقد المجلة موضوعيتها امام اغراء رأس المال».
يُشار الى ان والد الشقيقين فوربز كان مهتماً بمعاشرة الاثرياء وكبار الفنانين والفنانات، وكان مقرباً من اليزابيت تايلور في حين ان ابنه ستيف حاول مرتين وفشل في ترشيحه للرئاسة الاميركية ونشر صورته على غلاف المجلة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مع عبارة «كيف تُنقذنا الرأسمالية؟».
والسؤال اليوم هل يتكرر مع الحفيدين ما جرى مع المؤسس في ازمة الركود الكبير في الثلاثينات عندما اضطر الى دفع مرتبات العاملين من مدخراته ام ان الاصدارات الخارجية العشرة، وآخرها النسخة الهندية، ستتكفل بانقاذ «فوربز» التي تراهن على روح الرأسماليين! |