ستة قرون من تاريخ مصر قبل الغزو العربي مباشرة خارجة عن دائرة اهتمام الدولة، حيث كانت مصر دولة قبطية مسيحية.
تلك الستمائة عام بكل ما فيها من تاريخ وآثار وفن معماري تتجاهلها الدولة فينشأ الطفل المصري جاهلاً تمامًا بجزء من تاريخ بلده الذي مازالت معالمه قائمة وإنما للأسف معلوماته مطموسة عمدًا من الدولة.
لو أهتم المسئولون عن التعليم ودرست هذه الحقبة الهامة من التاريخ في المراحل التعليمة الأولى لنشأة الطفل المصري في المدرسة، لنشأ الطفل واعيًا بتاريخه الكامل وضاقت الهوة بين الأقباط المسلمين وإخوتهم الأقباط المسيحيين أبناء مصر ودافعوا وحافظوا معًا على بقاء معالم تلك الفترة القبطية الهامة من تاريخ مصر وتراثها والتي يأتي السائحون من مختلف أنحاء العالم للتمتع بمشاهدتها كأثر من الآثار المصرية.
ولما رأينا ما نرى الآن من محاولة إبادة أجهزة الدولة لهذا التراث القبطي الأصيل، ولما كان قد أصدر محافِظ المنيا قراره بتغيير اسم قرية أبو حنس من الأصل، فالمشكلة لابد أن تحلها الدولة من جذورها إذا كانت حريصة على مصريتها وتعتز بتاريخها.
على موضوع:د. كمال فريد: هناك مُخطط لاستبدال الهوية المصرية بأخرى إسلامية |