مصادر اوروبية و فلسطينية تؤكد النبأ واسرائيل تلتزم الصمت
قالت صحيفة"هآرتس" في موقعها على الانترنت انّ تطورا دراماتيكيا حصل في قضية الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شليط.
ونقل المحلل المخضرم عكيفا الدار، عن مصادر دبلوماسية اوروبية، قولها ان الجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة، غلعاد شاليط، من المفترض ان يتم تسليمه الى مصر خلال ساعات او ايام، وذلك في اطار اتفاق شامل بين حركتي حماس وفتح.
وزاد المحلل الاسرائيلي قائلا، نقلا عن ما اسماه بمصدر أمني فلسطيني رفيع المستوى في الضفة الغربية المحتلة، تأكيده لهذا النبأ، ولكن بموازاة ذلك، اضافت الصحيفة العبرية، انّه لا يوجد اي تعقيب او تأكيد لهذا النبأ من الجانب الاسرائيلي، يشار في هذا السياق الى انّ وزير الامن الاسرائيلي، ايهود باراك، صرح الخميس ان الدولة العبرية تعمل بكل ما اوتيت من قوة بهدف اعادة الجندي المأسور منذ ثلاث سنوات، ونصح السياسيين والصحافة بالتقليل من الحديث عن هذه القضية، لانّ كثرة الاحاديث تسبب الاضرار للمساعي الحثيثة لاطلاق سراح شليط، على حد تعبير باراك.
وبحسب المصادر الاوروبية فان نقل شليط الى مصر يشكل المرحلة الاولى من اتفاق تمت بلورته بين الفصائل، بوساطة مصرية، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية ودعم سورية، كما قالت الصحيفة، نقلا عن المصادر الاوروبية عينها، انّ الجندي الاسير سيستخدم كوديعة الى حين استكمال تبادل الاسرى بين الفصائل، ولفتت المصادر ايضا الى انّ الصفقة تتضمن تبادل اسرى وفتح المعابر بين اسرائيل وقطاع غزة.
بالاضافة الى ما ذكر اعلاه، اوضحت المصادر الاوروبية ان فكرة تسليم شليط الى مصر كخطوة اولى في عملية تبادل الاسرى قد طرحت قبل عدة شهور، وذلك خلال زيارة الرئيس الامريكي الاسبق، جيمي كارتر. ورجحت المصادر ان تكون هذه الفكرة فقد طرحت مرة اخرى في زيارته الاخيرة قبل اسبوع ونصف، عندما حاول الرئيس الامريكي الاسبق التوسط لدى حركة حماس لتسليم الجندي الأسير رسالة من عائلته.
على صلة بما سلف، نشرت الصحيفة الاسرائيلية في عنوانها الرئيسي الجمعة نبأ عن ما اسمته بمبادرة امريكية جديدة لاطلاق سراح شليط.
وبحسب الصحيفة فان مصر وسورية تضغطان على حركة حماس للتجاوب مع اتفاق يتضمن المصالحة مع حركة فتح وفتح معابر قطاع غزة وتسليم شليط الى القاهرة كوديعة في المرحلة الاولى، وفي المرحلة الثانية تتم اعادة شليط الى اسرائيل بعد الاتفاق على قائمة الاسرى الفلسطينيين الذين سيتم اطلاق سراحهم في المقابل. وتابعت الصحيفة قائلة: وبحسب المبادرة فان شاليط يكون تحت رعاية المخابرات المصرية، ويكون بامكان عائلته زيارته في مصر، على حد قول المصادر الاوروبية التي تحدثت للصحيفة العبرية.
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مصدر مصري عالي المستوى قوله انّ حركة المقاومة الاسلامية (حماس) تصر على اطلاق سراح اسرى فلسطينيين ممن شاركوا في عمليات قتل فيها اسرائيليون، او كما تسميه الدولة العبرية بانّ اياديهم ملطخة بدماء الاسرائيليين واليهود.
تجدر الاشارة الى انه وفي ظل نفي اسرائيلي رسمي، تناقلت وكالات الانباء مطلع الاسبوع الحالي، ان هناك تبادلا وشيكا للاسرى الفلسطينيين بالجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة غلعاد شليط، بموجبه يتم نقل الاخير الى مصر، وذلك في اعقاب اطلاق سراح رئيس المجلس التشريعي د.عزيز الدويك.
وقالت مصادر مصرية في القاهرة ان اللواء محمد ابراهيم، رئيس طاقم الوفد الامني المصري، من المفروض ان يصل تل ابيب لمناقشة الترتيبات اللازمة لتبادل الاسرى بعد تسليم شليط الى مصر، كما جاء، نقلا عن مصادر وصفت بأنها مطلعة، ان قائد الفرقة الثانية للجيش المصري اللواء جمال امبابي يتواجد في منطقة الحدود المصرية بمدينة رفح في مهمة سرية.
وزادت المصادر عينها قائلة انّ تواجد قيادة عليا من الجيش المصري في زيارة سريعة وسرية خاصة تشير الى التأكد من تأمين المنطقة وتمشيطها امنيا قبيل عودة الوفد الامني من تل ابيب الى غزة ثم القاهرة، ولكنّ الحكومة الاسرائيلية ردت على هذه الانباء بالنفي القاطع، وقالت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، نقلا عن مسؤول امني رفيع المستوى، قوله انّه لا توجد اي اسس من الصحة لهذه الانباء، وانّه لم يطرأ اي تقدم في المفاوضات حول الجندي الأسير شليط، على حد تعبيرها.
جدير بالذكر انّ رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس خالد مشعل جدد الخميس في خطابه موقف حركته من قضية تبادل الاسرى، وقال: نعمل من اجل الافراج عنهم جميعا بكل الوسائل وخضنا مفاوضات غير مباشرة لاتمام صفقة يرضى عنها شعبنا ولكن التعنت الاسرائيلي افشلها وما زلنا على استعداد وان خيار نتيناهو الوحيد لاستعادة شليط صفقة تبادل جادة، مؤكدا ان خيارات المقاومة مفتوحة لتحرير الاسرى. |