CET 00:00:00 - 26/06/2009

المصري افندي

بقلم: مايكل فارس
* مشكلات التواصل الشخصي مع الآخر!
تنبع مشكلات التواصل مع الآخر في ثلاث أشكال وهم الدافع أثناء التواصل ومهارات التواصل وتأثير العلاقات السابقة على التواصل الحالي، وسأسرد تفاصيل هذه المشكلات وفقًا لما قرأته في كتاب صحة العلاقات الذي تحدثت عنه سابقًا..
1- الدافع أثناء التواصل: فهناك دوافع داخلية في حوارنا مع الآخر وهي دافع التعلم وهو أن يعرف الآخر كما هو، وربما من خلال ذلك يعرّف نفسه (وفي هذا السياق ليكون اتصالنا فعّال أن يخرج للآخر ونبذل المجهود لمعرفته ونستعد لقبوله كما هو دون محاولة لتغييره والاستعداد لاستكشاف النفس والعيوب الشخصية من خلال العلاقة مع الآخر وعلينا أن نكون مستعدين في حال رفض الآخر لنا ونتقبل ذلك)، أما الدافع الثاني هو أن يحمي ويدافع عن نفسه وعن وجهة نظره أمام الآخر وأمام نفسه، والدافع الكامن هنا هو عدم الأمان لذا قد نسعى لإثبات وجهة النظر الشخصية ولو على حساب الحقيقة ومنها عدم الإستماع للآخر والإتهام والهجوم كوسيلة للدفاع، وهكذا بيدأ صراع القوة ومحاولات السيطرة التي تلغي كل فرصة لعمل علاقة حقيقية صحية.

2- مهارات التواصل: التواصل هو نقل معاني باستخدام رموز، فعندما تقول كلمة أحبك فسوف يستقبل الشخص هذا المعنى ويترجمها فيصلة مضمون ما تريد وهو الحب، ولكي يكون التواصل فعّال يجب أن تكون الرسالة (المعنى) الذي تُريد توصيلة واضح، وعمومًا لكي يكون لديك مهارات جيدة في التواصل عليك أن تعرف جيدًا كيف تُخرج مشاعرك وتتدرب على ذلك من خلال الكتابة مثلاً، فيمكنك أن تُخرج ما فيك دون أن يعرف أو يسمع أحد وتساعدك الكتابة على أن تضع المشاعر والأحداث في حجمها الحقيقي وتحمي من المبالغات، فكل هذا يُخرج المشاعر السلبية، فكثيرًا منا يُحب الآخر ولكن ما يخرج منّا عكس الحب فنحن صادقين عندما نقول أننا نحب ولكننا لا نعرف لماذا كلما فتحنا أفواهنا يخرج لوم وغضب؟ لأننا لم نتدرب على كيفية التعبير عن مشاعرنا.
لذا علينا استكشاف كيف نستمع للآخر، فأنت تستطيع أن تعرف دافعك هل هو التعلم أو الحماية من خلال الطريقة التي تستمع بها للآخر، ففي أحيان كثيرة لا نستمع لبعض بل نُقاطع بعضنا وإن لم نفعل فإننا نكون غير منتبهين منتظرين دورنا في الحديث، وهذا يجعلنا لا نستطيع أن نستمع لأننا نكون حينئذ في حالة إعداد لما سوف نرد به، وذلك لأن أهم شيء بالنسبة لنا هو التعبير عن موقفنا والدفاع عنه، أما الإستماع الصحيح للآخر فهو نوعان:
أ) استماع سلبي: وهو الاستماع للطرف الآخر بالكلام مع الإنتباه التام والتقاء العينين بدون تعليق، ويشعر ما يشعر به الآخر وهو ما يعطي انطباع للآخر بأنك تعطي نفسك له بالكامل.
ب ) استماع إيجابي: فهو أنك تُعيد ما قاله الآخر عليك بتعبيرك أنت لتعطية انطباع بأنك تفهمة وتُقدر مشاعره وأن ما يُريد أن يقوله وصل إليك بطريقة سليمة.

