CET 00:00:00 - 22/06/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

تقرير: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون
العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر أكثر تعقيدًا بكثير مما تورده التقارير في أغلب الأحيان، هذا ما ذكره الأستاذ "كورنيلس هولسمان" رئيس تحرير "تقارير العرب والغرب" في محاضرة له استضافها "برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات" الأسبوع الماضي تكريمـًا له بجامعة القاهرة.
و"كورنيلس هولسمان" هولندي الجنسية جاء إلى مصر لأول مرة عام 1976، ولكنه مستقر بها مع أسرته المصرية / الهولندية منذ عام 1994.

ولقد كرس "هولسمان" حياته لمناصرة الحوار بين الثقافات وأنشأ مجلة إلكترونية تقدم استعراضات تغطي نطاقـًا واسعـًا مما يرد بوسائل الإعلام المصرية [الناطقة بالعربية] من موضوعات، وتعرض هذه الاستعراضات طيفـًا واسعـًا من الآراء التي يـُعبر عنها بوسائل الإعلام وهو ما يـُعتبر بدوره مسلكـًا ممتازًا في سبيل مكافحة القوالب النمطية التي يوضع فيها المجتمع المصري.
في هذه المحاضرة ضرب أمثلة تظهر أن ثقافة الشرف والعارولقد غطت تقارير "هولسمان" ما يقع من حوادث بين المسلمين والمسيحيين. وفي هذه المحاضرة ضرب أمثلة تظهر أن ثقافة "الشرف والعار" التي يدخل فيها نزوع قوي نحو لوم الآخر سواء من المسيحيين أو المسلمين فهذه القضية بالنسبة لهم أهم من فكرة مدى دخول الشخص في الدين الآخر عن اقتناع أم لا.
وكذلك "العاطفة" ففي أغلب الأحيان تلعب  دورًا كبيرًا في تحديد: كيف يعرض الأفراد المعنيون رواياتهم وكيف ينكر الآخرون ما حدث؟؟ ويزداد الأمر تـعقيدًا عندما تمتزج النزاعات الشخصية -التي تدور حول قضايا لا علاقة لها بالدين- بالصبغة الدينية.
فتجد قصة اختطاف فتاة مسيحية عندما يحكي أهلها قصتها يتحدثون بشكل عاطفي لدرجة أنهم يغفلون الأسباب الاجتماعية والثقافية التي أدت بالفتاة لتسهيل ذهابها للإسلام، والعكس في حال تنصر فتاة مسلمة فتجد أهلها يتحدثون بعاطفة ويغفلون النوازع الاجتماعية والثقافية التي أدت لذهابها للمسيحية فكلا الطرفين يتحدث عن فكرة الاختطاف دون ذكر الحقيقة مجردة. 

وقال "هولسمان": إن الدين يضيف العاطفة إلى التوترات.. وعندما يحدث ذلك تصبح أكثر استعصاءً على الحل، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى المزيد من العقلانية.
وينبغي عدم إنكار المشكلات وأن هناك اضطهاد للأقباط.. ولكن العوامل المذكورة كثيرًا ما تصعّب من الوصول إلى لب ما حدث بالضبط في الحوادث، حيث أنك تسمع من كل طرف قصة مختلفة وكل طرف لديه مستنداته.
وذكر أحداث دير أبو فانا وكيف أن الرهبان لهم قصة والعربان لهم قصة أخرى، وكلاً منهما يمزج عاطفته في قصته لذا فمن الصعب الوصول للحقيقة في قضايا الفتن الطائفية.
وذكر "هولسمان" أن ثمة حاجة إلى أن تكون وسائل الإعلام والمؤسسات والأناس الذين يتلقون المعلومات عبر وسائل الإعلام أكثر وعيـًا بهذه الصعوبات عند تقديم التقارير حول التوترات والفتن، فيجب تحري الدقة وصحة المعلومات حتى لا ينسوا ما يسبب الفتن الطائفية.
وخلص "هولسمان" إلى أن المسلمين والمسيحيين في مصر يتشابهون إلى حد كبير في ردود أفعالهم حيال المشكلات التي يرون أنفسهم في مواجهتها. بالفعل هناك حوادث وهناك تمييز وهو ما ينبغي ألا ننكره وألا نضخمه بل هو ما ينبغي أن نفحصه بعناية للوقوف على الأسباب وإيجاد الحلول بغية العيش معـًا في وئام.

ولقد ترأست الأستاذة الدكتورة "نادية مصطفى" رئيس "برنامج الدراسات الحضارية وحوار الثقافات" المحاضرة التي ألقاها "هولسمان" والتي حضرها قرابة 70 شخصـًا غالبيتهم من العلماء، فضلاً عن عدد من الطلاب والصحفيين.
وكان من بين الحضور شخصيات بارزة مثل السفير الألماني بيرند إيبل [Bernd Erbel]، والدكتور القس صفوت البياضي [رئيس المجلس الملي الإنجيلي بمصر]، والدكتور حسن وجيه [رئيس قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر]، وعدد من الكهنة الكاثوليك وكبار العلماء.
وكان الأنبا موسى [أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية] والسفيرة الهولندية قد بعثا برسالتين مفادهما أنهما للأسف لن يتمكنا من الحضور.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢٠ تعليق