خاص الأقباط متحدون - مجموعة شباب ضد التمييز
لقد خرجت الافيهات والنكات الكثيرة على اسم قرية دير أبو حنس لمجرد أن الاسم أثار عند البعض الاستغراب وكان غريب على مسامعهم
أبو حنس هو الاسم الشعبي بعد التعريب للقديس يحنس القصير الذي بنيت كنيسته عام 413 ميلادية بعد بناء ما يعرف في أبو حنس بالكنيسة الأثرية فوق الجبل والمعروفة إنها كنيسة القديس الأنبا بموا معلم القديس يحنس القصير اى إن عمر كنيسة القديس يحنس القصير هو حوالي 1600 سنة وعمر القرية مواز لعمر الكنيسة وهو ما يعنى أن القرية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ وتحتوى على اثر قبطي لا يعوض بمال ولا يقدر بثمن وهو كنيسة القديس يحنس القصير .
وتسهيلا للنطق بعد دخول العرب مصر سمية القرية باسم قرية أبو حنس وأبو حنس هي قرية قبطية خالصة حيث إنها تحتوى على حوالي 35 ألف مواطن كلهم أقباط وتعتبر القرية عائلة واحدة ومثال للتماسك.
قررنا نحن حركة شباب ضد التمييز زيارة القرية وقررنا أننا لن نكتب من بعيد وبناء على معلومات متوفرة على الشبكة العنكبوتية وإننا شباب يعمل فالشارع وندعى احترافنا للعمل الميداني فكان لابد من زيارة لأرض الواقع حتى نرى بأنفسنا وضع هذه القرية ونرى هل هناك تضخيم في الأحداث أم هناك ظلم وتعسف وتقليل من الحدث فقررت الحركة سفر اثنان من الحركة هم رامي كامل وفتحي فريد لمعاينة الموقف على الأرض.
تقابلنا أنا وفتحي الساعة الخامسة ونصف صباحا في ميدان رمسيس وركبنا القطار المتوجه للمنيا وحوالي الساعة التاسعة ونصف وصلنا للمنيا لنجد في استقبلنا الأستاذ بولس رمزي الذي ساعدنا كثيرا هو ومينا وجدي وهم من أبناء المنيا .
كان من الواضح والجلي للعيان أن المحافظة ترقد على براميل بارود من الفتنة الطائفية حيث إن الشوارع مملوءة ببنات عاريات الرأس ويرتدين على صدورهم الصليب وفى نفس الوقت نظرات التشدد جلية في عيون الطرف الأخر هذا إلى جوار خلفيتنا عن المنيا كمعقل من معاقل الجماعات الإسلامية ومعقل للتشدد الاسلامى وبالطبع وجود محافظ يتصرف من خلفيته الإسلامية محاولا طمس الهوية القبطية لاى معلم من معالم المنيا.
بداءت رحلتنا بين شوارع مدينة المنيا بحثا عن طريق دير أبو حنس ووصلنا إلى الطريق الذي يقودنا إلى دير أبو حنس فكان يجب علينا المرور في طريق ضيق جدا لا يصلح أن يكون طريق ذهاب وإياب في نفس الوقت ودارت في رؤوسنا أسئلة عن أليس من الأولى بالمحافظ الهمام المدعى للانجازات التي لا نراها اللهم إلا فتنة طائفية هنا وأخرى هناك أن يهتم بالطرق ويعمل على توسيعها وتحسينها خصوصا في محافظة ثرية بالأثر كالمنيا ليساعد على جذب السياح أو حتى يجذب الاستثمار لمحافظته؟
سرنا كثيرا في طرق متعرجة وكان الجميع يدلنا على طريق واحد وسبيل واحد للوصل وهو طريق المعدية وفى البداية ظننا أن الطريق يسمى بالمعدية وانه ليس هناك حاجة لعبور النيل وبعد أكثر من ساعة من القيادة بالسيارة الخاصة بالأستاذ بولس رمزي وجدنا أنفسنا أمام المعدية وكانت الصدمة انك لابد أن تعبر النيل فانتظرنا المعدية وهى قادمة إلينا لنجد إنها عبارة عن مركب كبير مسطح حالة يرثى لها وتحمل سيارات كثيرة نصف نقل ونقل وهذه المركب كان أهل البلد يحتاجونها وكانت الكنيسة قد اشترتها لمساعدة الناس عامة مسلمين وأقباط ولكن بعد أن زاد الحمل على الكنيسة ووجدت إنها لا تستطيع أن تستمر في تسيير الأمر باعتها لأشخاص من البلد وجال بخاطري شئ هو أن الكنيسة تخدم البلد فلماذا التعنت ضد الكنيسة ولماذا يعتبر المحافظ أن الأقباط ليسوا إلا إغراب عن البلد ولا حقوق لهم فيها حتى حقهم الثابت لهم قبل 1600 عام إن قريتهم اسمها قرية دير أبو حنس وليست وادى النعناع
ورست المعدية أمامنا ونزل مينا بالسيارة إلى المعدية لندفع عنها اجر رمزي ونعبر للجانب الأخر من النيل وقبل أن نصل إلى المعدية وجدنا من يسألنا بلبس عسكري من انتم والى أين ذاهبين فكنا حذرين معه وقلنا إننا زوار لدير أبو حنس فكان السؤال الأغرب ورايحين تعملوا أيه هناك؟ فقلنا نزور مقدستنا هل هذا ممنوع؟ فرد علينا بان البلد مولعة ولا يجب أن يزور الأغراب القرية حتى لا تزداد اشتعال.
وبعد العبور للجانب الأخر سألنا عن الطريق لابو حنس ليدلنا الجميع على السير مع الطريق حتى نصل لنهايته بعد حوالي 3.5 كيلو متر وكان الطريق متعرج جدا وضيق إلى حد بعيد جدا ولا يصلح أن يكون هذا الطريق مسارا لأثر يصنف من أهم الآثار القبطية في مصر وبعد فترة سير في هذا الطريق وصلنا أبو حنس فالقرية لا يوجد بها اى شئ يدل على التطور والمدنية بالرغم قدمها وكان الوصول لكنيسة القديس يحنس الأثرية من أصعب ما يكون ولكن الاهالى كانوا واعيين جدا بالتاريخ ومتمسكين به وإلا ما قاموا بمظاهرات من اجل قريتهم واسمها, وكان أهم ما لفت انتباهي بالقرية هو عدم وجود نعناع او مساحة مزروعة بالنعناع حتى الشاي لا يوجد به نعناع كعادة المصريين ( يبدو أن المحافظ نجح في زرع عداء أهل القرية للنعناع) مما دفعني لسؤال شخص من الاهالى فالكنيسة عن سر تسمية المكان بوادي النعناع فنظر إلى مستغربا وقال روح اسأل المحافظ.
من أول وهلة يظهر لك المبنى الموجود بداخله الكنيسة على انه حديث البناء حيث يوجد إلى جواره مدرسة قبطية لأبناء القرية والمبنى عالي وبوابة كبيرة ولكن سرعان ما اكتشفنا انه مجرد سور يحيط بمساحة ارض هي المدرسة والكنيسة الجديدة والكنيسة الأثرية.
الكنيسة الأثرية مهملة والسقف مملوء بالشروخ والحوائط تكاد تصرخ من عدم الاعتناء الهندسي بها إلى جوار الأرضية المفروشة ببلاط ردئ.
كنيسة عمرها 1600 عام بالمواصفات السابقة أنها كنز تهدره الحكومة لمجرد انه كنز قبطي فلا يجب في سياسة دولة مصر أن يكون هناك أقباط ولا حتى اثر لهم وان كانت هذه الآثار لا تقدر بثمن.
أن العالم كله يهتم بالآثار والسياحة الدينية هي جزء من أثار العالم وتراثه ودير أبو حنس تتشرف بمرور العائلة المقدسة بها ووجود كوم ماريا في منطقة دير أبو حنس التي مرت بها السيدة العذراء في أثناء الزيارة المقدسة وبئر السحابة وغيرها من الآثار الموجودة على الخريطة المصرية والعالمية للآثار , ودير أبو حنس ذكرت في المدونات الخاصة بالحملة الفرنسية.
كل هذا التاريخ والدولة مصممة على ان أبو حنس الخالية من النعناع تسمى وادي النعناع كان هذا لسان حال الاهالى الساخرين مما يحدث..
ونحن شباب ضد التمييز نسال المحافظ بل نسال الرئيس والمنظومة في مصر ماذا ستستفيد مصر من تغيير اسم قرية من اسم قبطي لاسم أخر ؟ انه مجرد اسم يا سادة مجرد اسم أيها المنظومة التي دمرتنا انه اسم يعبر عن الهوية فلتهتموا بالجواهر ولتستفيد مصر كلها من كنوزها فلو أعارت الدولة الانتباه للآثار القبطية بدل من أن تعمل على تدميرها سوف تفرق مع مصر كثيرا حيث أن السياحة الدينية منتشرة جدا وتعتبر من أهم المجالات السياحية , فلتمهدوا الطرق وتعملوا على النهضة بالمناطق السياحية بدل من التنازع الطائفي لمحافظ يتعامل على أساس خلفيته الدينية.
إننا شباب ضد التمييز بعد أن نزلنا ورصدنا بأنفسها كم الإهمال والتسيب والتمييز والطائفية التي تعالج بها المشاكل في المنيا ولنا في أبو حنس مثال ميداني سجلناه نطالب رئيس الجمهورية بإقالة محافظ المنيا اللواء احمد ضياء الدين حيث انه صاحب اكبر عدد مشاكل طائفية في المنيا وقد أهمل البلد جدا ولم يعير كنوز البلد من الآثار والعمالة والاستثمار شئ ويتعامل مع كل الأمور من خلفيته الإسلامية والأمنية, هذا لتنعم مصر بدولة مدنية لا طائفية فيها ولا تمييز إنما يجمع مواطنيها كلهم مشروع نهضوى واحد لتأخذ مصرمكانها الطبيعي بين الأمم المتقدمة
|