CET 14:47:51 - 21/06/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف
أثارني خبر مقتل أحد المتدينين سقوطًا من أعلى مبنى بعد هروبه من مطارديه بعد طعنه لأحد الأفراد لعدم قيامه بفرض الصلاة!!
والحقيقة عندما قرأت الخبر لأول مرة أختلط عليَّ الأمر فلم أعرف مَن هو الجاني ومَن هو الضحية, فقرأت الخبر ثانية وبروية....
القصة بتقول إيه:
أحد السادة المصلين والمتدينين بتوع العصر الحديث بعد أدائه لفرض صلاة الفجر وهو عائد إلى منزله فوجئ بجار ليه واقف على الناصية فذهب إليه معاتبًا له لتركه صلاة الفجر (الظاهر أنه أفتكر نفسه عضو في جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعروفة في السعودية) وطبعًا لما أتكلم مع أخونا اللي ماصلاش الفجر, استغرب صاحبنا من طلب أخونا المصلي واعتبر أن يصلي أو مايصليش دي حرية شخصية ومن الآخر صاحبنا المصلي مالوش دعوة بالقصة دية.

طبعًا كبرت في دماغ ولي النعم اللي هو بيصلي فأستل سكينًا من جلبابه وطعن بيه أخوه اللي مابيصليش عقابًا له على تركه الصلاة وابتدىَ صاحبنا اللي مابيصليش يصرخ من أثر الطعنة والدماء التي تنزف منه، فتجمع أهل الحارة مما دعا بالمصلي إلى الهروب جريًا والناس أبتدت تجري وراه وهو يجري حتى صعد أعلى عمارة عالية وهما وراه إلى أن سقط من أعلى العمارة جثة هامدة حسب رواية الجرايد.
وهنا عايزين نقف شوية والكلام دة للكل: من أمتى كنّا بندخل نصلي وإحنا شايلين مطواة في جيبن؟ا وهل من الوقار واحترام الله وبيوت الله أن نسجد وفي جيوبنا مطاوي؟!!

إذا كان من فروض ما قبل الصلاة هو التطهر عن طريق الوضوء أليس من الأدعى التطهر من كل النجاسات ومن ضمنها أدوات القتل وسفك الدماء؟! وأي ثقافة دينية تلك التي تحض على الصلاة وفي جيوب المصلي مطواة؟!
وأتذكر هنا قول لصديق مسلم لي كان يتعجب ويضرب كفًا بكف قائلاً: والله أنا باستغرب من الجماعة السفاحين بتوع القاعدة دول اللي بيقولوا الله أكبر وهما بيدبحوا ضحاياهم, دة ربنا متبري منهم ومن عمايلهم!!
حقيقة أنا اسمعه وأتعجب معه من مظاهر التدين الظاهري والقلب أبعد ما يكون عن الله, أن من يفعلون ذلك لا يعلمون عن الله شيء (الله الغفور الرحيم) والله المحبة والطهر والنورانية.

وكما سجلت بعض الأفلام مثل فيلم العار الشهير الذي يسجل الحاج أبو الولاد والشيخ الذي يقبل يديه الناس والذي يعمل ظاهريًا بالعطارة ولا تفارق السبحة يده وهو في الحقيقة تاجر مخدرات, يا له من تدين زائف مظهري فلم تختلف السبحة عن المطواة فقد كانت أداة لتغطية القتل والدمار.
وما يقال عن التدين الظاهري عند بعض إخوتنا المسلمين يقال أيضًا عن التدين الظاهري عند بعض المسيحيين اسميًا وليس فعليًا ومنهم بعض رجال الدين, فإذا كان إنجيلنا يحض على عدم الكذب وعدم النفاق والرياء فتجد البعض من رجال الدين يظهرون في وسائل الإعلام ليمجدوا كل أعمال الساسة حتى لو جاءت على خراب بيوت رعيتهم فهل هذا يرضي الله؟!
إن رجال الدين هؤلاء سيقفون على عتبه الرب ليقدموا حسابًا عن وكالتهم فماذا سيقولوا أمام فاحص القلوب والكلى؟, وماذا سيقدموا له كمبررات ولكن بكل تأكيد سيخاطبهم الرب قائلاً: ابتعدوا عني يا ملاعين فأنتم كنتم تخاطبونني بشفاهكم أما قلوبكم فمبتعدة عني.
ليقف الجميع ومن كل الطوائف أمام نفوسهم وليراجعوا أنفسهم هل بأمانة هم يقدمون أفعالاً تتفق مع مراحم الله؟!
من خلال ما قدمناه سابقًا وجب التنويه على أولي الأمر إن العلاقة بين الإنسان والله هي علاقة خاصة جدًا لا يجب أن يكون لأحد وصاية عليه، كما لا تطبق عليها أمور الحسبة الدنيوية.

لقد وضعت المحاكم لتشرع قوانين للفصل في الأمور المادية من قتل وسرقة أما الأمور الروحية فالله وحده هو الذي يفصل فيها.
أتمنى أن ينتشر هذا المفهوم على الوسط الشعبي والوسط القيادي حتى لا نقع في هوة التمييز والتخلف.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق