بقلم: مجدي ملاك أول تلك الأسباب أن الأقباط يعانون في الفترة الأخيرة من العديد من المشاكل التي تحتاج إلى من يدافع عنها داخل مجلس الشعب تمثيل حقيقي، ومن أهم تلك المشاكل قضية بناء الكنائس التي تعتبر الهم الأكبر بالنسبة للأقباط، كما أن زيادة تمثيل الأقباط داخل مجلس الشعب سيساعد بشكل أو بآخر عل تقليل تدخل وإحراج الكنيسة في تلك الأمور حيث تضطر الكنيسة في كثير من الأحيان للتدخل في العديد من الأمور نتيجة غياب التمثيل القبطي الذي يستطيع توصيل الصوت القبطي للحكومة بما يساعد على حل المشكلات، وثاني تلك المشكلات هي تلك المتعلقة بسياسات التعليم التي تفرضها وزارة التعليم دون أدنى مراجعة لما تحويه من أمور ربما تمس الجانب القبطي، وليس هذا هو موضوعنا الآن، ولكننا فقط نمس بعض من الجوانب التي تصب في وجهة النظر التي تذهب أن الكوتة في تلك المرحلة أهم للأقباط من غيرهم من الفئات، وحينما أجريت حوار مع الأستاذ أمينة النقاش في هذا الشأن الأسبوع الماضي وقالت لى ذلك التعبير تأكد لي الإعتقاد بأن الدولة المصرية تحاول عن عمدًا تجاهل الأقباط، ولا يمكن هنا أن تحاول الدولة أن تتحجج بقضية التيارات التي يمكن أن تعارض التمثيل القبطي. السبب الثالث في أهمية تلك الكوتة بالنسبة للأقباط هو تقليل حدة الخلافات بين أقباط المهجر والدولة، وهو ما يصب في مصلحة الإثنين معًا، فالمعروف أن واحد من المطالب الأساسية لأقباط المهجر هي العمل على زيادة تمثيل الأقباط، حتى يستطيعون الدفاع عن مصالحهم، وبالتالي فإن تحقيق ذلك الهدف سيعمل بشكل أو بآخر على تقليل الخلاف والصدام بين الدولة وأقباط المهجر، وتقليل هذا الصدام لا شك سينتج عنه العديد من المزايا التي تتعلق بإمكانية أن يكون أقباط المهجر قوة اقتصادية لمصر، فحين يطمئنون لشفافية الدولة وحرصها على الأقباط في الداخل والخارج، سيشجع الكثير منهم على الاستثمار داخل بلدهم الأصلي، وهو الأمر الذي سيصب في نهاية المطاف في مصلحة الدولة المصرية حيث ستخلق تلك الاستثمارات فرص عمل كبيرة للعديد من الشباب على اختلاف انتمائتهم وهو ماسوف يساعد على دمج الجميع دون أي تحيزات يمكن أن تزيد من التوتر بين كل من الطرفين. السبب الرابع في أهمية الكوتة بالنسبة للأقباط هو تحقيق السلام في المجتمع بشكل عام، وهي واحدة من أهم النقاط التي يجب أن تتلفت لها الدولة المصرية، فطوال السنوات السابقة افتقد الأقباط للسلام الداخلي في المجتمع نتيجة الاحتكاكات الكبيرة التي كانت تحدث بين الأقباط وغيرهم داخل المجتمع نتيجة التحرش بهم واستضعافهم داخل المجتمع، ومن ثم فالكوتة ستمثل نقطة توازن لا اقول نقطة قوة للأقباط. على الدولة المصرية أن تتفهم حساسية أن تقوم بتمييز المرأة بشكل إيجابي وتترك الأقباط دون حتى أن تذكر أن هناك مشاريع مستقبلية لكيفية علاج هذا الأمر، لأن عدم الاهتمام بتلك القضية وتركها للتكهنات والظروف المحيطة هو أمر يزيده صعوبة، ولكن إذا ما كان هناك برنامج عمل تتسم الدولة فيه بنوع من الشفافية تجاه تلك القضية سيساعد ذلك بلا شك على تقليل حالة الترقب التي يعيش فيها الجميع، والتي يتساءل فيه الجميع أيضًا عن سبب تجاهل الدولة للأقباط في التمثيل داخل مجلس الشعب، في حين أعطت اهتمام أكبر للمرأة، وأكرر هنا أننا لسنا في تنافس مع المرأة حول تلك الكوتة، ولكننا ننظر بعين محللة لمجمل الأوضاع وأي من الفئتين كان واجب التمثيل قبل الآخر، فإذا كانت المرأة تعاني من التهميش، فالأقباط يعانون من التهميش والاظطهاد والتجاهل والعنف والتحيز داخل المجتمع، فمشاكل الأقباط كانت أولى بإيجاد فئة ممثلة لهم لتدافع عن مصالحهم. والدور إذًا علينا نحن المهتمين بذلك الشأن.. فلا يجب أن نضيع هذه الفرصة بزيادة الضغط والمطالبة بضرورة التفكير في ضرورة تمثيل الأقباط، وأن الإنتخابات القادمة لا يجب أن تمر دون أن يكون هناك حل عملى لتمثيل الأقباط، فتلك يمكن تسيتها بالفرصة الذهبية من أجل الضغط لزيادة تمثيل الأقباط، فهم أولى من غيرهم في الإستجابة لمطالبهم، وإذا كانت الدولة تتعمد تجاهل تلك المطالب فيجب علينا أن نلفت النظر وبقوة تجاه تلك المطالب في هذا الوقت بالتحديد لأن الفرصة من وجهة نظري في هذه الأيام أكبر من سابقتها، لذا فتلك يمكن اعتبارها دعوة هامة لكل أصحاب الرأي من أجل أن يدلي كل منا بوجهة نظره في كيفية الضغط في تلك المرحلة من أجل تمثيل عادل للأقباط، فالأقباط أولى من المرأة بهذا الحق في هذه المرحلة. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |