CET 00:00:00 - 29/06/2009

فاقد الأهلية

بقلم: سحر غريب
زوجي العزيز عنده قناعة بأن العيش يجب أن يذهب لخبازه حتى لو أكل نصفه، فهو غير مقتنع بسبهللة كله بتاع كله، فعندما يريد مثلاً أن يصلح سيارته أو يتأكد من سلامتها يذهب مباشرة إلي مركز الصيانة المُعتمد، مش عارفة بصراحة مُعتمد على إيه واضح أنه مُعتمد علي النصب والسرقة، ورغم تأكد زوجي في الآونة الأخيرة من أن مركز الصيانة (واللي بالمناسبة أحد المراكز المشهورة جدًا في مصر) يُقدَم فيه النصب مجانًا مع الخدمة، إلا أنه يقول دائمًا خيرًا لي أن أذهب إلى حرامي واحد بدلاً من أن ألف على عدد من الحرامية، فهو لا يحبذ القيام بجولات على الميكانيكية الذين ينتهجون مبدأ الفهلوة فوق الجميع.
ولكنه في كل زيارة لمركز الخدمة المُعتمد يكتشف أنه مركزًا للنصب المُعتمد، ففي مرة من المرات تبين له أن سعر قطع الغيار أسعارها داخل المركز تزيد بمقدار الضعفين عن التي تباع خارجه ويجب عليه الشكوى وإلا أخذ مقلبًا مُحترمًا وكع مبلغًا كبيرًا، وفي مرات أخرى يشتكي من عيب ظهر في السيارة ويطلب إصلاحه ولكنه عند استلامه السيارة يكتشف أن العيب الذي دفع مُقابل إصلاحه مازال موجودًا، أما مصيبة المصائب والتي جعلته تعيسًا ومتكدرًا فهو عندما عرض عليه أحدهم أن يمده بالواسطة، التي لم تكتفي بقطاع الحكومة وتوغلت في القطاع الخاص وأثبتت وجودها بقوة، وقبل أن يرفض زوجي الواسطة سأل حبًا في الإستطلاع: والواسطة دي تقدر تقدم لي أيه في مركز خدمة مُحترم؟!
فرد صاحب الواسطة: الواسطة هناك تقدر تخلص شغل العربية بدري وأنت واقف وتقدر كمان تخفضلك من قيمة الإصلاحات.
فأكمل زوجي: إزاي تخفض من قيمة سعر حاجة ثابت سعرها؟
فرد الرجل: بسيطة يقدروا يوزعوا قيمة الإصلاحات على العربيات التانية.
أي حد ممكن يفرح بتلك التسهيلات ولكن زوجي لم يفرح ولم يستبشر خيرًا ويقول وأيه يعني! واسطة تفوت ولا حد يموت، فقدم شكواه وعنده حق في ذلك فهو لم ينظر تحت قدميه، فالنصب الذي يتعرض له الآخرون حتمًا ولا بد تعرض له هو نفسه من قبل وسيتعرض له بعد ذلك لو صمت وصمت غيره، فالصمت في تلك الحالة ليس من ذهب ولكنه صمتًا يشجع النصاب على نصبه.
سحر غريب

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق