بقلم: ماجد الراهب
النعناع نبات عطري وطبي له رائحة طيبة نفاذة يُشرَب ساخنًا ويضاف إلى الشاي والسلطة وله منافع واستخدامات أخرى كثيرة.
وجيد أن تسمى قرية باسمه أو باسم "وادي النعناع" ولكن عندما تكون القرية ذات شهرة عالمية وقديمة قدم التاريخ المصري وتعود إلى القرن الخامس وأسمها بجميع الخرائط السياحية والمراجع التاريخية وكتب الرحالة ويعتز بهذا الاسم أكثر من خمسة وثلاثون ألف نسمة هم سكان تلك القرية والتي تسمى بـ "دير أبو حنس" ويفاجئوا في يوم وليلة بأن النعناع يتفوق على "أبو حنس" هنا تظهر علامات التعجب والاستفهام!!
برغم ما ذكرنا سابقًا عن فوائد النعناع إلا أنه في حالتنا هذه لن يفيد النعناع أهل هذه القرية التي تعيش على السياحة الداخلية والخارجية، فالنعناع يزرع في كل مكان ولكن شهرة هذه القرية تنبع من أسمها دير أبو حنس، وهذا الاسم ليس لنبات أو زهرة أو شجرة يمكن زرعها أو استنباطها في مكان آخر ولكن ينبع
من تراب هذه القرية التي ظلت مرتبطة بهذا الاسم منذ القرن الخامس، والسؤال لماذا شهرة هذه القرية وبهذا الاسم؟
أولاً: لأن هذه المنطقة شرفت بزيارة العائلة المقدسة.
ثانيًا: هذه المنطقة كانت محط للقديس "يحنس القصير" أو "يؤنس القصير" في بعض المصادر الأخرى وهو من مشاهير الرهبان الذين بدءوا حياتهم في برية شهيت (وادي النطرون) ومن ثم صارت هذه المنطقة تجمع رهباني كبير حول هذا القديس.
ثالثًا: مازالت هذه القرية لم تبوح بكل أسرارها فهناك تل أثري يطلق عليه "كوم ماريا" يفترش أكثر من عشرة أفدنة يحتاج إلى تنقيب وبحث لكي نتعرف أكثر على تاريخ هذه المنطقة الفريدة بتاريخها الحافل منذ القرون الأولى.
إنني فعلاً في أشد العجب في من تفتق ذهنه عن هذه الفعلة النكراء، إلى هذا الحد نتنكر لتاريخنا وتراثنا؟! إلى هذا الحد هانت علينا آثارنا؟!
نفس هذا الشيء يُذكرني بتغيير اسم شارع "الأمير عمر طوسون" بشبرا صاحب الأيادي البيضاء في الكشف عن كثير من آثارنا إلى شارع "ابن فضلله العمري" وأتحدى أن يعرف أحد صاحب هذا الاسم.
وأيضًا تغيير اسم ميدان فيكتوريا بشبرا وغيره الكثير.
أخشى أن استيقظ غدًا وأجد شارع الهرم أصبح اسمه شارع ابن طالبان... هل نستيقظ؟
Elraheb_maged@hotmail.com |