CET 00:00:00 - 20/06/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
يبدو أن المسئولين في بلدنا لديهم يشعرون باللذة في تعكير صفو المجتمع وسلامته، وحينما يعترض المواطنين على هذا الأسلوب نجد المسئولين يتراجعون فجأة عن قراراتهم مثلما أشعلوا الأزمة فجأة، وهو ما يمكن ملاحظته في أزمة قرية "دير أبو حنس" ومحاولات محافظة المنيا إلى تغييرها لكي تصبح قرية وادي النعناع.
الأزمة اندلعت بدون مقدمات ولا يعرف أحد حتى الآن لماذا دعا البعض إلى تغيير اسم القرية رغم أن الاسم ارتبط به أهلها، بالإضافة إلى أن اسم القرية مرتبط باسم أحد القديسين وهو ما يعطي حساسية بعض الشيء للموضوع، خاصة وأننا إذا وضعنا في الاعتبار أن الاسم المختار للقرية لا يعبر عن شيء طارئ أو عارض.

فلم يفز أحد أبناء القرية بجائزة نوبل أو يحصل لاعب منها على ميدالية أولمبية أو تخرج منها مَن قدّم إنجاز للبشرية في مواجهة أحد أمراض العصر حتى تقدم محافظة المنيا على محاولة تغيير اسم القرية، فحتى لو حدث كل هؤلاء فلن يوافق أيضًا أهل القرية على تغيير اسم قريتهم لو أنهم كانوا سيتقبلون الأمر بهدوء ويرفضونه بلطافة بدلاً من ثورتهم العارمة وبالتالي يبدو أن هناك شبهة تعمد في طرح الموضوع بهذا الشكل.
المشكلة أن محافظ المنيا تحت ضغوط ثورة أهالي القرية وأنهم رفضوا تغيير الاسم فور الإعلان عن ذلك وجرت محاولات حثيثة لمنع التغيير وعاندت المحافظة، فما كان من الأهالي للثورة حتى استجابت المحافظة ليظهر للرأي العام أن أقباط القرية هم مَن يرفضون تغيير الاسم ويأخذ الموضوع منحنى ديني ونسمع من هناك وهناك كلمات لا مكان هنا لذكرها!

يبدو أننا كما قلت مسبقًا لدينا الحس الكافي لإشعال الفتن الطائفية في المجتمع وإثارة العلاقات الإسلامية المسيحية، وحرص كامل على هدم الوحدة الوطنية وتغييب مبدأ المواطنة، وإلا ما هو التفسير لأزمات محافظة المنيا الأخيرة؟ ولماذا تعمد محافظ المنيا حدوث مثل هذه القلاقل في محافظته رغم الترديد الدائم بحرصه على الوحدة الوطنية؟!
كلمة أخيرة.. يلومون أقباط الداخل حينما يتعرضون لظلم ويطالبون بالتعويض أو حتى لمجرد استنكار ما يتعرضون له ويلومون أقباط المهجر لتفاعلهم مع ما يتعرض لهم أقباط الداخل ولكن ألا تستحق هذه الحوادث إلى إقالة المتسببين في اندلاعها؟! 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق