CET 00:00:00 - 29/06/2009

المصري افندي

بقلم: إسحق إبراهيم
أخيرًا كرّمت مصر الدولة أحد فرسانها المناضلين ضد الإرهاب والتخلف والرجعية، حصل الدكتور سيد القمني المفكر العلماني على جائرة الدولة التقديرية لهذا العام بعد معاركًا كثيرة مع شيوخ التطرف وبعض مؤسسات الدولة خرجت عن إطار تبادل الآراء والأفكار إلى التهديد بالقتل ومصادرة الكتب ورفع دعاوىَ الحسبة ضده.
سيد القمني هو كاتب مصري معروف، كانت له مقالة أسبوعية في مجلة "روز اليوسف" قبل أن تتخلى عنه في وقت كان يحتاج فيه إلى دعهما لمواجهة تحريض تنظيم القاعدة بقتله على خلفية نشر مقالة بعنوان: "إنها مصرنا يا كلاب جهنم!" هاجم فيه شيوخ الإسلام السياسي، فتلقى القمني العديد من التهديدات. إلى أن أتى التهديد الأخير باسم "أبو جهاد القعقاع" يطالبه فيه بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل، وأهدر دمه يونيه 2005. واضطر المفكر الكبير لإعلان هدنة أو استراحة أعلن فيها  توبته عن أفكاره السابقة وعزمه على اعتزال الكتابة صونًا لحياته وحياة "عياله" لكن سرعان ما شعر القمني بحتمية الرجوع وأداء دوره وواجبه تجاه بلده.

صدرت له العديد من المؤلفات البحثية  في الفكر والتاريخ الإسلاميين. أشهر مؤلفاته «رب هذا الزمان» (1997) الذي صادره مجمع بحوث الأزهر حينها وأخضع كاتبه لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا حول معاني «الارتداد» المتضمَّنة فيه وإسرائيل، الثورة التاريخ التضليل وقصة الخلق والنبي موسى وأخر أيام تل العمارنة 1987 وحروب دولة الرسول 1996 والنبي إبراهيم والتاريخ المجهول 1996 والسؤال الآخر 1998 والإسلاميات 2001 والإسرائيليات والجماعات الإسلامية رؤية من الداخل 2002 وأهل الدين والديمقراطية  2005  و الحزب الهاشمي.

تقدم كتب "سيد القمني" رؤية جديدة لعلاقة الدين بالسياسية، فالمصلحة العامة تقضى الفصل بين المجالين فلا علاقة بينهما، وأن الدول التي اتخذت من الدين مرجعية عامة شهدت تراجعًا في كافة المجالات، فالوضع في السودان وإيران لا يختلف كثيرًا عن أوربا في العصور الوسطى. وهذا ما يحذر منه القمني، فمصر تعاني من أزمة طاحنة على كل المستويات وتسير نحو التخلف والهزيمة الحضارية وبطبيعة الحال سيحل الخراب إذا "ركب" الإسلاميون الشارع.
نتمنى أن تكون الجائزة دليل تصالح بين النظام الحاكم والمفكرين الليبراليين الحقيقيين، فمؤسسات النظام وقفت طويلاً بجوار قوى الإسلام السياسي على أساس تحقيق معادلة بمقتضاها لا تقترب هذه القوى من حاضر مصر ويترك لها المستقبل لتفعل فيه ما تشاء. 
Ishak_assaad@yahoo.com

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق