لا يزال الغموض يكتنف أسباب وفاة نجم البوب الأميركي مايكل جاكسون الذي توفي أمس الخميس بعد توقف مفاجئ بالقلب عن عمر يناهز 50 عاما، بينما تسابق الساسة قبل الفنانين على رثاء المغني الشهير الذي سببت وفاته كذلك ضغطاً على بعض مواقع الإنترنت.
وكان المسؤول في قسم الطب الشرعي في لوس أنجلوس فريد كورال أعلن وفاة جاكسون في الساعة 21:26 بتوقيت غرينتش أمس الخميس بعد أن وصل إلى مستشفى في لوس أنجلوس في حالة توقف كامل للقلب.
وحذرت السلطات من أن عملية تحديد أسباب الوفاة قد تستغرق أسابيع، وذلك انتظاراً لعودة اختبارات السموم التي ستحدد ما إذا كان جاكسون قد تناول أي مخدرات أو كحوليات أو أدوية.
وكان موقع "تي أم زد" الإلكتروني المعني بأخبار المشاهير نقل الجمعة عن أفراد أسرة جاكسون بأن المغني العالمي توفي عقب تلقيه جرعة زائدة من المورفين.
ومن جهتها قالت المتحدثة باسم الشرطة كارن راينر إنهم يحققون في تقارير العلاج الطبي لجاكسون، وإن الشرطة تسعى لاستجواب أحد أطبائه ومصادرة سيارة كان يمتلكها جاكسون قد تضم بداخلها أي عقاقير أو أدلة أخرى قد تساعد في تحديد سبب الوفاة.
وترك "ملك البوب" كما يكنى وصاحب أعمال "المغامرة" و"بيلي جين" و"ثريلر" جبلا من الديون وسلسلة من الحفلات كان من المقرر أن يقوم بها في يوليو/تموز في لندن، وكان يأمل الكثيرون أن تجمع هذه الحفلات الملايين وتنهي مشكلاته المالية.
وقد قالت الشركة المنظمة لحفلات جاكسون في لندن الجمعة إنها تدرس إعادة ثمن التذاكر لمشتريها، وذلك بعد التنسيق مع الوكلاء في الولايات المتحدة.
ويعتقد أن أعمال جاكسون حققت مبيعات طوال حياته بلغت حوالي 750 مليون دولار أميركي، وحصوله على جائزة غرامي 13 مرة وأعماله الموسيقية المصورة العابرة للحدود جعلته أحد أكثر الفنانين نجاحا على مر العصور.
وقد عاش جاكسون حياة منعزلة بعد تبرئته عام 2005 من اتهامات التحرش الجنسي بالأطفال، وهي المرة الثانية التي يواجه فيها هذه التهم.
ضغط على الإنترنت
من ناحية ثانية تصدرت أغاني جاكسون قوائم أكثر الأغنيات مبيعا وذلك بعد ساعات من وفاته، حيث احتلت ألبوماته أول 15 موقعاً على قائمة الألبومات الأكثر مبيعاً في موقع أمازون الليلة الماضية.
بينما تعطل موقع تويتر الشهير صباح الجمعة لفترة محدودة بسبب الضغط الناجم عن قيام المعجبين والشخصيات الشهيرة بوضع رسائل عن وفاة جاكسون.
كما تصدر خبر وفاته عناوين بوابات المواقع الإلكترونية الصينية على شبكة الإنترنت الجمعة، في حين انهمرت تعازي الجماهير النيوزيلندية العاشقة لجاكسون على المواقع الإلكترونية الإخبارية في البلاد.
بينما جرى في هولندا تدشين موقع إلكتروني خاص بعد ساعة من إعلان نبأ وفاة جاكسون كي يتمكن المعجبون به من إرسال تعازيهم.
ردود الفعل الفنية
وقد تسابق الفنانون ونجوم الغناء الأميركي والعالمي لإعلان تعازيهم برحيل جاكسون المفاجئ سواء بإصدار بيانات خاصة أو بوضع تعازيهم على مواقع الإنترنت.
فقد رثا جاكسون نجمة البوب مادونا وليزا ماري بريسلي ابنة أسطورة الروك إلفيس بريسلي، التي تزوجت جاكسون لفترة قصيرة في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
في حين أصيبت الممثلتان المخضرمتان البريطانية أليزابيث تايلور والإيطالية صوفيا لورين بحالة الصدمة بعد سماعهما نبأ وفاته.
كما رثاه كذلك كل من المغني آشر، ونجمة البوب بريتني سبيرز، وجاستن تمبرليك، ومؤرخ موسيقى الروك الأسترالي جلين آي بيكر، ونجم البوب الأسترالي مولي ميلدروم.
وقد قررت محطة جوائز تلفزيون بلاك إنترتينمنت الأميركية تخصيص عرض خاص للراحل جاكسون بسبب "تأثيره على الموسيقى وثقافة البوب".
ردود الفعل الرسمية
ولم تتوقف ردود الأفعال الحزينة على الوفاة المفاجئة لجاكسون عند نجوم الفن والغناء فحسب بل تعدتها إلى رجال السياسية في العالم.
فقد وقف المشرعون الأميركيون دقيقة صمت حداداً على وفاة جاكسون. ورثاه حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنيغر.
أما على الصعيد الدولي فقد أعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الجمعة عن حزنه لوفاة "ملك البوب"، كما رثاه وزير الاقتصاد الألماني كارل تيودور تسو، إضافة إلى المتحدث باسم الحكومة اليابانية تاكيو كاوامورا الذي أعرب عن أسفه "الشديد لوفاة نجم عظيم مثل هذا".
ومن جانبه، أعد فرع متحف "مدام توسو" الشهير للتماثيل الشمعية في ألمانيا كتابا يمكن لزوار المتحف كتابة برقيات تعزية فيه حزنا على وفاة جاكسون.
وانضمت مؤسسة "نيلسون مانديلا" التي يملكها رئيس جنوب أفريقيا السابق إلى محبي الموسيقى في مختلف أنحاء العالم للإعراب عن صدمتها بسبب وفاته. وقالت المؤسسة في بيان إنها "تأسف" لوفاة جاكسون وإن محبيه في مختلف أنحاء العالم سيشعرون بفقدانه. |