بقلم: د. محمد أبوالغار |
فجأة أصبحت مشكلة قرية دير أبوحنس فى محافظة المنيا تتصدر الصحف المصرية، وغدًا ربما تتصدر الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء وفى القريب ربما تناقش فى إحدى لجان الكونجرس وجمعيات حقوق الإنسان الدولية وتزيد مشاكل مصر مشكلة جديدة. هذه القرية الصغيرة بها دير قديم وتاريخى وسكانها بضعة آلاف من الأقباط، فجأة قرر مسؤول صغير أنه لا يصح أن تكون القرية معظم سكانها أقباط فقرر أن يضم إليها قرى مجاورة لتصبح الأغلبية مسلمة، ثم تم تغيير اسم القرية إلى وادى النعناع وهو الأمر الذى ينم عن غباء شديد وضعف فى الروح الوطنية التى تمزج المسلمين والأقباط، وبالطبع الحزب الوطنى الذى يسيطر على الحكم المحلى بالكامل لحصوله على ما يقرب من مائة بالمائة بالانتخاب «الحر جدًا» نائم فى العسل وفى الأغلب مؤيد لما يحدث لعدم وجود الوعى السياسى. والدولة طبعًا ودن من طين والأخرى من عجين وقامت بتحويل اسم القرية إلى وادى النعناع، وتظاهر الآلاف من أهل القرية وبدأت تظهر بوادر الفتنة الطائفية، فحسنًا قام محافظ المنيا بإعادة اسم القرية إلى دير أبوحنس وذلك بعد أن تعلم من تصرفاته الخاطئة السابقة، وحيث إن مصر تتكون من عدة دويلات وأن حكاية القانون الذى ينص على أن المحافظ هو ممثل رئيس الجمهورية فى المحافظة كله كلام فارغ فى فارغ، فقد أصدر وزير العدل قرارًا بأن تسمى القرية وادى النعناع وكل ما يخص العدالة يكتب بهذا الاسم أما ما هو تابع للشرطة فأصدر وزير الداخلية نفس القرار ويكتب باسم وادى النعناع أما ما هو تابع للحكم المحلى فيكتب باسم دير أبوحنس. الأمر المهم هو أن الدولة لا تريد أن تشرح للمواطن أى قرار من قراراتها مهما كان بسيطًا، لقد قررت وزارتا العدل والداخلية تغيير اسم القرية، ألم يكن منطقيًا أن يصدر بيان واضح وبسيط بسبب هذا التغيير؟ ألم يكن من الواجب إذا كان الذى أصدر القرار مسؤولاً صغيرًا لا يعى أهمية الحفاظ على وحدة مصر أن يراجع المسؤول الأكبر الأمر بعد دراسة المشكلة؟ أليس من حق هؤلاء المواطنين فى دير أبوحنس أن يقول لهم وزير العدل ووزير الداخلية سبب تغيير الاسم التاريخى؟ ربما كان هناك سبب وجيه، فلماذا يخفيه السادة الوزراء؟ أما إذا كان تغيير اسم القرية دون سبب فهو إهدار لحقوق المواطنين وإهدار للتاريخ لأن هناك أسماء تاريخية تم تغييرها دون سبب ودون وجه حق. لا أرى ما يدعو إلى تصعيد المشكلة، وإذا كان هناك سبب حقيقى مقنع فلتعلنه الداخلية والعدل وإذا لم يكن هناك سبب فليعد اسم القرية دير أبوحنس إليها وليس فى ذلك أى إهدار لمكانة الشرطة وكرامتها. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |