CET 00:00:00 - 30/06/2009

مساحة رأي

بقلم: شريف منصور
عندما يكون الحديث عن التخبط في كل شيء و الفوضى في كل شيء و الفساد في كل شيء والغرور والجهل مستفحل في الحكومات من الصغار إلي الكبار.  مجمل الحديث يعني أننا نتكلم عن الشرق الأوسط. و أن كانت الجملة سؤال بأي لغة من لغات العالم سيكون إجابة هذا السؤال بدون شك هو الشرق الأوسط.
لا يسع العقلاء من البشر ألا أن يضحكوا ويبكون في آن واحد عندما يسمعوا الأخبار القادمة من الشرق الأوسط.

لو نظرنا الشرق أوسطيين لسبب الفوضى و التخلف الاقتصادي و التخلف الاجتماعي الذي داهم العالم ، سيجدون أن كل مظاهرة السلبية نابعة من الشرق الأوسط أو لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالشرق الأوسط.
البترول كسلعة مصدر البلاء و ألبلي  في القرن  الحالي ومنذ السبعينات من نهاية القرن المنصرم ، أسعار البترول أو البترول في حد ذاته كارثة بيئية وكارثة أخلاقية  حلت بالعالم كله، بدأ من الدول المنتجة منتهيا بالدول المستهلكة. التأثير السلبي علي استقرار العالم بسبب هذا المنتج أصبح يفوق أي فوائد كان العالم يتمتع بها مسبقا.
عوائد البترول الضخمة و التي أصبحت بغير حساب تسببت في مجون الفكر الشرق أوسطي وأصبح كواقع من خيالات الماضي. و البترول نفسه تسبب في تلوث العالم، واضر الشرق الأوسط ضرر بالغ في المرتبة الأولي. أصبحت تلك الدول اكبر مستهلك للكماليات و الشكليات الفارغة .

الشرق الذي ينظر ألي نفسه علي انه فوق مستوي البشر متخيلا أنه محور العالم، واهمين ومتخيلين محققين المثال القائل "أنا ومن بعدي الطوفان".
الشرق الأوسط يخرج لنا و أعاد علينا الأسوأ في تاريخ البشرية من أفكار عنصرية هدامة، وهو في ذلك نشط جدا وفي زيادة مضطردة كل يوم مع ارتفاع سعر البترول، وأصبح أكثر وضوحا منذ انهيار الشيوعية و انهيار الرأسمالية المؤجل و الغير رسمي. نعم انهيار الرأسمالية ليست غلطة مطبعية ويرجع السبب مرة أخري إلي الشرق الأوسط. الرأسماليين يحاولون أن ينقذوا الاقتصاد العالمي كمن يتخيل أنهم يستطيعون أن يخرجوا طفلا للعالم في شهر واحد ان جعلوا 9 سيدات حوامل. الانهيار اكبر وأعمق واخطر مما يتخيل البشر . بعد أن أصبحت البورصة هي أذرع الإخطبوط الذي يستخدمه أصحاب رؤوس الأموال العرب لكي يضاعفوا ثرواتهم. سحبت البورصة الأموال بل شفطت الأموال من العالم كله بسبب تجارة البترول المربحة. تلك السلعة التي يدمنها العالم وتجلب أرباح طائلة أكثر من إدمان المخدرات. و النتيجة توافر الأموال بلا حدود في يد من لا يعرف استخدمها وصرفها أدي بنا إلي هذه الكارثة.
 
حتى لا نذهب بعيدا وبدون فلسفة، دعونا نعود لكي نحلل بعض الأوضاع في الشرق الأوسط وعلي سبيل المثال وتأكيدا علي ما سبق مأساة الانتخابات الإيرانية و هي كنتاج مباشر لما شرحته مسبقا.
بغض النظر عن أن كانت الانتخابات سواء مزيفة أو حقيقية، تعد مؤشرات هذه المصيبة الكبري تشير إلي كل مظاهر الرعونة و الديكتاتورية و الزعامة الفاشية في تصريحات الجالس علي عرش إيران وحاشيته ومليشياته و الذي أصبحوا يظنون أنهم فوق مستوي البشر.
وقع كلمات هذا الأرعن في نفوس المتطرفين من أمثالة، جعلهم شبة واثقين  أنهم يستطيعون تحقيق أوهامهم في التحكم في العالم . تهديدات هذا الأرعن للعالم ومظهرية أنه لا توجد قوة تستطيع أن توقفه! جعلت من حثالة السياسيين عظماء في أنفسهم.

