CET 00:00:00 - 25/06/2009

مساحة رأي

بقلم: ماريان جرجس
أشرق يوم جديد على نصف وجه الكرة الأرضية بعد ان ترك النصف الاخر الذى حزن لفراق اشعة الشمس فأظلم,ليعود اليه مرة اخرى بعد ساعات ..وتتوالى تلك العملية الدقيقة فتمضى الايام والشهور والسنون وتضيف  الى  عمر الأرض  عقود وقورون...ذهبت اشعة الشمس لذلك اليوم الجديد لتيقظ الشاب الهمام الذى استعد لذلك اليوم.. -هانى كامل- تخرج  حديثا من كلية الاداب-  قسم تاريخ – كان هذا يومه الموعود ليذهب الى الكشف الطبى باحدى مراكز التجنيد...حاله كحال كل شباب جيله..يحب بلده التى تربى عليها ولن يتوانى اذ شعر باحتياجها له , ولكن كثيره هى مشاكل العصر من مستقبل مجهول وفرص عمل قليلة وربح لا يكفى لبناء اسرة ..الخ من تحديات القرن الحادى والعشرين فى مصر.
ذهب متثاقلا وكأن حملا كبيرا اهد حيله واثقل خطاه ولكنه كان يعلم انه الطريق الصحيح فلا من فرار..

وعندما وصل الى المكان المعهود قابل صديقين له وبدأ يتحدث معهما و بدأ يتجاذبان اطراف الحديث.وبالطبع كل منا يتأثر بدراسته ومهنته فبدأ هانى يتحدث ويسرد قصص التاريخ التى درسها على مدى اربع سنوات ...واخذ يتذكر المواقف التى تشبه الموقف القائم..مفصلا عن جيش مصر عبر العصور بامجاده وسقطاته..بانتصاراته وبهزائمه.
عن شكل الاسلحة وتطورها من البدائيات. الى الان.... حقا كان حديث شيق ثرى بالمعلومات الدقيقة.

لكن ربما حديثه الذى شغله عن همومه بدأ يصيب صديقيه بالملل وتصاغر امام قلقهما ذلك الحين, لكن هيهات فهناك من كان يتابع حديث هانى بكل تمحيق وتدقيق وشغف!!! ولكن من بعيد وعندما توقف هانى عن الحديث
 ضايق من كانوا يتابعوه فذهب شخص الى هانى وقال له:-
لماذا توقفت يا أخ هانى؟؟  اندهش لانه لم يكن يعرف ذلك الشخص الملتحى  الذى يعرف اسمه فقال:-
عفوا..اأتعرفنى؟؟! فقال الأخر:- لقد عرفتك اليوم واعجبنى حديثك  ..بارك الله فيك يا أخى.

تعارف الاثنين وبدا يتحدثان وقد سنح الوقت لهم بالحديث والنقاش لطول فترة الانتظار..
كان حديثا متكافئا فهانى كان  على دراية بقدر كبير من التاريخ اما صديقه الجديد فكان حافظا عن ظهر قلب فتوحات كثيرة وتواريخ اكثر ..ولكن استوقف هانى لحظة وبدى على اساريره الجدية! وكأن موضوع هام كاد ان يعلن عن نفسه..وبالفعل بدأ يقول ذلك الشخص ::عزيزى واخى هانى ..هداك العلى..لقد لاحظت من كلامك ان فترة الجيش ستعوقك الكثير وخصوصا ان كانت 3 سنوات ...اشفق على حالك  و خاصة بعد ان  سمعتك تحكى عن ظروفك الصعبة ..لكن لا تقلق فهناك حل!!..برقت عين هانى وتفرس فيه فاستكمل:-...نعم صدقنى..هو حلا  ليس بجديد فهو حل متوارث كان اجدادك يطبقوه..هو ..هو.. ببساطة ..ألجزية ...
قال هانى الجزية؟؟؟؟؟؟ !!!  نعم انها مقابل صغير تدفعه لنا ونريحك من الجيش و متاعبه كالخراج والمرباع  بالطبع تعرفهم يا من استذكرت التاريخ!!
رد هانى  ثائرا بعض الشئ :- ولكن معنى كلامك ان هناك اجراءات غير قانونية ستتم!!!! واخلال بوطنيتى !!!
صرخ الاخر قائلا:  اى قانون تتحدث عنه؟؟  فهذا هو القانون –و لحظه السيئ  فقد قاطع حديثه سماع اسمه ليعلن عن دوره-فالقى بورقة فى وجه هانى فى عجالى قائلا:-

أنتظر تليفونك فى القريب العاجل باذن الله ...فكر جيدا وتريث....
وقف هانى متسمرا بورقة فى يده و دور يقرب منه  وكأن  عقله قد شل !!  لتمر دقائق ويعُلن دوره ..لكن ترى ماذا سيفعل هانى؟؟ يطعن وطنيته وتُسلب منه –حتى وان كان سيتخلص من متاعب الجيش- كما زعم الاخر ؟؟  ام سيذهب ولن يتخلى عن حقه فى الدفاع ويبدأ ثورة التصحيح واحقيته فى بلده حتى وان ذلك الشئ مرهقا مجهدا بل يحفظ انتمائه لتلك البلد واحقيته بأرضها؟؟؟؟؟؟؟

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق

الكاتب

ماريان جرجس

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

بستان الحياة

وغربت شمس ذلك اليوم..!!

ابنتي الحبيبة...

حوار جرئ !

عِبرة أم عَبرة؟

جديد الموقع