مدونات مجهولة تهتف باسمه.. وأنصاره خائفون من ازاحته بسبب شعبيته الكبيرة
تنتاب أجهزة مرموقة قريبة من قلب النظام المصري حالة من القلق البالغ بسبب تنامي الإعجاب باللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة في الأوساط الشعبية والرسمية وقوى المعارضة على حد سواء، فضلاً عن غرف الدردشة على الشبكة العنكبوتية والتي تفيد التقارير الموثقة والصادرة عن وزارة النقل والمواصلات أن تعداد مريديها يتجاوز 12 مليون مواطن.
وتلاقي المدونات اهتماما شعبيا كبيرا، وحين دعت لمظاهرات احتجاج مؤخرا، خرج الآلاف للشوارع تلبية لندائها.
وتخشى الأجهزة التي تمهد لجمال مبارك لخلافة والده أن تشكل تلك المدونات حالة ضغط واسعة تحيل بين الإبن وبين الجلوس على مقعد والده.
وقد تجاوز الإعجاب برئيس المخابرات العامة مداه للحد الذي جعل شبانا يطلقون مدونات جديدة بعضها باسمه ترشحه لخلافة الرئيس مبارك وتعتبره أفضل من يتبوأ ذلك المنصب.
وبينما يرى المقربون من جمال مبارك في تزايد شعبية رئيس المخابرات العامة خطراً مباشراً على مبارك الإبن الذي بات قاب قوسين أو ادنى من خلافة والده، يرى آخرون أن في تلك الحملات التي تنطلق على النت خطراً على المستقبل السياسي للواء صاحب التقدير العميق في الشارع المصري خاصة في ظل نظام حكم اشتهر عنه الإطاحة بكل من تلاحقه تهمة الإعجاب الشعبي.
وعلى رأس المدونات التي خلفت حالة من الدهشة بين رموز وقوى الشارع السياسي مدونة 'لا جمال ولا الإخوان' والتي لا يعرف من الذي يقف خلفها من الشباب وبالرغم من انها ترشح وتدعم سليمان بقوة لخلافة مبارك إلا أن الكثير من المراقبين يحذرون من آثارها التي قد تأتي بنتيجة عكسية.
وما يجعل المراقبين أو المعجبين بسليمان قلقين من الحملة الشعبية الداعمة لرئيس المخابرات العامة هو أن تسفر في نهاية الأمر بالاطاحة به من منصبه.
ولا تعد تلك المدونة الوحيدة التي تضع الرجل على قمة قائمة المرشحين للسلطة في مصر خلال المرحلة المقبلة، بل تشهد الشبكة العنكبوتية في الوقت الراهن سجالاً واسعاً بين عشاق سليمان للحد الذي أدى لإنطلاق رابطة تحمل ذلك الإسم ويعدد أفرادها الخصال التي تجعل منه المرشح الأبرز لخلافة الرئيس مبارك.
وقد قام العديد من المدونين ممن ينتمون إلى شباب حركة 6 ابريل خلال الفترة الأخيرة بالعديد من إستطلاعات الرأي من أجل معرفة مدى الشعبية التي يتمتع بها كل من جمال مبارك وعمر سليمان وعدد من السياسيين مثل أحمد نظيف وأحمد عز وفتحي سرور وصفوت الشريف، فحصد اللواء عمر سليمان المرتبة الأولى بامتياز حيث كشفت تلك الإستطلاعات أن إثني عشر مليون مواطن يتابعون الأخبار التي تنشر عن الرجل عبر شبكة النت بينما لم يتجاوز عدد من يبحثون عن أخبار أمين لجنة السياسات عدة آلاف من المواطنين، وهناك عدد من الوزراء وقيادات في الحزب الحاكم لا يعرف العديد من المواطنين عنهم شيئاً.
وبينما خلف ذلك الإعجاب الشعبي المتزايد بالمشير أبو غزالة وكمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق واللواء سعد الشاذلي ووزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي أن وجدوا أنفسهم في نهاية الأمر قابعين في منازلهم فإن حجم القلق يتزايد خشية مصير مشابه لعمر سليمان، وكل تلك المخاوف عززت لدى الكثير من المراقبين لأن يتحدثوا عن أصابع لها علاقة بأصدقاء جمال مبارك تقف خلف تلك الحملة بغرض دفع النظام للبحث عن بديل غير متوفر إلا في نجل الرئيس كي يتم الدفع به لموقع القيادة خاصة وأن (الرجل الكبير) عهد عنه على الدوام السير عكس التيار.
ويقول المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق إن اللواء سليمان من الشخصيات التي تتمتع بحسن سير وسلوك طاغ وبالطبع فإن وجوده على رأس المؤسسة خلال المرحلة المقبلة قد يسفر في نهاية الأمر عن الحيلولة دون السقوط في دوامة المجهول.
ويتفق في الرأي مع الخضيري حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب الكرامة والنائب بالبرلمان والذي يرى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة اللواء سليمان بتاريخه الطويل بجمال مبارك، فالأول خدم مصر وله سجله العسكري المشرف.
وفي ذات السياق يرى الشاعر أحمد فؤاد نجم بأن المرحلة القادمة في مصر تحتاج لمن يطهرها من 'درن رجال الأعمال بعد أن ساهم الحزب الحاكم في الكثير من الفضائح ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون البديل جمال مبارك وذلك لأن هذا الشبل من ذاك الأسد'.
ويعبر مساعد وزير الخارجية السابق عبد الله الأشعل صاحب وثيقة إنقاذ مصر من أن يسفر الإعجاب الشعبي المتزايد بعمر سليمان إلى أن يجد الرجل نفسه قريباً خارج المؤسسة نسياً منسياً.
وفي ذات السياق يرى الباحث ضياء رشوان أن سليمان هو خير المرشحين لخلافة مبارك في الوقت الراهن وذلك إذا أراد النظام الحيلولة دون حدوث حالة من الفراغ السياسي.
جدير بالذكر أن سليمان حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية ونال درجتي ماجستير ودرجة الزمالة من إحدى الجامعات الروسية ويرأس جهاز المخابرات منذ العام 1993 وحتى الآن، كما أن الرئيس مبارك أسند إليه تولي أمر الملف الفلسطيني منذ سنوات.
كما يحظى الرجل باحترام وتقدير بين العديد من قادة الدول العربية والأجنبية. وعلى الصعيد الداخلي يحظى بتقدير واسع وسمعة طيبة ومشهور عنه كراهيته للأضواء وعدم وجوده مطلقاً بين عالم رجال الأعمال. |