وتخيل الرعاع أنهم قادرين علي تحدي العالم مهددين السلام العالمي ، مطمئنين أن العالم سيظل منتظرا إلي أن  يحققوا تهديدهم قبل أن  يتحرك العالم لمواجهتهم. و من الأسباب الأكثر العظمي في أنهم باتوا يصدقون أنفسهم هو الموقف الضعيف الواهن للرئيس الأمريكي الجديد. والذي كأنه لا يصدق حتى ألان انه رئيس اكبر قوة في العالم. هذا الرجل بسذاجته المتناهية وسطحيته يغرق ويقول أعطوني لأشرب .

لا يفهم هؤلاء الأغبياء بما فيهم الرئيس الجديد أن العالم لن ينتظر طويلا حتى يتحرك المتطرفين ضد العالم ثم يتحرك العالم ضدهم.
قوي العالم الغربي تحكم علي أقوال رؤساء هذه الأمم. و الأمم الثمن غالي بسبب أقوال الحكام. إلي يومنا هذا الشعب العراقي وبعد إعدام الديكتاتور صدام حسين ومازال يدفع ثمن خنوعة ورضوخه لهذا المريض.
 
الرسالة العاجلة التي يرسلها العالم للشعوب الشرق أوسطية دون أي استثناء .هي أن لم تتحرك الشعوب لخلع أمثال رئيس إيران و أشباهه في الشرق الأوسط وغيرهم في بلاد الخليج، علي الشعوب تحمل ثمن خنوعها ورضوخها.
أصبحت مسؤولية الشعوب أن تعمل علي استقرار أوطانهم ومنع وصول هؤلاء المتطرفين للحكم ومنعهم من  تصدير الإرهاب و التطرف الفكري اللذان يراعهم أصحاب ألجلاله والسعادة و العمائم من زعماء منطقة الشرق الأوسط المنكوبة.
وأن لم تستطيع هذه الشعوب أن تتصدي لهم فلن تتوقف القوي العالمية عن الدفاع عن نفسها وستهاجم تلك الدول لكي تضع حد لهذا العبث و الفوضى الخطيرة.
رئيس إيران يمشي في خطوات صدام حسين وكله أحساس أن هذه المرة لن يقف إمامة أحد تخوفا من مأزق أخر للقوي العظمي كما حدث في العراق.

كالمعتاد مقامرة غير محدودة وغير محسوبة وسيكون وقعها أشد خطورة علي سلام العالم أن يتمادى هذا الأرعن في توزيع سخافاته وغباءه السياسي علي العالم وحتما سيكون له أكبر ضرر علي منطقة الشرق الأوسط التي لم تعد تحتمل أكثر من هذا الشحن الفوضوي.
سؤ استغلال هؤلاء الحكام ووجودهم في الساحة العالمية عواقبه وخيمة علي العالم ، لو لم يقدر حكام الشرق الأوسط مدي خطورة الموقف ومحاولة احتواء غرورهم وغبائهم داخل حدود قصورهم بهذا يعطون الحق للمجتمع الدولي أن يسحقهم بأي طريقة. و الخسارة علي الشعوب في كل الحالات.
كنت أود أن أحدثكم عن الفوضى و الفساد و الغرور و الكبرياء و التخبط وتردي مستوي الإنسان في مصر ولكنني اخشي أن يمل القارئ من طول الحديث الذي قد يطول بنا حتى يصبح لا نهائي لان موضوع الفوضى المقننة في مصر يعني أن نتكلم عن جذوره في كل شيء فيها و سيأخذ هذا 57 عاما علي الأقل لشرح مساوئ هدم الشخصية المصرية في عام واحد من سنين عمر انقلاب 23 يوليو.
هل ستتعلم الشعوب الشرق أوسطية أن تحترم نفسها بنفسها وتمنع استغلال الرعاع فيهم و في مقدراتهم ؟ أم تتعلم عن طريق الدروس القاسية كما تعلم للأسف العراقيين ؟!  الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق