CET 00:00:00 - 27/06/2009

مساحة رأي

بقلم: سلام خماط
يقول البعض إن الديمقراطية هي حالة دخيلة على مجتمعاتنا لا تنسجم مع ما نتمسك به من عادات وتقاليد, والحقيقة المخفية من وراء هكذا طروحات هي أن الديمقراطية سوف تفضي إلى انهيار أنظمة الحُكم الدكتاتورية وبكل إشكالها ملكية كانت أو جمهورية, ولهذا السبب وليس لغيره وقفت العديد بل أغلب الدول في المنطقة من أجل إجهاض المشروع الديمقراطي في العراق بعد سقوط النظام السياسي السابق.
فالديمقراطية ليس آليات أو أدوات وإنما هي ثقافة تشمل كل الميادين دون استثناء وبدون هذه الثقافة تظل الديمقراطية خالية من المضمون.

إن من أهم المشاكل التي واجهتها الديمقراطية هي البنى الاجتماعية وما تحمله من عصبيات وولاءات عشائرية وطائفية وعرقية وموروثات ذات مفاهيم باليه رغم الادعاء بقبول الآخر فأصبح الانتماء الفرعي الطائفي أو العرقي ملاذًا بدلاً من الوطن, وكان الاحتراب والتناحر السمة الغالبة في العلاقة بين المكونات بسبب غياب ثقافة التضامن المشترك مما أدى إلى إضعاف الدولة وأصبح من الصعوبة  تحقيق الديمقراطية , وكان لأنظمة الحكم المذكورة التأثير المباشر في إعاقة المشروع الديمقراطي في العراق بسبب افتقارها للشرعية الحقيقة وعدم وصولها للسلطة عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة وإنما عن طريق الانقلابات العسكرية أو عن طريق ما توارثته بعض العائلات الحاكمة لعقود من الزمن وسيطرتها على مقدرات دول وشعوب.

هنا يسأل البعض على عاتق مَن تقع مسئولية نشر ثقافة الديمقراطية؟ والجواب:
تقع على الأحزاب الوطنية والإعلام ومنظمات المجتمع المدني من جمعيات ونقابات واتحادات وجمعيات ومنتديات ذات النهج الديمقراطي من خلال تهيئة بيئة اجتماعية كي تتفاعل مع هذه الثقافة.
هنا لابد من ذكر بعض أوجه الثقافة فالوجه الأول يدعو وبحجة الحرية والمساواة إلى التمرد على الواقع والأخر يدعو إلى التمسك بالواقع وعدم المساس بالعادات والتقاليد الموروثة وثالث يمثل الوجه السلبي للثقافة الطائفية من خلال ما نشاهده من عناوين لمؤسسات (ثقافية) رغم كثرتها إلا إنها تخرج من عباءة واحدة ومنها على سبي المثال لا الحصر (مركز .... الثقافي) وهي عناوين تضفي على هذه المركز نوع من القداسة من خلال ذكر اسم الجلالة أو اسم أحد الصالحين قد تؤدي مخالفتها إلى عقوبات قد تصل إلى الموت, فيما ظلت ثقافة التنوير أو الثقافة العقلانية هي الأضعف بسبب عدم حدوث ثورة علمية ونقدية على السائد من المفاهيم المعوجة في كوامن الوعي التي سيطرت على المفاهيم الديمقراطية في قبول والاعتراف بالآخر.

وكان من الممكن أن يلعب الإعلام دورًا مهمًا في نشر مبادئ الديمقراطية إلا أن الذي حصل هو العكس تمامًا من خلال امتلاك الفضائيات من قبل المؤسسات الطائفية لِما تملكه من أموال طائلة مما أدى إلى تهميش كل ما يتعلق بالفكر العلمي والعقلاني وهذه الحقيقة لا يستطيع أحد إنكارها، فلو قارنّا الفضائيات التي ترجع ملكيتها لرجال الدين أو للمؤسسات والأحزاب الدينية مع الفضائيات التي يمتلكها غيرهم فأن الفارق كبير جدًا وهنا أقصد بالتحديد الفضائيات العراقية حصرًا.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق