بقلم: المستشار نجيب وهبه واستعرض باختصار لفظ كلمة "عرب" . فالعرب جيل من الناس ؛ سامى الأصل ؛ كان منشئوه شبه الجزيرة العربية.وجميع (عرب ) أعرب . فى دراسة لغتنا العربية, يجد الباحث إذا كان ملما ببعض اللغات السامية كالسريانية والعبرية, يلاحظ مواطن التقارب والاختلاف والأخذ والاقتباس . أفاد العلماء أن السريان نقلوا فلسفة اليونان إلى العربية, واكتشفوا خصائص العربية على حقيقتها , ورأوا رأى العين ان العربية هى اشد اللغات السامية احتفاظا بمقومات اللسان السامى الأول. كان موطن السامية؛أم اللهجات العربية, مسقط الأديان السماوية ومهد الكتب المقدسة فى الشرق الأدنى وفى شبه الجزيرة العربية, ودخلت التاريخ من باب الصحراء , ونقلها اهلها من رمال الصحراء الجافة إلى واحاتها . وفى دائرة الدراسات السامية , حظيت لغتنا العربية بكثير من العناية,فكانت في نظر الباحثين أنها أقدم اللغات السامية.وهذا يدل دلالة قاطعة على أن اللغة العربية فرع فى هذه الفصيلة السامية،ولا يفصم العرى بين الاصل والفرع إلا باحث متسرع أو مكابر جحود . يطلق العلماء اليوم على الشعوب الارمية والفينيقية والعبرية والعربية واليمنية والبابلية / الأشورية,لقب الساميين. والتسمية لم تخترع اختراعا . فهى متقبسة من الكتاب المقدس الذى ورد فيه أن أبناء نوح هم سام وحام ويافث. وأن القبائل والشعوب تكونت من سلالتهم( سفر التكوين الاصحاح لعاشر) والموطن الأول للشعب السامى هو القسم الجنوبى الغربى من شبه الجزيرة العربية .... ولغتنا العربية أقدم اللغات السامية. وسميت باسم السامية أخذا من أسم سام بن نوح. ويطول بى المجال لو أردت الكلام على شتى الموضوعات.فقد كانت الغلبة فى شعر التدين للعنصر الروحى المسيحية . ولعل هذا يرجع إلى أن المسيحية من أكثر الأديان التي سادت الحياة الجاهلية إغراقا في الروحية من ناحية , إلى أن الرهبان النصارى استطاعوا بانتشارهم فى الصحراء ؛ وعكوفهم فى العبادة ؛ وانصرافهم عن المادة , أن يسترعوا نظر الشعراء . وكان الشعراء المسحيون فى الجاهلية ؛ يكثرون من الأسفار إلى ديار النصرانية والاتصال بعلمائها . وقد جعلوا وجهة أكثرهم أعالى الحجاز وبلاد الشام وأعالى العراق إلى المواضع التى كانت عالبية أهلها على النصرانية . قال الدكتور " طلس " أن اقدم النصوص العربية الفصيحة التى عثر عليها ترجع إلى الفترة التى تمتد من القرن الثالث بعد الميلاد غلى القرن الخامس.وهذه النصوص هى الشعر الجاهلى والحكم الجاهلية.ومن يدقق فى هذه النصوص يجدها كاملة مهذبة, ذات نحو متسق وصرف منظم وقواعد عروضية وشعرية رقيقة. ولا شك فى ان اللغة العربية قد مرت بأطوار بعيدة العهد. تطورت فيها وتدرجت الى هذا الكمال الذى وجدناه فى الشعر الجاهلى . وما نستطيع قولة ان للشعر فى الجاهلية لغة فصحى, تقيد بها جميع الشعراء المسحيين , وكانت "قريش" أفصح من نطق بها. إذن, الشعراء المسيحيون هم أصحاب اللغة العربية, وأصحاب الفضل. لقد تركت المسيحية أثارا عميقة في عرب شبة الجزيرة العربية.وتركت مفاهيم وكلامات عربية بالغلة الاهمية. فكيف يقولون غير المنصفين أن الجاهلية هى عهد الجهل والأمية. قال الدكتور ناصر الدين الاسد فى كتابه (مصادر الشعر الجاهلى ص 44 ) قال : " غير ان هذا الوصف بالأمية لا يعنى, في رأينا الأمية الكتابية ولا العلمية،وإنما يعنى الأمية الدينية " |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت | عدد التعليقات: ٧ تعليق |