3- دور العلاقات السابقة في التواصل مع الآخر: فنحن نتعامل مع الآخرين ليس وفقًا لما يحدث في العلاقة فقط وإنما وفق ما حدث في علاقتنا السابقة وما نختزنه داخلنا من علاقات سابقة، حيث نُسقط ما حدث في هذه العلاقات على العلاقات الحالية وذلك بشكل غير واعي، فمثلاً عندما نقابل رمز من رموز السلطة فإننا نُسقط عليه كل ما اختبرناه من رموز السلطة، فنرى فيه أشياء ربما تكون غير موجودة في العلاقة الحالية لكنها صدى لما اختبرناه في علاقتنا السابقة، وهذا يُوَثر على العلاقات الجديدة، وهذا يحدث مع الأسرة والأصدقاء وخارج الأسرة ومع الجنس الآخر، لذا علينا أن نُدرك أثناء حديثا مع الآخر.. هل نُسقط علاقات سابقة على العلاقة الحالية أم لا؟

وللتواصل الفعال مع الآخر هناك ما يسمى بالدخول إلى وجدان الآخر أي الذكاء الإجتماعي الذي له عدة مُكونات وهي:
1) القدرة على التعرف على المشاعر الشخصية والتعبيرعنها:

وهو أن يكون الإنسان واعي بمشاعره أثناء الشعور به وأثناء حديثه مع الآخر، ومنهم من يعي مشاعره ويتحكم فيها ومنهم من يشعر بها ولا يريد تغييرها، مثل شخص يشعر بحزن ويترك نفسه للحزن حتى يُصاب بالإكتئاب ويكون الشخص مدمن لرثاء نفسه والتعايش مع مشاعره السلبية وكأنها لا يمكن تغييرها، وهناك من تجرفهم مشاعرهم دون أن يدروا حيث أنهم لا يميزون مشاعرهم وبالتالي لا يتحكمون فيها.
2) القدرة على التحكم في المشاعر:
وللتحكم فيها يجب أن نعرف أن المخ يتكون من تنظيمان عصبيان وهو ما يسمي (المخ الوجداني)، وظيفته تقديم ردود أفعال انفعالية سريعة بدون الرجوع للمخ العقلاني مثل الخوف الذي يدفع الإنسان أن يهرب بسرعة من الخطر، والتنظيم الآخر هو المخ العقلاني فيحتاج لوقت أطول نسبيًا لفحص المواقف وتحليلها، لذا فالذكاء الوجداني هو القدرة على التنسيق بين المخ الوجداني المسئول عن الشعور والمخ العقلاني الذي يتعرف علي هذه المشاعر ويحاول السيطرة عليه، لذا فنحن قد لا نستطيع التحكم في بداية الشعور ولكن نستطيع أن نتحكم في المدة التي سنسمح فيها لهذا الشعور بالبقاء.
3) القدره على تحفيز الذات:
وتشمل عنصرين وهما:
أ) القدره على تأجيل اللذة (الراحة):وهي أن تؤُجل الراحة والمتعة من أجل تحقيق الهدف.
ب) التفكير الإيجابي: وهو أن يكون الشخص متفائل ويُحفز نفسه عن طريق:
+ أن يُشعر نفسه أنه قادر على النجاح ويقوم بتهدئة نفسه وطمأنتها إذا واجة صعوبة، ويقوم بتجزئة الهدف الكبير لأهداف صغيرة مرحلية، ويؤدي تحقيق الهدف الصغير إلى تفاؤل يدفعه لتحقيق باقي أجزاء الهدف الكبير، وأن يكون قادر على إيجاد طرق متنوعة للوصول للهدف فإذا فشلت الخطة أ ينفذ الخطة ب.
+ فالتفكير الإيجابي هو أن يقرر الإنسان أنه لن يستسلم للقلق والإنهزامية أو الإكتئاب عند مواجهة الصعوبات أو العقبات.

4) القدرة على رصد مشاعر الآخرين والتفاعل معها:
حيث ينظر الشخص للحياة من منظور الآخر الذي يُحدثه، وهو ما يُسمي بالتقمص الوجداني، حيث تتعاطف وتشعر بالآخر ثم تدخل في وجدانه، ولعمل ذلك تسأل نفسك.. ماذا كنت سأشعر لو كنت في هذا الموقف؟ ثم تحاول الدخول في عالم الشخص الآخر وترى الحياة من منظوره هو.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق