CET 17:19:06 - 17/06/2009

مساحة رأي

بقلم: د. رأفت فهيم جندي
قابلت عدنان بعد فترة غياب وجلسنا سويًا.
سألني عدنان: ما هو رأيك في خطاب أوباما؟
قلت: أعجبني, ما رأيك أنت؟
عدنان: أعجبني احترامه لمعتقداتنا واستشهاده بأيات قرآنية.
قلت: هو مثل الكثيرين يحاول تركيز المسلمين على الآيات المكية السلمية.
عدنان: آيات الحرب لمن يعتدي علينا.
قلت: هل ذهبت مصر والشام وإفريقيا وأسبانيا للاعتداء على الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي؟
عدنان: لقد تحدث أوباما أيضًا عن الحضارة الإسلامية القديمة في الأندلس.
قلت: كان هذا هو الشيء الوحيد الذي شعرت أن أوباما غير مدقق فيما قاله, عموما هو حاول مجاملة هذه الشعوب, أو رفع روحهم المعنوية.
عدنان: أوافقك أنه ليس للعرب حضارة وما يدعونه من حضارة أو علماء هم من الدول التي غزوها ونسبوا حضارات هذه الشعوب لهم ولكنم صبغوها بالصبغة العربية.
قلت: المسجد الأموي في دمشق كان كنيسة وحولوها لمسجد, وأيضًا تي آجيا صوفيا كان كنيسة حولوها لمسجد وغيرهما الكثير جدًا, بل أن الآف الكنائس إما تم تحويلها لمساجد أو استعاروا أعمدتها ورخامها ليبنوا بها مساجدهم.
عدنان: ولكن دعنا نركز على أوباما، ماذا أعجبك في خطابه؟
قلت: لقد ذكر الموارنة والأقباط داعيًا لاحترام حقوقهم وحرية عباداتهم.
عدنان: لقد صفق له الكثيرون في القاعة وقتها.
قلت: نعم وهو أيضًا أعطاهم الفرصة لأنه توقف عن الكلام للحظات بعد كلمة أقباط مصر.
عدنان: هل تظن أنه قصد هذا؟
قلت: ربما قصد التوقف لكي يعطي كلامه معناه, لا تنسى أنه كان يتكلم من بلاد الفراعنة ويطلب الحق لأحفادهم.
عدنان: هذا كان اعترافًا من الذين صفقوا بهذا الإضطهاد, وربما أن هذا التصفيق يُثبت أن رغبة المصريين هو ضد ما تفعله الحكومة بالأقباط. وماذا أعجبك في حديثه للشعوب الإسلامية؟
قلت: لقد شخّص ولخّص جيدًا مساوئ المجتمعات الإسلامية, ولكن العلاج يأتي منهم وليس منه.
عدنان: ما هي؟
قلت: عدم الديمقراطية, عدم احترام حرية العبادة للآخر, عدم مساواة المرأة بالرجل, العنف والقتل وادعاء أنه طريق الله.
عدنان: لقد قيلت نفس هذه المعاني من قبل ولكن أوباما ترك أثرًا مختلفًا.
قلت: الطريقة الإيجابية مهمة دائمًا, ونفس المعاني بالطريقة السلبية تترك أثرًا سلبيًا. ولكن البعض لا يصدق أن هذه الحكومات والشعوب ممكن أن تتغير.
عدنان: ولماذا لا؟ ها هي الفرصة سانحة للتغيير, ألم أتغير أنا وها نحن نجلس سويًا لكي نتحاور بسلام؟
قلت: أنت على حق, ولكني أظن أن التغيير أتى من نزوحك من بيئة ترضعك مبادئ كراهية الآخر وأخشى عليك من عودتك لنفس البيئة القديمة.
عدنان: الإعلام الذي يدعو لكراهية الآخر هو المسئول الأول.
قلت: لا تنسى أن الإعلام هناك معظمه موجه وليس حرًا.
عدنان: هل تقصد أن الحكومات هناك هي الباعث لهذا؟
قلت: نعم لكي تلهي المواطن به ولا يلتفت لمساوئ الحكومة.
عدنان: أتفق معك في هذا.
تصافحنا وطلب مني أعداد الأهرام الجديد التي فاتته وهو غائب.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق