بقلم: حامد الحمداني إن هذا التوجه لحكومة نجاد قد خلق لإيران مصاعب جمة، سياسية واجتماعية، وأمنية، أقلقت أبناء الشعب الإيراني التواق لحياة آمنة، ونظام ديمقراطي يحترم الحقوق والحريات العامة، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، ولاسيما الجيل الناهض من الإيرانيين الذين أصبحوا أكثر وعياً، واشد اندفاعا، وهم تواقون للخلاص من هيمنة رجال الدين الذين حكموا البلاد منذ عام 1978، والذين يتحكمون في حياة المواطنين وحرياتهم الشخصية، ويستنفذون ثروات البلاد على السلاح، ويتجاهلون المصاعب المعيشية للشعب الإيراني، ولا شك أن لثورة المعلومات التي جاء بها الانترنيت أثره الكبير في نشر الوعي لدى الشباب، وتصميمهم على على تحقيق طموحاتهم في حياة أفضل. ولم تكد هذه النتائج تُعلن حتى هبت الجماهير الإيرانية وطلاب الجامعات، والعمال والكسبة وحتى جانب من رجال الدين، وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد خاتمي في مظاهرات صاخبة ضمت مئات الألوف من المواطنين المستنكرين للتزوير الحاصل في الانتخابات وفرز الأصوات، وما لبثت المظاهرات هذه تتوسع وتمتد لتشمل سائر المثقفين والمثقفات مطالبين بإلغاء الانتخابات المزورة، ومعلنين فوز السيد مير حسين موسوي، وأخذت تتصاعد هتافات المتظاهرين بسقوط حكومة نجاد ، ومطالبين بالحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية والسلام؟ لقد أظهرت الصور التي استطاعت بعض وسائل الإعلام بثها تلك الجموع التي قدرت بمئات الألوف من المواطنين أن هناك في طهران ثورة مخملية قد نشبت تستهدف ليس فقط إبطال انتخاب نجاد، بل وأحداث تغيير حقيقي وجوهري في البلاد، وقد تصدت قوات الأمن للمتظاهرين مستخدمة الغازات المسيلة للدموع، والهراوات، لكن المتظاهرين تحدوا قوى الأمن، وخاضوا اشتباكات واسعة معهم أدت إلى سقوط 7 قتلى، وعدد كبير من الجرحى بعد أن استخدمت قوات الأمن الرصاص لتفريق المتظاهرين، واستمرت المظاهرات بشكل يومي دون توقف، والجماهير تعلن إصرارها على تحقيق مطالبها المشروعة، واستمرت قوات الأمن في التصدي للجماهير، مما ينذر بتصاعد الأزمة، وتحول الثورة المخملية إلى ثورة دموية لا أحد يستطيع تحديد نتائجها، وكل الدلائل تشير إلى أن الشعب الإيراني عازم على مواصلة النضال، وعدم التراجع مهما كبرت التضحيات، وهي مصمصة على تحقيق تغيير حقيقي في البلاد يخرجها من هذه الأزمة، ويحقق حلم الشعب الإيراني في إقامة نظام حكم ديمقراطي تسوده قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة والسلام. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |