CET 00:00:00 - 19/06/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
جلس عم سعيد مسعد أبو السعد على مكتبه وهو يشعر بنعاس شديد كالعادة ويعاني من التبلد والبلادة وبالتالي لا يقدم أي خدمة للجماهير المحتاجة، وبجواره يجلس زميله "سيد أفندي انتكه" ودة علطول فارش السجادة وبيصلي لرب العباد عشان يشعر بالرضا والسعادة، سعادة ربنا عليه من حسن العبادة، وفي أيده علطول سبحة وعلى التواشيح الدينية دايمًا مشغل الإذاعة، وجنبهم الست هنية المتهنية بتاعة الجمعية الشهرية اللي بيها بتفك أزمات الراجل والولية، وطبعًا كمان صاحبة الجمعية التعاونية وكله بالتقسيط المريح يا عنيا، من المحاشي والأكل المجمد لأصحابها العاملات الكادحات لقرطفة الملوخية وكل أدوات المطبخ اللي بتحتاجها ست البيت لبيع العطور والجلاليب وحتى لحماتك الهدية اللي تديها لها اتقاءًا لشرها و زنها اللي يخرب البيوت في ثانية.
وكانت الست هنية بتعز الكوسة جدًا لأنها مفيدة للقلب والجسم وكمان هي شعار المصلحة اللي شغالة فيها (كوسة للجميع) فكانت الكوسة سمة تلك المصلحة الحكومية وكل المصالح المجاورة والغير مجاورة، ولو معاك كوساية واحدة بس كل أمورك تمشي تمام (الواسطة) ولو مش معاك كوساية ياخدوك يا مسكين يقوروك من الجري واللف وفي الأخر يقولوا لك المحشي خلص، أقصد مواعيد الشغل خلصت وهكذا دواليك لغاية ما تبقى بتلف حوالين نفسك أتوماتيكي زي عقارب الساعة من غير ما تروح المصلحة الحكومية!!
وكان عم فرحان الساعي اللي علطول فرحان وابتسامته مبيّنة صفار طقم سنانه القدماني وصف ضروسه الواقعين كل شوية يشقر على كتاكيته في المكتب ويشوفهم لو محتاجين شاي أو قهوة لزوم تقوير الكوسة وتسلية قعدات النميمة، وأهو بالمرة يعرف أي معلومة من سيد أفندي انتكة وهو بيقرا الجرنان بتاع الإسبوع اللي فات.
ووسط ما سيد افندي بيقرا، قفل الجرنان وفضل يضحك ويضرب كف على كف، فبسرعة سأله عم فرحان الساعي: خير يا سيد أفندي إيه اللي بيضحكك أوي كدة؟، فقال له بصوت محشرج من كتر الضحك أصل الكوسة وصلت لمجلس الشعب، فاستغرب عم فرحان وسكت، وصحي سعيد أفندي من نومه وقال له ما هي واصلة هناك من زمان أنت لسة فاكر، دة زي ما بيقولوا يا سيد يا أخويا (لو النيل كله بقى دمعة وتقلية مش هيكفي الكوسة اللي في البلد).
وقاطعتهم الست هنية: والله لو عملوا إيه... ما حد يعرف يعمل ولا ينقي زي الكوسة بتاعتي، فبص لها سيد أفندي وقال: فعلاً يا هنية الكوسة بتاعتك هي اللي وصلت لمجلس الشعب وقرروا يبقى لكل الستات كوسة رسمية، أقصد كوتة يعني.
فنظرت باستغراب وقالت: يوه... يعني إيه كوتة يا سيد؟؟ فقال لها نفس معنى الكوسة بالظبط وإجابتك دي دليل عليها، فقال عم سعيد بصوت واطي: قال كوتة للستات قال؟ هما فاهمين حاجة في حياتهم غير الكوسة والبادنجان؟
فردت هنية بصوت عالي: تقصد إيه يا سعيد؟؟ فقال: مقصدش حاجة وحشة لا سمح الله ، لكن بس أنا بقول كان المفروض يهيئوا الستات الأول ويعرفوهم فن وأسس الحياة السياسية والاجتماعية وبعدين يدوها كوتة بدل ما تدخل مجال متعرفوش وتبقى بيتلعب بيها الكورة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق