بقلم: مجدي ملاك وهذا التطور له عدد من النتائج الخطيرة التي يجب أن نتحسب لها في الفترة القادمة، منها على سبيل المثال أن هذا التطور في علاقة المسئولين بالأزمات القبطية سيعطي مزيد من التبرير وسوف يعطي تفهم ضمني أن هناك من سيغطي على أي من الأحداث التي يمكن أن يتعرض لها الأقباط، وإذا كان الأمر في الماضي بشكل مستتر فيبدو أن هذا الماضي قد ولّى وأصبحت العلانية شعاره في الفترة القادمة، وبشكل أو بآخر ستزيد الحوادث الطائفية نتيجة تواجد هذا الشعور، فالمتطرفين يشعرون أن الدولة طرف مع وليس طرف ضد أو على الأقل طرف محايد ومن ثم فالمتوقع هو مزيد من أحداث العنف الطائفي طالما أصبح المسئولين جزء من الأزمة لا جزء من الحل. أيضًا واحد من النتائج التي يجب أن نتحسب لها بشكل كبير أن ثقافة قبول الآخر قد اضمحلت تقريبًا بعد أن تخلت الدولة عن حوار فعال يمكن أن يثمر عن تغير في ثقافة المجتمع، خاصة تجاه بعض من الأمور التي تخص الأقباط منها على سبيل المثال أحقية الأقباط في بناء دور عبادة كجزء من ثقافة قبول الآخر، أضف إلى ذلك أن قانون بناء دور العبادة الموحد حبيس الأدراج وعلى ما يبدو أنه سوف يكون حبيس الأدراج لفترة طويلة أكبر مما نتوقعها ومن ثم فثقافة قبول الآخر التي كان يجب أن تسير بالتوازي مع أي اقتراح قانوني، فالقانون وحده لن يحل الأزمة أو ينهي الصدامات الطائفية، ومن ثم تجاهلت الدولة وتجاهل المسئولين فتح حوار على مستوى المجتمع لمناقشة أحقية الأقباط في بناء دور عبادة دون أن يمثل ذلك إحساس بالغبن أو الضغينة من أطياف المجتمع المختلفة. زيادة التباعد بين أفراد المجتمع والعزلة بينهم هي أيضًا واحد من النتائج الخطيرة التي ربما لا نشعر بتأثيرها الكبير في الوقت الحالي، ولكن مع الوقت ستمتد تلك العزلة وستزداد وسيدفع في ذلك الإتجاه الزيادة الرهيبة في الحوادث الطائفية التي يشهدها المجتمع في فترات قصيرة جدًا، فلا يمكن أن نتوقع أن تحدث انتهاكات طائفية داخل قرية معينة دون أن يصاحب ذلك عزلة بين الأقباط وغيرهم داخل نفس القرية، وهو بالطبع ما سيعمل على انفصال جبري في العلاقات الإجتماعية التي تنشأ بالطبيعة نتيجة تلك الحوادث القريبة من حيث التوقيت الزمني. زياة الإغتراب داخل المجتمع هي أيضًا واحد من أخطر النتائج التي سنشهدها نتيجة تلك الحوادث، والإغتراب هنا ناتج عن عدم شعور المواطنين بحيادية الدولة في تعاملها مع كافة المواطنين ومن ثم يدفع المسئولين تجاه زيادة شعور الأقباط بالاغتراب داخل بلادهم، وهذا بالطبع ليس تبرير لذلك الإغتراب بقدرما هو توقع نتيجة ما يتعرض له الأقباط وإحساس دائم بعدم المساواة في التعامل، وقد يذهب البعض إلى أن شعور الإغتراب موجود، وهذا صحيح، ولكن الزيادة الكبيرة في تلك الحوادث سيدفع في زيادة الشعور بذلك الإغتراب. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |