CET 00:00:00 - 17/06/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
"كفر عسكر" الاسم المناسب لبلدنا، الاسم الذي يتسق تمامًا مع الكفر وشعبه وحكومته بشكل يثير التعجب وكأنهما في رقعة شطرنج ملك ووزير وعساكر وخلافه، عالم متطابق تمامًا وكأننا نعيش في عالم كاروهات، ربما توجد قرية أونجع أو عزبة في الوجة القبلي أو البحري تحمل اسم "كفر عسكر" لكن الأمر لن يعدو أن يكون مجرد تشابه أسماء لأن الكفر الذي أعنيه ما هو إلا من وحي الخيال، كل الخيوط المتاحة وضعها خيالي في نول خاص متواجد داخل عقلي فغزل جوانب الحياة بكل تفاصيلها الدقيقة في دروب كفرنا السعيد، والسعادة التي يصف بها البعض الكفر، خاصة بأهل الكفر وسكانه وشعبه دون غيرهم من شعوب الأرض من شرقها إلى غربها، ويعود اختلاف مفهوم السعادة بين "العساكرة" وهو اسم سكان الكفر المتداول لأن السعادة نسبية وتختلف من مكان لآخر.
وكفر عسكر اسم على مسمى.. فالكل فيه معسكر مكانه لا يتغير، شعب منذ ما يزيد عن سبعة آلاف سنة رغم اختلاف ملبسه ومأكله عبر القرون إلا أن نفس الأفكار العتيقة تعسكر في كيانه وعقله، منغلق تمامًا لا يستطيع الخروج من المربع المخصص له، قد يعتقد البعض أنه لا يوجد حرية لأكثر من الحركة داخل المربع، ولكن الحبس داخل المربع لاعلاقة له بمسألة الحريات لأن الأمر بات ثقافة موروثة، النصيحة لا تتغير على على مدار آلاف السنوات "يا بني امشي حنب الحيط"، ظلت المقولة الشهيرة تنتقل من جيل إلى جيل لدرجة أثرت في الفكر والإبداع، وأصبحت فرص التفكير تكاد تكون معدومة، ولم تحتاج الحكومات المتتالية إلى جهد كبير لتنفيذ خطة خنق الفكر طبقًا لنظرية "اعمل حيطة يا ولد" المتعارف عليها في دول العالم النايم في الخط، التي ينتمي لها كفر عسكر.
والحكومة في الكفر معسكرة ولا تتزعزع وستظل إلى قيام الساعة دون تغيير والمقصود هنا بالتغيير تغيير السياسة وليس الأفراد، وإن كان في كثير الأحيان لا يحدث تغيير لا في الأفراد ولا في السياسات، الأمور تُدار تحت بند "يحيا الثبات على المبدأ" فضلاً عن أن المعتقد الذي يؤمن به شعب كفر عسكر أن "العيل فقط هو من يرجع في كلامه" ولأننا دولة رجال ولا يوجد بيننا عيل فلن نغير رأينا ولن نتزحزح.
وعسكرة الحكومة بدأت منذ زمن سحيق جعل الشعب يعبد حكامه منذ أيام الفراعنة، ويبدو أن أجدادنا أدركوا منذ القدم أنه لا توجد فائدة، وصدقوا المحاولات المضنية لحكامهم على مر التاريخ التي خلقت أعداء بهدف اللعب على احتياج الأمان فبات السبيل الوحيد لتوفير الاحتياج الملّح هو سيف الحاكم الإله -بصفته المدافع الأول عن الشعب والبلد-، والخطوة المتاخمة لن تكون إلا اللعب بكارت الدين لإفناع الشعب أن طاعة الحاكم من طاعة الله، وتمر الأيام والكل يقف في ثبات تام داخل مربعه ولن يتغير شيء لأن الجميع سيظل على الدوام "معسكر" في كفر عسكر.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

ماجد سمير

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

كفر عسكر

حضرة "النايبة"

بنت الدايرة

خلطبيطة

التوك توك شو

جديد الموقع