CET 00:00:00 - 28/06/2009

المصري افندي

بقلم: جورج رياض
تناقلت بعض الصحف ووكالات الأنباء خبر منع قوات الأمن في مصر مظاهرة كان يعتزم عدد من النشطاء الشباب تنظيمها وسط القاهرة احتجاجًا على "القمع" الذي يمارسه النظام الإيراني ضد المتظاهرين، وقامت الشرطة بإغلاق ميدان طلعت حرب، ومنعت نحو 50 شابًا ينتمون إلى أحزاب معارضة عديدة منها حزب الغد الليبرالي والتجمع اليساري والحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" وحركة "شباب 6 أبريل" من الوقوف في الميدان مما أضطرهم للصعود إلى مقر حزب الغد الذي يطل على الميدان مباشرة، وحمل المتظاهرون صورًا للشابة الإيرانية "ندا" التي لقيت حتفها خلال المظاهرات التي أعقبت نتائج الانتخابات الإيرانية، وصارت رمزًا لثورة لشباب الإيراني التي ربما تنذر بتغيير محتمل في النظام هناك.

وربما تصوّر البعض هنا من المعارضين والنشطاء أنه يمكن الربط بين ما يحدث الآن في إيران وبين ما يمكن أن يحدث هنا في مصر، والحقيقة أن هذا التصور مستبعد وقاصر بدرجة كبيرة، لأن الاختلافات بين حالة القاهرة وحالة طهران عديدة وبالتالي يصعب الإقتداء بالنموذج الإيراني أو المقارنة معه.

أبرز الاختلافات أن حركة الشباب الإيراني تعد قوية بالفعل وقامت خلال العقد الأخير بالعديد من التظاهرات المؤثرة داخل الجامعات وخارجها وتعاطفت معها الكثير من القوى الإصلاحية هناك، وما يحدث هناك الآن يعبر عن حالة من الحراك المجتمعي والخلاف الذي يشهده المجتمع الإيراني هناك حول شخصية الرئيس أحمدي نجاد ونظام ولاية الفقيه الذي يقوده المرشد المتطرف علي خامنئي.

أما في مصر فالحركة الشبابية ضعيفة ولا تظهر فقط إلا في التظاهرات المتعلقة بفلسطين والشيشان وحزب الله وحركة حماس وهي حركة ضعيفة توجهها قوة واحدة لا يلتف حولها كل الشباب، ونادرًا ما تقوم المظاهرات في الجامعات عندنا للأسف بدافع وطني أو بسبب مشكلة تهم المجتمع كأزمة الغلاء أو البطالة أو غيرها لكن الدافع يكون ديني بحت والهدف في النهاية خارجي وليس داخلي!!

ربما تكون طبيعة الإيرانيين مختلفة عن المصريين فهم يرغبون في التغيير من أجل الأفضل وفعلوها حينما قضوا على نظام الشاه وأتوا بالثورة الإسلامية، وها هم يفعلوها مجددًا لأنهم أيقنوا أن هذه الثورة لم تختلف كثيرًا عن نظام الشاه من حيث الديكتاتورية والفساد، أما عندنا فالوضع مختلف والمصريون يتبعون مثل "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش" وليس ذلك غريبًا فهم أحفاد الفراعنة الذين كانوا يميلون لاستقرار الحكم وتأليه الملوك.

من زاوية أخرى فالمصريون نسوا بالفعل المشاركة السياسية منذ أكثر من 57 عامًا بفضل ثورة يوليو التي أضعفت ما سبقها من تاريخ ونضال وطني مشرف شاركت فيه جميع طوائف المجتمع، وبالتالي فالشاب اليوم لا يفكر في وطنه أو ينظر إلى مشاكله بل يدخل في دائرة اهتمامه أشياء أخرى تبدأ من الدين وتنتهي على النقيض بالجنس!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق