بقلم: دميانة أقلاديوس
هل يستطيع الماضي أن يبنيّ حاضراً ؟ عندما نتأمل الأشخاص من حولنا نجد بأن الجميع تحيط بهم ذكريات الماضي إما بحلاوتها أو بمرارتها فذلك الركن البعيد المظلم المسمى بالماضي قد يكون له تأثيرا مهماً في تكوين شخصية الفرد في الحاضر وأكتساب الخبرات والسلوك الذى يجعله يعرف ما يريد او يجعله يخاف من اشياء قد هرب منها فى الماضى وذلك لأنه بلا شك زرع في أنفسنا بذوراً اختلفت ثمارها بناءً على ما حدث فى ذلك الزمن فعندما نقف مع أنفسنا وقفةً صريحة نسأل
. هل ياترى يعتبر ذلك " الماضي " جزءاً لا يتجزأ من زمننا الحاضر ؟
ومن منا يستطيع أن يتجرد من ذلك الماضي؟
ومن منا بإستطاعته أن يبعد تلك الذكريات عن مخيلته ؟......
هل يستطيع ذلك الذي رسمت له الأقدار ماضياً قاسياً أن يبني حاضراً ومستقبلاً متفائلاً مقارنةً بالأخريين؟
فأسمح لى ان نكون واقعيين
فغالباً ما نجد بأن هناك من ينشأ كعصارة ماضٍ قاسٍ ، تتعسر معه ولادة حاضره المتفائل ، فمن الطبيعي أن يتأثر هذا الإنسان بالماضي ولكن من الخطأ أن يأسر نفسه ضمن حصار الماضي المؤلم !! والعكس تماماً نجد من عاش ماضياً طفولياً متفائلاً...يحلق في عالم الحاضربخطوات أكثر ثقة ومسؤولية.. ويكمل بناء رحلة الحياة بنوع من الإحساس
المفعم بالتفاؤل...؟
ولكن تبقى هذه النقاط ملاحظات لاتعمم على الجميع....فهناك من عاش طفولة قاسية جعلته أكثر قدرة على تحمل تبعات الحاضر..وإصراره لايضاهى في تحقيق الأفضل لنفسه؛ فتجده قد تبوأ أرفع المناصب؛ لتحقيق تلك المكانة التي يتطلع إليها دائماً...
فباختلاف تصنيفات ذكريات ذلك الماضي من شخص لآخر ، و إيماننا بأن من لا ماضي له لا حاضر له "يجب أن ندرك بأن هناك جانب من شخصيتنا قد يكون نتيجة الماضي الموجود بذاكرتنا ولكن الجانب الأكبر يقع تحت مسؤوليتنا" نحن أبناء اليوم والماضي والحاضر والمستقبل ، و من الخطأ أن نترك هذه النفس ضمن ذكريات ماضٍ فقط فالحياة تمشي قدماً إلى الأمام أي أنها لا تتراجع إلى الخلف كعجلة السيارة تماماً فإذا أخذتها إلـــــى الخلف دائماً لاختلت حركة السيرلذا يجب ان يكون هناك خطى حقيقية لكى لا نقع تحت تأثير الماضى الأليم فلا ننظر الى الأمام فنهوى فى هاوية لا رجعه لها يجب ان نكون حازرين واعين لتلك الأمور حتى لا يضيع منا الحاضر والمستقبل !!!
الماضى جزء من حياتنا ولكن يجب ان تكون هناك مسيرة حقيقية حتى نكون المستقبل ، لابد ان ندرك انه مهما لنا فى التعلم من الأخطاء وتطوير الفكر وليس لتمسك به وهذا اذا دل فهو يدل على انه جرم فى تاريخ العالم الأنسانى ربما يكون الأمس مظلم ولكن المستقبل مشرق لانه لولا الظلمة ما كانت النور ولولا الماضى ما كان الحاضر والمستقبل وفى ظل هذه الأحداث المؤلمة التى نعانى منها جميعا يجب ان نكون ذو عزيمة قوية وإرادة للحفاظ على مستقبلنا القادم حتى لا يتسرب من بين ايدينا كما تتسرب الماء من بين الأصابع لابد من ان يكون لديك الذخيرة التى تعطيك الأمكانية والقدارت التى تهيئ لك مستقبلك وان تحارب من اجله مناضلا غير خائف او مرتجف تعلم كيف تواجه كل العقبات والمخاوف التى تكون عائقا فى حياتك وان تتغلب عليها فهذه العقبات ما هى إلا اشياء تخيف الأنسان عندما تزوغ عينيه عن الهدف كن ثابتا على موقفك لا تتخازل ولا تتراجع اذا انقض عليك الذئب وفى مخيلته انه سوف يقضى عليك لا تخف لان الله وعد بذلك فتقوى وتشدد هكذا يقول الرب |