بقلم: أماني موسى
منذ أيام قليلة بينما كنت أتجول في لمحة سريعة بين صفحات المواقع الإلكترونية جذبني خبر مفاده أنه تم القبض على رجل بمحافظة الفيوم ويدعى أحمد ويبلغ من العمر 22 عام حيث تزوج عمته التي تدعى فايزة وتصغره في السن، إذ قام بتزوير شهادة ميلاد لها وتحمل اسم أخرى (ابتسام محمد) وبناءً على هذه الشهادة المزيفة تزوج الطرفين عند مأذون حلوان، على اعتبار أنها ابتسام وليست فايزة ووضعوا صورة ابتسام.
اكتشف والد ابتسام الأمر بالصدفة أثناء استخراجه لأوراق من الأحوال المدنية وفوجئ بالموظفين يخبرونه بزواج ابنته، وحصل منهم على اسم الزوج والعنوان ليصل لحقيقة الأمر، ومن هنا تقدم ببلاغ على الفور ضد هذا الرجل، فكان القضاء العادل بضرورة محاسبة الطرفين المشتركين في التزوير ألا وهما محمد وعمته، فحصل أحمد على حكم بالسجن ثلاث سنوات ومعاقبة عمته بالسجن ستة أشهر.
إلى هنا انتهى الخبر ولكن لم تنتهي دهشتي وتساؤلي: لماذا تم معاقبة طرفي الجريمة (الزوج والزوجة) على التزوير ولم تُلقىَ أية تهمة أو شبهة اتهام للمأذون الذي قام بتزويج الطرفين؟، بل حتى لم يتم استجوابه، فكان هو بعيد كل البعد عن المحاسبة في حين أنه حدث العكس تمامًا في قضية القس متاؤوس التي يعرفها الجميع؟!!!
إذ تم استبعاد طرفي الزوج وإحضاره هو للاستجواب وإلقاء التهم إليه بأنه هو المسئول وهو المزور الذي ساعد مرثا المتنصرة على الزواج بمسيحي وأغواها بالتنصر وترك دينها؟؟
لماذا لم يستجب أحد من المسئولين لصرخات ونداءات الكثير من الكتاب والمفكرين بضرورة الإفراج عن القس متاؤوس إذ أنه ليس بمسئول عن مدى صحة أوراق المتقدمين إليه لطلب الزواج؟!! فهو لن يترك عمله الكهنوتي ويصبح مخبر يتأكد من صحة ما يأتيه من أوراق!! وأيضًا تأكيد صاحبة الشأن ذاتها على عدم علم القس متاؤوس بحقيقة الأمر؟!
فالحدث هو هو، مكرر، نفس الأحداث من تزوير في الأوراق الرسمية للمتقدمين للزواج، فالطرفين كلاً منهما تقدم بأوراق ثبوتية تحمل بيانات لسيدة أخرى وليست المتقدمة للزواج، وفي الحالتين لم يستطع الكاهن أو الشيخ كشف حقيقة الأمر أو تزييف الأوراق المقدمة، ولكن على ما يبدو أن الفارق هنا هو مَن قام بالتزويج قس أم شيخ، واعتماد الحكم على النيات، إذ أنه في حالة الشيخ تم الكشف عن نيته وتبين عدم علمه ومعرفته بتزوير الأوراق، بينما في حالة القس تم الكشف عن نيته وتم التأكد والجزم والإيقان بأنه كان يعرف بزور وبطلان الأوراق المقدمة!!!
أخرجت تساؤلاتي ولا زالت أبحث عن إجابة، وبالنهاية ليس أمامنا سوى الدعاء لساكن السماء بأن يستجيب ويفرج كرب القس متاؤوس، وأيقن أنه إذا رأينا الظلم ونزع الحق والعدل في البلاد فلا نرتاع من الأمر لأننا دومًا نتذكر أن فوق العالي عاليًا يلاحظ والأعلى فوقهما. |