بقلم / خالد منتصر |
«الكبد ده كويس وكبير قوى.. الطحال ده محسوس جداً.. اللغط اللى فى القلب ده هايل مش حتسمع زيه فى حياتك.. حالة الاستسقا دى رائعة فيها كل الـ(signs)».. كل هذه الكلمات وغيرها كنت أسمعها داخل حجرات الدرس وعلى ألسنة الأساتذة والمدرسين فى كلية الطب. فلا فرق بينه وبين جثة المشرحة، اللهم إلا أن الأول يغرق فى رائحة عرقه أما الجثة فغارقة فى الفورمالين، ينفض الجميع من حول الـcase أو الحالة، يحاول هو أن يستوقفنا بسؤاله الخجول جداً والمشروع جداً، حالتى إيه يا دكاترة؟ حاخف ولا لأ؟ لا نرد وكأنه يتحدث إلى خواء، ونواصل خطواتنا الهستيرية السريعة لنلحق بميعاد السكشن التالى، يكتنفه البرد، برد الوحدة والحيرة والتجاهل وغموض المصير، يعود إلى عنبره لاعناً الحظ الذى أفقر جيبه فجرجره الأبناء المكدودون المحبطون إلى هنا، حيث سيعيش كفأر تجارب لطموحات ودكتوراهات وعقد وإحباطات أصحاب البلاطى البيضاء. وأصبحنا نحن الوكلاء الوحيدين لقطع غياره، فنغير أنسجته كما نغير الفلتر والزيت، ونضبط السكر وكأننا نضبط الزوايا، ونجرى التحاليل والأشعات على طريقة العمرة الكاملة!! فقدنا فى تعليمنا الطبى النظرة التكاملية للمرض وللإنسان، أخذتنا التفاصيل والجزئيات، استغرقتنا عما هو أهم وأشمل، عن الإنسان فى عمومه، عن تفاعل هذه الجزئيات فيما بينها وعن تفاعل هذا المريض مع مجتمعه. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |